تنقل ثراء وجمال تراثنا المغمور

30 صورة تزين "رياس البحر"

30 صورة تزين "رياس البحر"
  • القراءات: 225
لطيفة داريب لطيفة داريب

30صورة في غاية الدقة والجمال، تعبر عن مخلوقات مخفية في أعماق البحار، لا يمكن الكشف عنها إلا بالغطس نحوها والسباحة حولها، عرضت بقصر "رياس البحر" إلى غاية 12 أكتوبر الجاري، حيث تمكن الزوار من التنعم بالنظر إليها، ضمن المعرض الذي نظمته المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة.

ضم هذا المعرض، مجموعة صور حول البيئة البحرية بمنطقة المتوسط، وبعدة ولايات جزائرية، مثل العاصمة والطارف ووهران، وبعضها الآخر بإسبانيا وفرنسا، شارك فيه فنانون مصورون، فازوا في مسابقة نظمتها المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة في طبعتها الثانية، ضمن ملتقى "الجزائر للصورة في عمق البحر"، الذي احتضنه "رياس البحر" مؤخرا.
يبرز الغطاسون الذين تحولوا إلى فنانين مصورين، تنوع وثراء البيئة البحرية المتوسطية، من خلال صور كبيرة الحجم وكثيرة التفاصيل، وكأنها لوحات تشكيلية فاخرة. بالإضافة إلى الكشف عن حياة في مكان سحيق، تعيش فيه مخلوقات يجهلها الكثيرون، تظهر في بعض اللوحات وكأنها محتارة في هذا الكائن العجيب، الذي يرتدي زيا غريبا ويلتقط صورا لها.
أما عن النباتات التي تنمو في هذه البحار، من شعاب مرجانية وطحالب، فموجودة أيضا في هذه الصور المنجزة باحترافية عالية، مثلها مثل الصخور التي تلجأ إليها بعض الحيوانات المائية، لتؤكد بدورها التنوع البيولوجي لحوض البحر الأبيض المتوسط.

وشارك في هذا المعرض، مصورون جزائريون، من بينهم حسين قودري، الذي التقط صورة غطاس يبحث في الصخور، عله يجد كنزا، وصورة ثانية له، مزج فيها بين اليابسة والبحر. وثالثة عن غطاس آخر في ظلمة البحر.
أما مهدي حماني، فالتقط صورة لكائن لزج، اختلط لونه البنفسجي بالأصفر، بينما اختار في صورته الثانية، سمك الحبار يسبح بهدوء وكله اعتزاز وقوة، وفي الثالثة مخلوق اسفنجي أصفر كالذهب، في حين جاءت لوحة إسلام بن طاهر مليئة بمخلوقات دائرية خضراء، هل هي نباتات أم أسماك غريبة؟ أما صورته الثانية، فاختلطت فيها الأسماك بالصخور، في مشهد بحري خلاب.
ما هذا الشكل المخروطي الذي التقط صورته الفنان المصور والغطاس ياسين فتاس؟ يا لدقة تصميمه من الخالق عز وجل! ويا لجماله!. ونفس السؤال حول مخلوق آخر لياسين، وكأنه كومة من الأنابيب الشفافة! حتى المخلوق الثالث عجيب أيضا، فلونه شفاف وفي أطرافه لون أزرق فاتح.

هل تحاول هذه سمكة في صورة رضا بن صيام، الاختباء في الصخور، أم أنها تخرج منها بحثا عن الطعام؟ بينما نجد سمكة صورة هارون نجيم، شامخة ومعتزة بألوانها التي زادها "فلاش" المصور بريقا.
بدوره، يشارك علي رمزي عياد، بصورة عن سلطعون تتوسطه ألوان بهية، أما حاج قدور الأمير عبد القادر، فيبرز لنا جمال سمكة صفراء وبرتقالية نحيفة، وكأنها عملت حمية على السريع. بينما التقط بلال سعودي صورة لسمكتين، واحدة ذاهبة وأخرى قادمة، كما تضمنت الصورة أيضا جانبا مظلما وآخر مضيء. وفي صورة ثانية له، أراد ربما إخافة زوار المعرض بها، من خلال التقاطه صورة لسمكة مخيفة فعلا، تفتح فمها، ربما لتفترس سمكة أخرى، أم لجهاز تصوير؟.

لسامي كرنان أيضا نصيب في المعرض، بصورة عن كائن غريب فعلا، أظهر بواسطة جهازه للتصوير وتقنيات عالية، تفاصيله العجيبة. بالمقابل، شارك في المعرض أيضا فنانون وغطاسون من فرنسا وواحد من إسبانيا، التقطوا صورا عن الكائنات الحية التي تعيش في حوض المتوسط، وكذا عن بعض القوارب التي غرقت فيه.
البداية بالفنان الإسباني عمر برادعي، الذي التقط صورة لمخلوق، وكأنه حلزون ملكي، وصورة ثانية لنفس السمكة، لكن هذه المرة وكأنها فقدت ألوانها. بينما أبرز في صورته الثالثة، عيني سمكة جاحظتين وملونتين.
أما من فرنسا، فنجد الفنان المصور غيوم تيو، الذي التقط صورة لسمكة وكأنها غير حقيقية، لشدة جمالها، وصورة ثانية لأشكال متجانسة بينها، لا ندري إن كانت لأسماك أم لصخور، بينما يشارك فرانسوا سكورسونيلي بصورة لسمك يحوم حول حبل، وصورة أخرى عن قارب غرق في البحر، لا نعلم حكايته، كما التقط صورة للقاء بين غطاس وسمكة بنية مفزعة. في حين سلط  كازاجو جان باتيست الضوء على سمكة سمينة، يظهر عليها التشاؤم والحزن. وفي صورة أخرى لسمكة تسير نحو مصيرها. أما صورته الثالثة، فهي حول سمكة مسكينة، يظهر الحزن عليها، لأنها حبيسة شبكة صياد. كما اختار سلطعون جميل جدا وضعية ملائمة فعلا، لكي تُلتقط له صورة من غو فلورونس.