المدير الفني لمهرجان نواكشوط السينمائي الدولي، السالم ولد دندو لـ:"المساء":
نفكّر في توأمة بين أذرار الموريتانية وأدرار الجزائرية وجعلهما منطقة إنتاج سينمائي
- 270
حاورته بتيميمون: نوال جاوت
في سياق نهضة سينمائية تتشكّل بصمت في موريتانيا منذ مطلع الألفية، ومع تراكم تجارب مهرجان نواكشوط للفيلم القصير ثم الفيلم الطويل، برز اسم المدير الفني للمهرجان السالم ولد دندو، كأحد الفاعلين الأساسيين في بناء هذا المسار، تأسيسًا وتكوينًا ورؤية. حضوره في مهرجان تيميمون الدولي للفيلم القصير فتح المجال لحديث موسّع حول واقع السينما الموريتانية، رهانات التكوين، أهمية الشراكات الإفريقية، ودور التراث الحساني في صنع هوية بصرية خاصة. في هذا الحوار، يضع بين أيدينا خلفيات المشروع السينمائي الموريتاني، وطموحاته الممتدة بين نواكشوط وتيميمون.
❊ تشغلون منصب المدير الفني لمهرجان نواكشوط السينمائي الدولي، كيف يمكنك تقديم الفن السابع الموريتاني وأهم خصائصه؟
❊ مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي قام على مهرجان نواكشوط للفيلم القصير الذي توقّف عام 2019، بعدما أسّسنا دار السينمائيين الموريتانيين عام 2000، وبدأنا الاشتغال على مجموعة من المحاور منها محورا الإنتاج والتوزيع، اشتغلنا لخمس سنوات على الإنتاج حتى أنتجنا جيلا من السينمائيين الشباب، وبدانا نفكّر بكيفية جعلهم يشاهدون أفلاما من خارج موريتانيا، فأسّسنا نوادي للسينما لكن بالموازاة ردنا إرساء معالم موعد سينمائي يجمع صنّاع الأفلام الموريتانيين الشباب مع نظرائهم من المنطقة، فأنشأنا تظاهرة اسميناها "الأسبوع الوطني للفيلم"، خصّصنا نسخته الأولى لسينما عبد الرحمان سيساكو الذي كان مجهولا من السينمائيين الشباب، والثانية عن السينمائي البلجيكي بيار ايفاندروك الذي أنتج 8 أفلام عن موريتانيا، وانطلاقا من النسخة الثالثة بدأنا نفتح نوافذ على سينما الجوار كالسنغال، الجزائر وتونس وغيرها.
وعندما وصلنا إلى النسخة السابعة، فكّرنا في تحويله إلى مهرجان للأفلام القصيرة لأنّ جلّ السينمائيين الشباب ينتجون أفلاما مستقلة، على حسابهم أو ضمن مؤسسات صغيرة، ولم نوفّق في إنشاء صندوق لدعم السينما لكن استقطبنا أفلاما قصيرة من دول الجوار ومختلف أنحاء العالم. بغية معرفة المخرجين الموريتانيين أين هم من سينما العالم والمنطقة، حتى وصلنا إلى 14 نسخة من المهرجان. من منطلق فلسفتنا القائمة على أنّ القمر يكتمل في ليلته الـ14، اكتمل قمر الفيلم القصير، وبدأنا العدّ للمهرجان الدولي للأفلام الطويلة لتشجيع الشباب على انتاج أفلام طويلة، ونحن نحضّر حاليا للدورة الثالثة لمهرجان نواكشوط للفيلم الطويل.
❊ انطلقتم من التكوين كلبنة أساسية للنهوض السينمائي في موريتانيا، وبعد 14 دورة من مهرجان الفيلم القصير و3 للطويل، هل حقّقتم المراد؟
❊ نطمح طموحا كبيرا وبعيدا جدا، كان من بين الأهداف أن نحوّل التكوين إلى معهد ومدرسة وطنية، ونتفرّغ لأشياء أخرى، فمنذ 3 سنوات صادقت الحكومة الموريتانية على تأسيس معهد وطني للفنون بقسم مخصّص للسينما والتلفزيون. حيث تبنّت السلطات العليا مسألة التكوين كما استحدثت جوائز قيّمة للفنون كالسينما، المسرح، الموسيقى وغيرها ولأحسن الأعمال. ما زال طموحنا الأكبر أن يُستحدث صندوق لدعم السينما وطموحنا اكبر في بناء قصور للثقافة من ضمنها قاعات للسينما، وفي ميزانية 2026، تمّ المصادقة على بناء قصور للثقافة من بينها قصر نواكشوط للثقافة.
❊ تحضرون مهرجان تيميمون، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة، خاصة وأنها تأتي من قلب الصحراء الجزائرية؟
❊ نعتبرها خطوة سبّاقة، تلامس هوى في نفوس الموريتانيين، لأنّنا في وزارة الثقافة والمعهد الوطني للفنون، نفكّر منذ سنتين في وضع منصة سينمائية موريتانية، وجعل اذرار في موريتانيا منطقة سينمائية خاصة شنقيط وودان. وكنا نفكّر في توأمة بين أذرار الموريتانية وأدرار الجزائرية، حتى نقدّم منطقة إنتاج سينمائي، نتعاون فيها مع الجزائر، ويستفيد السينمائيون الموريتانيون الشباب من خلالها من التجربة الجزائرية..مهرجان تيميمون للفيلم القصير نعتبره خطوة إيجابية في مسار التقارب الثقافي والسينمائي البيني. تيميمون وشنقيط حاضرتان افريقيتان كانت موجودة بينهما جسور ثقافية وروحية، ومثلما كانت على ظهور الجمال والإبل وعن طريق المدارس القرآنية والقوافل العلمية، نريدها راهنا أن تُنقل بين تيميمون وشنقيط صورة وصوتا وان تصبح هذه المنطقة فضاء للإشعاع الثقافي والسينمائي الكبير.
❊ كيف يمكن لمثل هذه التظاهرات كمهرجان تيميمون أن تدعم السينمات الوطنية والافريقية؟
❊ لا أدلّ على ذلك من هذا التواجد الافريقي بمدينة تيميمون، وهذه النافذة التي تفتحها تيميمون على السينما السنغالية مرورا بالموريتانية، دون نسيان المشاركة العربية والافريقية الأخرى، وهذا التقارب الافريقي والعربي بإمكانه ان يشدّ أزر بعضه البعض، فهناك من الدول الافريقية المتقدمة سينمائيا من بينها الجزائر والسنغال وأخرى متأخرة تبحث عن تجارب يمكن الاستفادة منها.
❊ تعتبرون من المدافعين عن التراث الحساني، كيف يمكن للسينما أن تنقل كلّ هذا الزخم وكلّ ما يتعلق بهوية وتراث وحضارة الانسان الصحراوي؟
❊ السينما إطار نحمّله رسائلنا وقصصنا وآهاتنا، مشاعرنا ونريد تقاسمها مع الآخر..هذه الثقافة الحسانية او الافريقية عموما، إن قدّمت بأعين افريقية أمينة على هذه الثقافة، بإمكاننا أن نقدّمها للآخر، وبالعكس إن قُدّمت بأعين خارجي، ستُظهرها من خلال القشور ومشوّهة.
❊ ماذا تقترحون لتحقيق هذا المسعى؟
❊ نقترح أن نُشرف كأفارقة وعرب على صناعة صورتنا بأنفسنا وأن نقدّم للعالم ما يريد أن يراه منا، لا أن نترك العالم يرى عُرينا