خلال افتتاح مهرجان بلعباس للمسرح المحترف في وهران

مولوجي: دورة 2024 تواصل لأجيال المسرحيين والنقاد

مولوجي: دورة 2024 تواصل لأجيال المسرحيين والنقاد
  • القراءات: 355
مبعوثة "المساء" إلى وهران: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى وهران: دليلة مالك

جرى حفل افتتاح المهرجان المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس، أول أمس، بمسرح وهران الجهوي "عبد القادر علولة"، وسط حضور المشاركين في المنافسة الرسمية للدورة 14، التي من شأنها أن تخول الفائز المشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر العاصمة، ديسمبر المقبل، إذ عرفت السهرة تكريم الكاتب الصحفي والناقد المسرحي كمال مصطفى بن ديمراد، والفنانة الممثلة فضيلة حشماوي.
يستمر المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف 14، إلى 11 جويلية الجاري، ويستقبل أطواره مسرح وهران الجهوي "عبد القادر علولة"، استثناء هذا العام، بعد غلق مسرح سيدي بلعباس، لشروعه في أشغال صيانة وترميم.
وفي رسالة قرأها مدير تطوير وترقية الفنون بوزارة الثقافة، شداد بزيع، نيابة عن وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، في افتتاح المهرجان، أكدت "نحتفل بالفن والمسرح والمبدعين في رحاب ذكرى أسماء فنية كبيرة، لنشارك مع جميع الفنانين والمسرحيين احتفالهم الإبداعي في هذا المهرجان الثقافي المحلي للمسرح الاحترافي بسيدي بلعباس، في دورته الرابعة عشرة".
وتابعت الوزيرة قائلة "تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، الداعمة للإبداع وتشجيع المبدعين، من خلال تنظيم مثل هذه التظاهرات، نؤكد حرصنا الكبير على تقييم الجهود المبذولة لخدمة المسرح في الجزائر"، وأضافت "في قطاع الثقافة والفنون، ووفقا لرؤى جادة وأهداف محددة، نسعى إلى تحفيز جميع الطاقات وتوفير المناخ الأمثل للمسرحيين، لتقديم الجهد والتغلب على المزيد من التحديات".
وأكدت مولوجي "تأتي دورة 2024 من المهرجان، في وقت نحيي فيه ذكرى ميلاد فنان من قامة العمالقة، عبد القادر علولة، الذي قدم الكثير للمسرح الجزائري، ومن خلاله نعبر عن فخرنا بمسرحنا، وبمن رحلوا عنا تاركين بصمة كبيرة، وبمن لا يزالون أحياء لمواصلة هذا المسار".
ووصفت وزيرة الثقافة والفنون مهرجان سيدي بلعباس، بأنه "قيمة مضافة وإنجاز يحمل بذور التميز، من خلال برنامج ثري، خاصة أن هذه الدورة الرابعة عشرة تقام تكريما لناقد مسرحي كبير، هو الأستاذ والناقد المسرحي كمال مصطفى بن ديمراد، أستاذ المسرحيين والنقاد".

وأكدت الوزيرة أيضا، أن هذه الدورة بمثابة جسر هام للتواصل بين جيلين من المسرحيين، وتواصل بين جيلي النقاد، في النقد البناء والحوار الجاد الذي يعد منجزا إبداعيا في الجزائر شكلا ومضمونا.من جهته، عبر رشيد جرورو محافظ المهرجان المحلي للمسرح المحترف، عن سعادته لتواجده مجددا في بيت "عبد القادر علولة"، وبين الفنانين من مختلف جهات الوطن، مرحبا بالجميع في الدورة الجديدة من التظاهرة، وحيا الناقد المكرم كمال مصطفى بن ديمراد ومسيرته المهنية الطويلة.

بن ديمراد: أين هو الريبرتوار المسرحي المكتوب في الجزائر؟

على هامش حفل الافتتاح، صرح بن ديمراد للصحافة قائلا "لم أر في العالم أبدا، فنانا يكرم ناقدا، إلا اليوم، لما كرمتني محافظة المهرجان المحلي للمسرح المحترف سيدي بلعباس، وأنا سعيد جدا لهذه الالتفاتة". كمال بن ديمراد الذي استهل عمله الصحفي منذ 1962، واليوم يقترب عمره من 80 عاما، يعتبر أن الإنتاج المسرحي الوفير يرفع من مستوى النقد، والنقد الجاد يرفع من مستوى المسرحيات، وأكد المتحدث أن الناقد يكتب عن المسرحيات ويرصد الصراعات التي تتضمنها، والموجودة بين الأشخاص وبين المجتمعات، ودوره ليس الحكم عليها.
بالمناسبة، عبر بن ديمراد عن آسفه لغياب الريبرتوار المسرحي المكتوب، متسائلا "أين نجد أكثر من 60 سنة من المسرح في الجزائر؟، هناك من كتب عن كاكي مثلا، وأعاد نشر نصوصه المسرحية، لكن ماذا عن باقي الأسماء المسرحية الجزائرية؟"، مشيرا إلى أن موليير الفرنسي لم يشتهر إلا بفضل كتب ومؤلفات عنه وعن أعماله.
وأفاد بن ديمراد "كنت شاهدا على بدايات المسرحيين الجزائريين الكبار، وتعلمت منهم، ومنهم عبد المالك بوقرموح، وامحمد بن قطاف وأحمد بن عيسى وغيرهم".

"ذاكرة..." عودة إلى أمجاد المسرحيين

شهد حفل الافتتاح عرضا قصيرا لكل من فضيلة حشماوي وإبراهيم حشماوي، وتونس آيت علي، عنوانه "ذاكرة ..." الذي عاد إلى أمجاد مسرحيين جزائريين رحلوا عنا، ولكن آثرهم باق، بتقديم بعض المشاهد من مسرحيات جزائرية معروفة، بالإضافة إلى الاستعانة بشاشة عملاقة ترصد صور الراحلين الكبار.
جدير بالذكر، أن الافتتاح بدأ من الساحة المقابلة لبناية المسرح، بعروض الشارع والحلقة، التي صنعت أجواء من البهجة وسط الناس.

"فيلوفوبيا" يفتتح المنافسة

افتتحت مسرحية "فيلوفوبيا"، التي كتبها وأخرجها يحيى بن حمو، وأنتجتها جمعية "الستينية الشبانية" من وهران، المسابقة الرسمية للمهرجان المحلي 14 للمسرح المحترف، وهو عمل يفكك موضوع الخوف من الحب، كحالة مرضية لها أسبابها.تروي المسرحية قصة شاب يتعثر في إقامة علاقات جديدة، بعد تجربة فاشلة وخيبات أمل، عندما يلتقي بشابة تعاني من الفيلوفوبيا، ينشأ صراع بين مخاوفهما ورغباتهما، يتجلى في رقصة افتتاحية تعبر عن الخوف والرفض، إذ استخدم المخرج مجموعة متنوعة ومعبرة من التصاميم المشهدية. وتناولت المسرحية التحديات المعاصرة المتعلقة بالعلاقات العاطفية لدى الشباب الجزائريين، الذين يواجهون نوعًا من الذعر، يتصاعد بفعل وسائل التواصل الاجتماعي وظواهر الطلاق والانفصالات الأسرية، ما يؤدي في بعض الأحيان، إلى أوضاع مأساوية، مثل هجرة الشباب بطرق غير شرعية.
"فيلوفوبيا" (60 دقيقة) مسرحية ناقدة لمجموعة من الظواهر الاجتماعية والعاطفية، التي تؤثر بشكل عميق في شباب الجزائر اليوم.