الممثل المسرحي عبد النور وزناجي لـ”المساء”:
”الوشاح الأحمر” حلمي الذي تحقّق
- 780
حاورته: مريم. ن
يقف الشاب اليافع عبد النور وزناجي على أرضية فنية صلبة، عمادها التكوين والممارسة المؤطرة للدخول إلى عالم التمثيل برصيد معرفي مكتمل، يساعد في خوض غمار تجربة تتطلّب جهدا ومثابرة، وتضمن حضور هذا الجيل الجديد في الساحة. التقت ”المساء” مؤخّرا بالفنان الشاب الموهوب وزناجي، وكانت هذه الدردشة.
كيف بدأت علاقتك بأبي الفنون؟
حاليا أزاول دراستي بثانوية ”ابن خلدون” بالعاصمة سنة ثانية قسم الفلسفة. وأمور الدراسة تسير بشكل عادي، إلاّ أنّ ما نفتقده هو غياب أيّ نشاط فني أو ثقافي، مما حرم الطلبة من اكتشاف عالم الفن ومن التعبير عن مواهبهم في شتى الفنون. وأمام هذه الوضعية لم أستسلم ولم أكفَّ عن المسرح الذي أمارسه منذ سن الـ11، وتكوّنت على يد أستاذ الأداء المسرحي بدار الشباب ببلدية باينام. ولمّا بلغت سن الـ14 وجّهني أستاذي إلى معهد التمثيل والرقص بساحة الشهداء كي أكوّن أكثر، وفيه استفدت من تجربة الأستاذة فريال بخاري، التي وجّهتني في كلّ ما يخصّ تقنيات التمثيل؛ باعتبارها أيضا ممثلة مسرحية، وهكذا توطّدت العلاقة أكثر فأكثر مع المسرح.
حدثنا عن ظروف تأسيس فرقتك المسرحية؟
لقد كانت فكرة تأسيس فرقة مسرحية حلمي الأوّل، فاجتهدت لتحقيقه وكان ذلك قبل سنتين، حينها التقيت زملائي الأعضاء في الفرقة بالمركز الثقافي ”عيسى مسعودي” بحسين داي، وكانت تجمعنا نفس الاهتمامات والطموحات، فاقترحت عليهم مشروعي وشاركوني فيه، ثمّ فكّرنا سويا في اسم مناسب للفرقة، أردناه مختلفا لنصل إلى اسم ”الوشاح الأحمر”، وربّما كان ذلك يعكس عندي مدى تأثّري بالفن التركي والتونسي، الذي بسببه عشقت التمثيل، فهو يحمل الكثير من الدراما العاطفية، كما يطغى اللون الأحمر على عَلمي البلدين. و"الوشاح الأحمر” ظلّ يمثّل أسطورة الحب من خلال الحبيبة التي ترمي بمنديلها الأحمر أرضا ليلتقطه الحبيب، وبقيت هذه الصورة انعكاسا لعلاقات الحب العذري.
وتمارس الفرقة إضافة إلى المسرح الغناء والرقص، وتتكوّن من الأعضاء نوال، آية، عبير، رضا وسارة، وكلّهم طلبة في الثانوي.
وكيف استطعت أنت وزملاؤك التوفيق بين الدراسة والتمثيل؟
نختار أوّلا أيام التدريب، والتي لا يكون عندنا فيها دراسة، علما أنّنا نتوقّف نهائيا عن التدريب المسرحي في فترات الامتحانات، وبالتالي فإنّ المسألة تحتاج فقط إلى تنظيم، وغالبا ما نلتقي في العطل وأيام الثلاثاء والسبت ونتدرّب بالمركز الثقافي ”عيسى مسعودي”، تحت إشراف أستاذ التدريب المسرحي السيد وحيد.
