تاريخ مهرجان تيمقاد الدولي
وصلات فنية من الذاكرة.. تجربة متواصلة ومتجددة

- 470

يعد مهرجان تيمقاد الدولي من التظاهرات الفنية الثقافية التي اكتست أهمية كبيرة. ويشكل انشغالات الوزارة الوصية لإضفاء الشرعية الفنية عليه، والارتقاء به نحو الاحترافية الفعلية، خصوصا أن تاريخه المدعم بسحر المدينة الأثرية التي تتوفر لوحدها على أكثر من 48 موقعا أثريا، يضمن له من البقاء في سباق الترويج للمنتوج الفني والثقافي، من خلال دور المهرجان ككل في وظائفه الجمالية والفنية.
تعود بنا الذاكرة إلى جهود الذين أسسوه سنة 1967، بطبعات تجمع الفرق الشعبية التي أسست للفن الأصيل في ربوع العالم، إذ يستوجب الواجب ذكر أحياء وأموات مؤسسيه، أمثال المرحوم الطبيب المجاهد بلقاسم حمديكن، والمرحوم الصيدلي مصطفاي كمال، وبن حسين محمود، وعوبيد إبراهيم، ومكاحلي الطيب، وشيخي عبد الرزاق، وجمعي لزهر، وعامر رشيد، ومعرف عمار، وعياش كمال، وهوارة محمد، وعبد الصمد محمد الصالح، والهاشمي سعيداني، وابن سليمان رشيد، وابن مدور عبد الوهاب، والمرحوم مذكور عمر، وبومجان علي، وعيساوي صالح، وسعيدي بشير، وحصروري مدني، وشريف محمود، وإسماعيل محمد وسعيدي علي. كما تعاقب على المهرجان عدة وجوه فنية من الجنسين وفرق عالمية، وأسماء لها وزنها في ترقية الفن ممن أسسوا للحن الأصيل، وعزفوا على أوتار الأصالة، ومرروا رسالة الفن، واختصروه على ركح المسرح الروماني في ساعات الفرح من البلدان العربية، والشرقية والغربية وأمريكا.
كما يضمن المهرجان الفرجة، ويتذوق فيه الجمهور ألوان الفن الراقي، وتتحول مدرجاته التي تذكرنا بتاريخ المنطقة، إلى مسرح لاسترجاع الأيام الخوالي، وفسح للمخيلة للتنقيب عن أطلال ترقد تحتها بقايا مدينة أثرية شيدها الإمبراطور ترايانس عام 100 ميلادية، لتتحول بتحفتها الفنية الرائعة، إلى دليل سياحي، يشهد لأوراس الذي يزخر بمعالم تاريخية تشهد لحضارة تعاقبت على المنطقة.
وسيبقى المهرجان، بحسب مثقفين، حيا مهما تعددت المهرجانات الفنية في الجزائر، لأنه ينطلق من ذاكرة قوية، وتجربة عريقة لاتزال متواصلة متجددة. ومن هذا المنطلق حرصت وزارة الثقافة على ألا تقتصر سهراته من رجع الصدى في مرور فنانين على ركح المسرح الروماني، لأن التفكير هذه السنة امتد إلى غاية أنبل، بنفض الغبار عن تاريخ المنطقة التي تزخر بمعالم سياحية وأثرية، تعد كنوزا فريدة من نوعها لولا غدر الزمان وأيادي الإنسان التي امتدت إليها، بحيث سيخصص ركح المسرح الروماني لشتى أنواع الفنون لإبراز تاريخ المنطقة.
ولئن اختلفت الرؤى بعد تحويل سهراته للمسرح الجديد، فإن ذلك لن يقلص من قيمته كمهرجان متأصل وضارب في عمق حضارة المنطقة، وموروثها الثقافي. فالكثير من الفنانين الذين انبهروا من قبل بموقع سحري لإمبراطورية انقرضت مبانيها وأصبحت أطلالا تروي قصة أمة مرت من هناك وعلى ربوة بمدينة ثاموقادي، يشهد لها قوس طارجان، الذي يخفي أسرار مدينة ترقد تحت التراب وتستيقظ سنويا على نغمات تدغدغ الشعور وترسل شعاعا من ركح يتسع لكل الثقافات، يعكس بنوره، تباينت آراؤهم، وصب إجماعهم على أنه مهرجان يروي فصلا آخر من مشهد تراثي، ينم عن تدفق فني، يحمل في مدلولاته رسالة الفن، ويجمع أصواتا تتقاطع عند غايات المهرجان، الذي أسس لمرحلة جديدة لتنشيط الفعل الثقافي.
ويُعد مهرجان تيمقاد الدولي من التظاهرات الفنية الثقافية التي اكتست أهمية كبيرة. ويشكل انشغالات الوزارة الوصية لإضفاء الشرعية الفنية عليه، والارتقاء به نحو الاحترافية الفعلية، خصوصا أن تاريخه المدعم بسحر المدينة الأثرية التي تتوفر لوحدها على أكثر من 48 موقعا أثريا، يضمن له من البقاء في سباق الترويج للمنتوج الفني والثقافي، من خلال دور المهرجان ككل في وظائفه الجمالية والفنية، إذ تعود بنا الذاكرة إلى جهود الذين أسسوه في سنة 1968، بطبعات تجمع الفرق الشعبية التي أسست للفن الأصيل في ربوع العالم، إذ يستوجب الواجب ذكر أحياء وأموات مؤسسيه.
وكانت أول طبعة عرفها مهرجان تيمقاد سنة 1967، من أهل المنطقة. وتم تأسيس المهرجان للتعريف بالطابع الثقافي لولاية باتنة وتسليط الضوء على المسرح الروماني لتيمقاد. وفي سنة 1969 تحول المهرجان إلى مهرجان متوسطي. وفي سنة 1973 أصبح مهرجانا للفنون الشعبية، شاركت فيه العديد من البلدان الشقيقة والصديقة. ومع مرور السنين صار المهرجان تظاهرة سنوية قارة، وحافلة بالأنشطة الثقافية والفنية خلال مطلع شهر جويلية من كل سنة، لتتوقف رحلة المهرجان مؤقتا بين 1986 و1996، بسبب العشرية السوداء.
ويعود المهرجان إلى محبيه وأفيائه في أواخر القرن الفارط، بعد توقف دام عشر سنوات، حيث أعيد بعثه من جديد لا سيما بعد سنة 1998، التي عرفت انطلاقة حقيقية وواعدة، وتتواصل خلال الطبعات بمشاركة نوعية من نجوم الأغنية العربية والعالمية، من أمثال صباح فخري، وماجدة الرومي، وأحلام، وأنوشكا، وكاظم الساهر، ونجوى كرم، وعاصي الحلاني، وإهاب توفيق، وصابر الرباعي، وعبد الوهاب الدوكالي، وأصالة نصري، والفرقة الأمريكية “كول أند غانغ”، ومجموعة من فرق الفنون الشعبية من الهند والصين وأندونيسيا وبالي كركلا من لبنان، وغيرها من المشاركات.