بعد تحذيرات 2024

هل ستلتزم القنوات الجزائرية بضوابط الإشهار والمحتوى؟

هل ستلتزم القنوات الجزائرية بضوابط  الإشهار والمحتوى؟
  • 209
دليلة مالك دليلة مالك

في شهر رمضان 2025، يتطلّع الجزائريون إلى برامجهم التلفزيونية المعتادة التي تمثّل جزءاً كبيراً من أجواء الشهر الفضيل؛ إذ تختار العائلات قنواتها المفضّلة لمتابعة أحدث الإنتاجات الدرامية والفكاهية. لكن في ظلّ التحذيرات التي أصدرتها سلطة ضبط السمعي البصري في رمضان 2024، تبرز تساؤلات عديدة حول مدى التزام القنوات بهذه التوجيهات في رمضان 2025، خاصة في ما يتعلّق بإعلانات الفواصل الإشهارية، والبرامج التي يعرضونها.

إذا كانت القنوات التزمت ببعض المعايير التي وضعتها سلطة ضبط السمعي البصري في رمضان 2024، فإنّ رمضان 2025 سيشكّل اختباراً حاسماً. والالتزام بقرارات السلطة في ما يخصّ تقليص الفواصل الإشهارية وتقديم برامج ذات قيمة، يتطلّب إرادة قوية من القنوات؛ للارتقاء بالمحتوى الإعلامي الوطني. وفي نهاية المطاف يبقى نجاح هذا الالتزام مرتبطا بقدرة القنوات التلفزيونية الجزائرية، على تقديم ترفيه راقٍ، يحترم خصوصيات الشهر الكريم، مع الحفاظ على معايير المهنية والربحية.

وفي رمضان 2024 كانت سلطة ضبط السمعي البصري أصدرت تحذيرات حازمة لبعض القنوات الجزائرية، بخصوص تجاوز الفواصل الإشهارية للوقت المخصّص لها خاصة في الأيام الأولى من الشهر الفضيل. وأكدت السلطة أنّ التمادي في إطالة هذه الفواصل يتسبّب في إضرار مصلحة المشاهدين، ويؤدي إلى تجاوزات قانونية؛ ما ينعكس سلباً على راحة العائلة الجزائرية أثناء متابعة البرامج.

وأكّدت السلطة على ضرورة احترام القنوات المدة القانونية المخصّصة للإعلانات، والتزامها بالمعايير الأخلاقية والمهنية في تقديم المحتوى؛ ما يضمن توازنا بين الربحية واحتياجات المشاهدين. كما دعَت القنوات إلى تقديم برامج متنوعة وراقية، تتماشى مع قيم رمضان، وتلبي تطلعات المشاهد الجزائري، مع التركيز على تعزيز الهوية الوطنية، والتراث الثقافي في البرامج. ومع مرور عام كامل من تحذيرات سلطة ضبط السمعي البصري، يظلّ السؤال الأكبر في رمضان 2025، هل ستلتزم القنوات الجزائرية، فعلاً، بهذه التوجيهات؟ 

الواقع يشير إلى أنّ هناك تحسينات جزئية في بعض القنوات التي بدأت في تحسين معايير الإعلانات، وتقليص وقت الفواصل الإشهارية؛ استجابةً للتحذيرات. إلاّ أنّ التحدي الأكبر يبقى في موازنة القنوات بين الحفاظ على الربحية وزيادة نسب المشاهدة من جهة، وبين تقديم محتوى يراعي خصوصية الشهر الفضيل من جهة أخرى.

وما يمكن أن يؤثر على هذا الالتزام في رمضان 2025 هو وجود ضغوط كبيرة على القنوات التي تسعى باستمرار، لتحقيق أعلى معدلات المشاهدة. هذه الضغوط قد تدفع ببعض القنوات إلى تجاوز الحدود المقررة في الفواصل الإشهارية على الرغم من التنبيهات المتكررة من السلطات.ومن المتوقع أن تواصل بعض القنوات في رمضان 2025، تقديم برامج متنوعة، تشمل المسلسلات الدرامية والفكاهية، فضلاً عن البرامج الدينية والاجتماعية التي تتماشى مع طبيعة الشهر الكريم. ومع ذلك يبقى تحديا حقيقيا أن تلتزم القنوات بالتوجهات التي وضعتها سلطة ضبط السمعي البصري، خاصة تلك المتعلقة بمحتوى البرامج، ومدة الإعلانات. 

ومع مرور عام على تحذيرات 2024 قد يكون من الصعب على بعض القنوات، التوقف عن استخدام الإعلانات المفرطة التي تحقق لها أرباحا، في الوقت الذي لاتزال المنافسة الشديدة قائمة بين القنوات؛ لتقديم برامج جذابة تلبي تطلعات الجمهور.