كيف تختارون النصوص والمواضيع التي تؤدونها على الخشبة؟
— غالبا ما نختار المواضيع ذات الطابع الاجتماعي، فمثلا منذ أيام فقط عرضنا بالمركز مسرحية ”أطفال في الحروب”، تتناول مآسي الطفولة في النزاعات، وكيف أنّها تدفع ثمن تهوّر وجنون الكبار على حساب براءتها وحقها في الحياة. كما تتناول المسرحية حكاية طفلة تكتشف جرائم الاحتلال في فلسطين، وكيف يدفع الصغار الثمن، وتطلب من والدتها أن تحكي لها عن القدس التي هاجر إليها والدها.
بعدها بقليل تمّ عرض مسرحية ”زواج بالتلفون” للراحل بشطارزي، حضرتها الكثير من العائلات التي توافدت على المركز الثقافي بحسين داي. كما تمت تغطيتها مباشرة عبر أمواج الإذاعة الوطنية. والمسرحية الأصلية عُرضت منذ عقود، وبالتالي كان علينا تغيير بعض المصطلحات والكلمات فيها، منها مثلا ”فابريكا” بـ ”المصنع” و”10 دورو” بـ ”10 دينار” وهكذا. أمّا بطلة المسرحية فهي عتيقة التي تحب محمود الذي يرفض الزواج بها، فتتفق مع ابن عمها مصطفى، كي يساعدها في أن تتزوجه مقابل مبلغ مالي، فيخطّط وينجح في ذلك.
وبالمناسبة، نهتم كثيرا في فرقتنا ”الوشاح الأحمر”، بتراث الراحل بشطارزي؛ لأنّه من روّاد المسرح الجزائري، ونحاول إحياء أعماله من خلال البحث عنها في معهد الموسيقى بالجزائر، وفي الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، كما نحاول نشرها في البلدان المغاربية.
معنى ذلك أنّكم تفكّرون في تقديم عروضكم خارج الوطن؟
— طبعا، والأكيد أنّنا نفضّل العرض بالشقيقتين تونس والمغرب. وبالنسبة لي فأنا من أب جزائري ومن أم ذات أصول تونسية، وبالتالي فلي عائلة بتونس منها ابنة خالي، التي ساعدتني على ربط اتصال مع المركز الوطني للمسرح بتونس، وسأسافر إليه هذا الشهر كي أرتّب عرضا للفرقة هناك. وسنسعى مستقبلا للحضور في أماكن أخرى لتقديم إبداعاتنا، وكذا للتعريف بالتراث المسرحي هناك.
هل تخضع عروضكم للتقييم؟
— أكيد، فغالبا ما نتلقى التقييم من أساتذة متخصصين، يوجّهوننا بموضوعية، ويحثّوننا على المزيد من العمل، كما أنّ كلّ عرض مسرحي لنا يحضره نقّاد وأساتذة ليوجّهونا ويقدّموا تحليلا عن المسرحية المقدمة.
هل من أعمال أخرى في الأفق؟
سنقدّم قريبا مسرحية ”المحقور”، وهي عبارة عن رواية استلمناها من إحدى دور النشر مؤخّرا، تحكي عن سلطان أراد أن يكون له أولاد، فنصحه أحدهم بأن يعطي كلّ زوجة من زوجاته السبع تفاحة ففعل، لكن إحدى زوجاته لم تنل سوى نصف تفاحة، فأنجبت طفلا معوقا عكس إخوته الباقين الأصحاء، فأصبح مذموما منتهك الحقوق، إلى أن جاء الوقت العصيب، فهزم بشجاعته الأعداء وأنقذ بذكائه الفذ وبحكمته، المملكة.
هناك أيضا مسرحية أخرى جديدة بعنوان ”أحترمك يا حامل السيدا” بالتعاون مع جمعية ”إيدز الجزائر”، تتناول أحوال مريض السيدا الذي يرفضه المجتمع ويتبرأ منه. ويتناول العرض قصة صفاء التي تمرض. وبعد التحاليل تفاجأ بأنّها تحمل الفيروس، فتصبح ضحية مجتمع لا يرحم يطردها أينما وجدها، وهنا تظهر الشابة جوليا، التي شفيت من السيدا، فتقف بجانب صفاء وتدعّمها، وكذلك الحال بالنسبة لأستاذ متخصص يوعّي زملاء صفاء بالمرض، ليكتشفوا خطأهم ويطلبوا عند ذلك الصفح من صديقتهم المريضة صفاء.
