المجمع الجزائري للغة العربية

إصداران جديدان للدكتورين خان وملاوي

إصداران جديدان للدكتورين خان وملاوي
  • القراءات: 988
 لطيفة داريب لطيفة داريب

صدر عن المجمع الجزائري للغة العربية ، مؤلفان علميان جديدان، هما: "معجم الصواب اللّغوي" للأستاذ الدكتور محمد خان، و"الجملة العربية بين التجريد والتنجيز" (مقاربة وظيفية للأنموذج النحوي الواصف) للأستاذ الدكتور صلاح الدين ملاوي.
تسعى دراسة الدكتور صلاح الدين ملاوي في كتابه الجديد "الجملة العربية بين التجريد والتنجيز" ، إلى تقليب النظر في الوحدة اللسانية المحورية في النظرية النحوية العربية، ألا وهي الجملة.
وقد انكبت الدراسة على البنية الدلالية لها؛ سواء كانت بنية دلالية ساكنة منحدرة إلى التجريد، أم بنية دلالية متغيرة، متجهة صوب المنجز اللفظي. كما حاولت اقتراح معالم كبرى لمنهج دراسي، قادر على تفتيق طاقات الجملة الدلالية الاحتمالية والإنجازية معا في آن واحد، زيادة على ما انتهت إليه في النماذج النحوية العربية الواصفة. ويستفرغ المؤلف في هذا العمل العميق والمضني في الوقت نفسه، جهده في سبيل تقويم التراث النحوي العربي، وإثرائه من خلال معالجة لسانية جديدة للجملة العربية.
كما جاء في غلاف الكتاب أن النحويّين اختطوا منهجا، عنوا فيه بدراسة الجملة بوصفها بنية مجردة قارة نمطا تركيبيا، مستهدفين الوصول إلى ثوابت النظام من خلال متغيراته. وعهدوا بمهمة استقصاء هذه البنية على مدرج التخاطب إلى علماء المعاني، الذين شغلوا برصد كيفية تبعية الخصائص البنيوية النحوية للمقامات التخاطبية ، فتمالأوا على تحليل هذه البنى الإسنادية، ودراستها من حيث هي أحداث وأنشطة كلامية.
وهذه الدراسة التي وضعها المجمع بين يدي القارئ العربي، سعت إلى إرسال النظر، وتقليبه في هذه الوحدة اللسانية المحورية في النظرية النحوية العربية، وبيان ما خالطها من مدخول الأقوال، لا سيما أن بعض الدارسين باتوا لا يتداولونها كما تداولها الأوائل، ويختطون لها طريقا غير طريقهم.
وحري بالبيان، أيضا، أن هذه الدراسة استقطبت البنية الدلالية للجملة؛ سواء كانت بنية دلالية ساكنة منحدرة إلى التجريد، أم بنية دلالية متغيرة متجهة صوب المنجز اللفظي. كما حاولت اقتراح معالم كبرى لمنهج دراسي قادر على تفتيق طاقات الجملة الدلالية الاحتمالية والإنجازية معا في آن واحد، زيادة على ما انتهت إليه في النماذج النحوية العربية الواصفة.
للإشارة، الدكتور صلاح الدين ملاوي أستاذ التعليم العالي بجامعة بسكرة (الجزائر)، عضو دائم في المجمع الجزائري للغة العربية، مؤسس مخابر وفرق بحث، ومحكم في مجلات وطنية ودولية، وخبير في هيئات علمية جزائرية وعربية. أنجز بحوثاً علمية محكمة متخصصة في علم النحو وأصوله، وفي اللسانيات الوظيفية. وأشرف على كثير من الأطاريح والرسائل الجامعية، علاوة على مشاركته في إعداد مشاريع التكوين في مرحلة ما بعد التدرج وتأطيرها.

معجم الصواب اللّغوي

من جهته، صدر للدكتور محمد خان كتاب جديد بعنوان: " مُعجَـم الصّـوَاب اللّغَـويّ"، تناول فيه قضية الفصيح في اللّغة العربية، ومسألة الصحيح فيها. ودعا إلى تصويب بعض التراكيب والعبارات التي شاعت أخطاؤها في الأوساط الثقافية، ودرجت على أقلام الطلبة والكتّاب والباحثين، ورسخت بالممارسة والتكرار؛ فكأنها أخذت الصبغة الرسمية من الطباعة، وظنّ الناس أنها من سُنن التّطور.
ورتّب المؤلف مادة المعجم (الكلمة الأصل) ترتيباً ألفبائيّاً، وشرحها شرحاً معجميّاً واصطلاحيّاً، ثم أردفها بالعبارة الخطأ التي يَدعو إلى اجتنابها. واستشهد لذلك بالقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وبالفصيح من الشعر والنثر العربيين.
وراعى المؤلف في هذا العمل ما جدَّ في اللّغة من تراكيبَ وأساليبَ ومصطلحاتٍ فَرضتها الحياةُ المعاصرةُ. وأرجع في إقرار هذا الجديد إلى قراراتِ المجامع اللّغوية العربية، وإلى منهج اللّغة العربية في تنمية الألفاظ.
كما دعا البروفسور إلى وجوب التفرقة بين اللّغة العربية الفصحى وبين ما ينشأ حولها من تعابير، أو ما يتجدّد منها في إطار تطور اللّغة حسب مقتضيات الحياة، وما يَنحرفُ عن الصواب بسبب الجهل بسُنن اللّغات، أو اللامبالاة، أو الترجمة الحرفية. ومعيارُ الصواب أن ما جاء على كلام العرب فهو من كلام العرب.
والبرفسور محمد خان باحث في علوم اللسان العربي، عميد كلية الآداب (سابقا) بجامعة محمد خيضر ببسكرة، ومدير مخبر اللسانيات واللغة العربية، وعضو المجلس الأعلى للغة العربية. حفظ القرآن الكريم، وانتظم في المدرسة الابتدائية لمدة سنة واحدة، ثم انتسب إلى التعليم الخاص. ومارس مهنة التعليم إلى أن حصل على البكالوريا سنة 1976. وتخرّج مجازا في الأدب العربي من جامعة عنابة سنة 1980. كما تحصّل على شهادة الماجستير في اللسانيات التطبيقية من جامعة عنابة سنة 1986. وصدرت له عدة مؤلفات وهي: "القراءات القرآنية واللهجات العربية"، دار الفجر، القاهرة، سنة 2002، و "لغة القرآن الكريم، دراسة لسانية للجملة في سورة البقرة"، الجزائر، سنة 2004، و "الدارجة وصلتها بالفصحى دراسة لسانية للغة الزيبان بسكرة "الجزائر سنة 2005، و "منهجية البحث العلمي"، دار علي بن زيد بسكرة، الجزائر، سنة 2011، و "أصول النحو العربي" ، مطبعة جامعة بسكرة، الجزائر، سنة 2012، و "معجم الإعراب المبين"، دار علي بن زيد بسكرة الجزائر سنة 2013 ، و " معجم الصواب اللغوي"، مطبعة جامعة بسكرة، الجزائر، سنة 2014، و"مفتاح التصريف"، دار علي بن زيد، بسكرة، الجزائر سنة 2024.