انطلاق فعاليات المهرجان الثقافي المحلي "سبيبا" بجانت
وزير الثقافة: الحدث جزء من هوية وتاريخ الشعب الجزائري
- 641
انطلقت، مساء أول أمس، بولاية جانت، فعاليات المهرجان الثقافي المحلي"سبيبا" بساحة "تاج أكال" وسط المدينة، بحضور ممثل وزارة الثقافة والفنون، والسلطات المحلية، وجمع من المواطنين.
أعطى ممثل وزارة الثقافة والفنون، سمير خلوفي، إشارة انطلاق هذا المهرجان، الذي يستمر إلى غاية الثلاثاء القادم، موعد إقامة الاحتفال الكبير لسبيبا.
أكدت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، في كلمة ألقاها نيابة عنها ممثل الوزارة، ‘’أن منطقة جانت تساهم بصفة فعالة في تنمية التراث الثقافي، بشقيه المادي واللامادي، والحفاظ على الإرث التقليدي الوطني، الذي يمثل جزء لا يتجزأ من هوية الأمة وتاريخ الشعب الجزائري المجيد، مما نتج عنه ترسيخ هذا التراث الهام".
وأشارت إلى أن مهرجان "سبيبا" يعد عنوانا صريحا للعطاء والإبداع، كونه غني بطقوس مجتمعية وثقافة عميقة، تجعل من الحدث في غاية الجمالية، مبرزة أن التراث الثقافي بكل أشكاله التقليدية، يحظى بأهمية بالغة من قبل الوصاية، التي تسعى إلى صونه والحفاظ عليه.
من جهته، أبرز والي ولاية جانت، بن عبد الله الشايب الدور، خلال كلمته، أهمية هذا المهرجان، كونه مصنفا ضمن التراث الثقافي اللامادي للإنسانية من قبل منظمة "اليونسكو"، بعنوان "طقوس ومراسيم سبيبا في واحة جانت"، مؤكدا أن تلك الرقصات والحركات التي يقوم بها المحاربون، خلال أدائهم لرقصة "سبيبا"، على وقع دقات الطبول، تبرز وحدة قبائل المنطقة قديما.
وأضاف ذات المسؤول، أن هذه التظاهرة الهامة ذات البعد الإنساني، ترمز إلى السلم والتضامن واللحمة الاجتماعية السائدة بين أهل منطقة جانت، لما لها من أهمية، كونها تتزامن مع عيد عاشوراء.
بدوره، أوضح ممثل محافظة المهرجان الثقافي المحلي "سبيبا"، عثمان بالنقاس، أن الأفكار الثقافية المتواجدة بين ثنايا هذه التظاهرة، تكتسب قوة إضافية بتعاقب الأجيال والزمان، وهو ما يساهم في ترسيخها لدى جميع الفئات، خاصة الأطفال، وهو ما يعطي لها أهمية خاصة، مضيفا أن محافظة المهرجان تسعى إلى المحافظة بكل الوسائل الممكنة على هذا الإرث الثقافي وصيانته.
بالمناسبة، نظمت أنشطة ثقافية وفنية واستعراضات فولكلورية، في إطار الاحتفال الرسمي بهذه التظاهرة الثقافية، التي تحتفل بها ولاية جانت كل سنة، بالتوازي مع عيد عاشوراء، بمشاركة عدة فرق وجمعيات ثقافية محلية نشطة.
برمجت بذات المناسبة التراثية، عدة أنشطة، تستمر إلى غاية العاشر من شهر محرم، تتضمن ورشات خاصة بتعليم طريقة اللباس الرسمي الخاص برقصة "سبيبا"، ومعرض للصناعات التقليدية، ويوم دراسي بعنوان "التراث الثقافي بين التدوين والتناقل الشفوي"، وسهرات غنائية لفناني المنطقة وأمسيات شعرية تشرف على تنظيمها محافظة المهرجان الثقافي المحلي "سبيبا".
تعد التظاهرة الثقافية "سبيبا"، واحدة من أبرز المناسبات التراثية التي يحتفل بها سكان ولاية جانت، وتعتبر من أهم محطات التراث اللامادي في المنطقة، حيث يكتسي هذا الموروث طابعا خاصا لدى السكان المحليين، خاصة بعد إدراجه ضمن قائمة التراث اللامادي العالمي لـ«اليونسكو" في 2014.
وينظم هذا الحدث الذي دأب سكان المنطقة على إحيائه، بمناسبة حلول عيد عاشوراء من كل سنة، حيث تنطلق التحضيرات الخاصة به مع مطلع أول يوم من شهر محرم، وتتضافر الجهود المبذولة لإنجاحه، باعتباره من أهم المناسبات المحلية التي ترتبط بأحداث تاريخية، تعود إلى عصور قديمة.