كيف بدأت علاقتك بأبي الفنون؟
حاليا أزاول دراستي بثانوية ”ابن خلدون” بالعاصمة سنة ثانية قسم الفلسفة. وأمور الدراسة تسير بشكل عادي، إلاّ أنّ ما نفتقده هو غياب أيّ نشاط فني أو ثقافي، مما حرم الطلبة من اكتشاف عالم الفن ومن التعبير عن مواهبهم في شتى الفنون. وأمام هذه الوضعية لم أستسلم ولم أكفَّ عن المسرح الذي أمارسه منذ سن الـ11، وتكوّنت على يد أستاذ الأداء المسرحي بدار الشباب ببلدية باينام. ولمّا بلغت سن الـ14 وجّهني أستاذي إلى معهد التمثيل والرقص بساحة الشهداء كي أكوّن أكثر، وفيه استفدت من تجربة الأستاذة فريال بخاري، التي وجّهتني في كلّ ما يخصّ تقنيات التمثيل؛ باعتبارها أيضا ممثلة مسرحية، وهكذا توطّدت العلاقة أكثر فأكثر مع المسرح.
حدثنا عن ظروف تأسيس فرقتك المسرحية؟
لقد كانت فكرة تأسيس فرقة مسرحية حلمي الأوّل، فاجتهدت لتحقيقه وكان ذلك قبل سنتين، حينها التقيت زملائي الأعضاء في الفرقة بالمركز الثقافي ”عيسى مسعودي” بحسين داي، وكانت تجمعنا نفس الاهتمامات والطموحات، فاقترحت عليهم مشروعي وشاركوني فيه، ثمّ فكّرنا سويا في اسم مناسب للفرقة، أردناه مختلفا لنصل إلى اسم ”الوشاح الأحمر”، وربّما كان ذلك يعكس عندي مدى تأثّري بالفن التركي والتونسي، الذي بسببه عشقت التمثيل، فهو يحمل الكثير من الدراما العاطفية، كما يطغى اللون الأحمر على عَلمي البلدين. و"الوشاح الأحمر” ظلّ يمثّل أسطورة الحب من خلال الحبيبة التي ترمي بمنديلها الأحمر أرضا ليلتقطه الحبيب، وبقيت هذه الصورة انعكاسا لعلاقات الحب العذري.
وتمارس الفرقة إضافة إلى المسرح الغناء والرقص، وتتكوّن من الأعضاء نوال، آية، عبير، رضا وسارة، وكلّهم طلبة في الثانوي.
وكيف استطعت أنت وزملاؤك التوفيق بين الدراسة والتمثيل؟
نختار أوّلا أيام التدريب، والتي لا يكون عندنا فيها دراسة، علما أنّنا نتوقّف نهائيا عن التدريب المسرحي في فترات الامتحانات، وبالتالي فإنّ المسألة تحتاج فقط إلى تنظيم، وغالبا ما نلتقي في العطل وأيام الثلاثاء والسبت ونتدرّب بالمركز الثقافي ”عيسى مسعودي”، تحت إشراف أستاذ التدريب المسرحي السيد وحيد.
كيف تختارون النصوص والمواضيع التي تؤدونها على الخشبة؟
— غالبا ما نختار المواضيع ذات الطابع الاجتماعي، فمثلا منذ أيام فقط عرضنا بالمركز مسرحية ”أطفال في الحروب”، تتناول مآسي الطفولة في النزاعات، وكيف أنّها تدفع ثمن تهوّر وجنون الكبار على حساب براءتها وحقها في الحياة. كما تتناول المسرحية حكاية طفلة تكتشف جرائم الاحتلال في فلسطين، وكيف يدفع الصغار الثمن، وتطلب من والدتها أن تحكي لها عن القدس التي هاجر إليها والدها.
