سبتي وسعدي يحاضران حول شباح مكي ورضا حوحو:

هُمّشا حيين وميتين

هُمّشا حيين وميتين
  • 1905

العديد من النقاط تفصل بين شباح المكي وأحمد رضا حوحو، إلاّ أنّ نقاطا أخرى تجمع بينهما مثل كونهما أبناء بسكرة وكذا جوهر نضالهما ضدّ المحتل الفرنسي، وهو ما برز في المحاضرة التي قدمها مؤخرا، كلّ من الدكتور سبتي معلم والدكتورة انشراح سعدي، خلال الأيام المسرحية للجنوب التي نظّمها المسرح الوطني الجزائري.

جرى نقاش حامي الوطيس حول علاقة شباح المكي بالشيوعية والإسلام، حيث قال الدكتور سبتي معلم إن شباح المكي تعرض للكثير من السباب والشتائم، بل اتهم بالكفر بعد أن شن عليه بعض وجهاء باتنة، حملة شعواء، مردها كشفه حينما كان ممثلا لوزير الفلاحة في منطقة الأوراس والصحراء، عن سرقات عديدة من بينها سرقة 60 مليون فرنك، فتم القبض على السارقين، ليطلق سراحهم وتبدأ الحملة ضد شباح المكي الذي اتهم بالكفر لأنه شيوعي رغم أنه كان يقول دائما إنه شيوعي مسلم.

وهنا بدأ النقاش يحتد حيث طالب الناقد المسرحي عبد الحليم بوشراكي من الدكتور سبتي معلم، تقديم شروح حول المسلم الشيوعي، مضيفا أن المسلم لا يمكن له أن يكون شيوعيا، ليجيبه الدكتور أن شباح مكي كان يصلي ويصوم وفي نفس الوقت كان يؤمن بمبادئ الشيوعية.

وتدخل العديد من الحاضرين حول هذا الموضوع، حيث اتفقوا على أن شباح المكي كان يعي في الشيوعية، جانبها الاجتماعي أي نصرتها للعدالة الاجتماعية، فكان يرى أن قهر الظلم والفقر واللامساواة، ضرورة من اللازم تجسيدها ضدّ المستعمر الفرنسي، ليضيفوا أنّ شباح المكي لم يكن يعني الجانب الأكاديمي الذي نظرّه ماركس، وبالتالي كان يرى الجانب الثوري في الشيوعية ويعمل على الاستفادة منه لفائدة الجزائريين ضد المحتل الفرنسي ، فلم يتبن الشيوعية كعقيدة.

وقال سبتي في حديثه لـ«المساء»، إنّ شباح المكي الرجل الثائر والعاشق للمسرح، مغيّب فعلا ولهذا سينشر له كتاب بعنوان «شباح المكي، المغيّب في وطنه»، كما سبق أن التقى به في مراهقته، كما اشتغل في بسكرة مسقط رأس المكي، ليأتي اليوم الذي قرر فيه الدكتور تأليف كتاب عن الفنان الراحل.وأضاف لـ«المساء»، أن شباح المكي ناضل لمدة أربعين سنة، فقد كان أحد منظمي الثورة الجزائرية قبل اندلاعها في 1954، والتحق بالجبل رفقة ما أطلق عليهم بـ«الخارجون عن القانون»، رفضا منهم للخدمة العسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى، فكان يدرب الشباب على حمل السلاح، مثلما كان يحفزهم على النضال من خلال تمثيليات قدمها منذ سنة 1924 بالشاوية ومن ثم بالعربية، كما أسس عدة جمعيات سنوات، 1929 بسيدي عقبة بسكرة، 1937 بالعاصمة، 1944 بتقرت و1955 بفرنسا.

كما كان شباح المكي من مؤسسي نجم شمال إفريقيا وجمعية العلماء المسلمين والحزب الشيوعي الجزائري.. ويشير الدكتور بالمقابل أن شباح حكم عليه بالإعدام سنة 1955 ففر إلى فرنسا وعاد إلى الجزائر بعد الاستقلال، إلا أنه بعدما حدث له بباتنة، قرر الاستقرار بفرنسا وتوفي هناك ودفن ببسكرة.

من جهتها، قدمت الدكتورة انشراح سعدي، معلومات عن الأديب أحمد رضا حوحو، فتناولت ميلاده ودراسته وعمله ومن ثم تنقله إلى الحجاز وكيف مكث هناك عشر سنوات ليعود إلى أرض الوطن وبالضبط إلى قسنطينة، حيث انتدب تحت لواء جمعية العلماء المسلمين، وأسس رفقة دالي، فرقة المزهر القسنطيني، وكان مكلفا بفرقتها المسرحية، ليقدم أعمالا تتناول واقع الجزائريين، بسخرية لاذعة، مؤمنا بدور الفن الرابع بتوعية المواطنين، كما نهل من الثقافتين العربية والفرنسية.

وعن النقاش أيضا الذي دار بعد إتمام الندوة، جاء أن شباح مكي ناضل بالمسرح وسعى لتجنيد الشباب، أي أن نضاله حمل جانبين، في حين أن نضال حوحو كان إصلاحيا.

لطيفة داريب