يضم مائة حديث في شتى المواضيع
"نبي يتحدث إلى العالم" بالفاتيكان
- 1127
وجه بابا الفاتيكان الحالي فرانشيسكو وسلفه بينديكت السادس عشر، رسالة شكر لأحد أئمة المساجد المعروفين في ألمانيا، ردا على إهدائه لهما كتابا أصدره عن الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وارتبط إصدار الكتاب بخطاب ألقاه البابا السابق قبل سنوات وتضمن عبارات حول النبي محمد، أثارت احتجاجات واسعة في دول إسلامية، مما دفع البابا حينها إلى الاعتذار. ثمّن فرانشيسكو وبينديكت في رسالتين إلى بنيامين إدريس إمام المسجد الشفاف بمدينة بنسبيرغ الألمانية، ما تضمنه كتابه الذي دخل مكتبة الفاتيكان من تصحيح لتصورات سلبية سائدة عن الإسلام ورسوله، وسعي الإمام إلى مد جسور من الاحترام المتبادل بين الإسلام والمسيحية.
أوضح الإمام إدريس ـ الذي يترأس منتدى الإسلام بمدينة ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية ـ أن كتابه الذي أهداه لبابا روما السابق والحالي يعرّف باللغة الألمانية بالرسول الكريم، وقال إنه يرد من خلال الأحاديث النبوية على اتهامات غربية وجهت عبر التاريخ لمقامه الشريف، من بينها ما ورد على لسان إمبراطور بيزنطي وكرره البابا السابق بينديكت عام 2006 في خطاب له، تسبب في احتجاجات واسعة في دول إسلامية ودفعه إلى الاعتذار.
يحمل الكتاب -الذي حقق معدلات انتشار لافتة بين المسلمين وغير المسلمين بسوق النشر الألمانية- عنوان "نبي يتحدث للعالم" ويعرّف بشخصية الرسول الكريم من خلال أحاديثه وحكمه.
أوضح إدريس أن كتابه جاء ردا على محاضرة ألقاها البابا السابق بينديكت السادس عشر (جوزيف راتسينغر) بجامعة ريغنسبورغ، الواقعة بمسقط رأسه في ولاية بافاريا عام 2006، وتحدث فيها عن علاقة العقل بالدين، وتعرض لموضوع آيات القتال بالقرآن الكريم، مستشهدا بنص تاريخي لحوار دار بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني وأحد المفكرين الفرس.
ذكر الكاتب أن مؤلفه يؤسس لرد حقيقي على سؤال الإمبراطور الذي كرره بينديكت بمحاضرته "قل لي ماذا أتى به محمد إلا الشر؟"، ويفند من خلال أحاديث نبوية مختارة النظرة الغربية التاريخية السلبية تجاه الرسول الكريم.
يعرض كتاب "نبي يتحدث إلى العالم" مئة حديث نبوي، تتعلق موضوعاتها بالحياة العامة والقيم الأخلاقية موجهة للقراء دون تمييز، تتناول هذه الأحاديث موضوعات مختارة تشمل التسامح مع الآخر، وحقوق المرأة، والحفاظ على البيئة وحقوق الحيوان وإتقان العمل، ونبذ العنف والكراهية والتطرف والدعوة إلى التحاب والسلام.
لفت إدريس إلى ابتعاده في كتابه عن التقيد بالترجمة الحرفية ومراعاة المعاصرة، للوصول إلى عقل القارئ غير المسلم وتيسير فهمه، دون الابتعاد عن صيغة النص الأصلي للأحاديث، وقال إن كتابه الذي وجد صدى واسعا بين الجمهور الألماني من عامة القراء ومن شخصيات معروفة، يسد نقصا كبيرا موجودا في سوق النشر الألمانية بترجمة الأحاديث النبوية.
خلص إلى أن الهدف من كتابه، تعزيز روح المعرفة الصحيحة، والمساهمة في التعريف بالرسول من خلال أحاديثه، كشخصية محورية لعبت دورا كبيرا ببناء مجتمع مسالم، مثّل القدوة بنشر الاحترام المتبادل والتسامح بين المسلمين وغير المسلمين.
❊ق.ث