بعدها بقليل تمّ عرض مسرحية ”زواج بالتلفون” للراحل بشطارزي، حضرتها الكثير من العائلات التي توافدت على المركز الثقافي بحسين داي. كما تمت تغطيتها مباشرة عبر أمواج الإذاعة الوطنية. والمسرحية الأصلية عُرضت منذ عقود، وبالتالي كان علينا تغيير بعض المصطلحات والكلمات فيها، منها مثلا ”فابريكا” بـ ”المصنع” و”10 دورو” بـ ”10 دينار” وهكذا. أمّا بطلة المسرحية فهي عتيقة التي تحب محمود الذي يرفض الزواج بها، فتتفق مع ابن عمها مصطفى، كي يساعدها في أن تتزوجه مقابل مبلغ مالي، فيخطّط وينجح في ذلك.
وبالمناسبة، نهتم كثيرا في فرقتنا ”الوشاح الأحمر”، بتراث الراحل بشطارزي؛ لأنّه من روّاد المسرح الجزائري، ونحاول إحياء أعماله من خلال البحث عنها في معهد الموسيقى بالجزائر، وفي الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، كما نحاول نشرها في البلدان المغاربية.
معنى ذلك أنّكم تفكّرون في تقديم عروضكم خارج الوطن؟
— طبعا، والأكيد أنّنا نفضّل العرض بالشقيقتين تونس والمغرب. وبالنسبة لي فأنا من أب جزائري ومن أم ذات أصول تونسية، وبالتالي فلي عائلة بتونس منها ابنة خالي، التي ساعدتني على ربط اتصال مع المركز الوطني للمسرح بتونس، وسأسافر إليه هذا الشهر كي أرتّب عرضا للفرقة هناك. وسنسعى مستقبلا للحضور في أماكن أخرى لتقديم إبداعاتنا، وكذا للتعريف بالتراث المسرحي هناك.
هل تخضع عروضكم للتقييم؟
— أكيد، فغالبا ما نتلقى التقييم من أساتذة متخصصين، يوجّهوننا بموضوعية، ويحثّوننا على المزيد من العمل، كما أنّ كلّ عرض مسرحي لنا يحضره نقّاد وأساتذة ليوجّهونا ويقدّموا تحليلا عن المسرحية المقدمة.
هل من أعمال أخرى في الأفق؟
سنقدّم قريبا مسرحية ”المحقور”، وهي عبارة عن رواية استلمناها من إحدى دور النشر مؤخّرا، تحكي عن سلطان أراد أن يكون له أولاد، فنصحه أحدهم بأن يعطي كلّ زوجة من زوجاته السبع تفاحة ففعل، لكن إحدى زوجاته لم تنل سوى نصف تفاحة، فأنجبت طفلا معوقا عكس إخوته الباقين الأصحاء، فأصبح مذموما منتهك الحقوق، إلى أن جاء الوقت العصيب، فهزم بشجاعته الأعداء وأنقذ بذكائه الفذ وبحكمته، المملكة.
هناك أيضا مسرحية أخرى جديدة بعنوان ”أحترمك يا حامل السيدا” بالتعاون مع جمعية ”إيدز الجزائر”، تتناول أحوال مريض السيدا الذي يرفضه المجتمع ويتبرأ منه. ويتناول العرض قصة صفاء التي تمرض. وبعد التحاليل تفاجأ بأنّها تحمل الفيروس، فتصبح ضحية مجتمع لا يرحم يطردها أينما وجدها، وهنا تظهر الشابة جوليا، التي شفيت من السيدا، فتقف بجانب صفاء وتدعّمها، وكذلك الحال بالنسبة لأستاذ متخصص يوعّي زملاء صفاء بالمرض، ليكتشفوا خطأهم ويطلبوا عند ذلك الصفح من صديقتهم المريضة صفاء.