مستشفى مصطفى باشا الجامعي يخضع قريبا لإعادة تأهيل

أقطاب امتياز وعمارات لتخصصات طبية وجراحية

أقطاب امتياز وعمارات لتخصصات طبية وجراحية
  • القراءات: 696
حسينة/ل حسينة/ل

كشف المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي، مصطفى باشا، السيد الهاشمي شاوش، عن عملية تأهيل واسعة سيستفيد منها المستشفى قريبا، ستحول هذا المرفق الاستشفائي، الذي يعتبر الأكبر على المستوى الوطني من حيث عدد الأسرة التي يضمها والتخصصات المتوفرة ونوعية العلاج المضمون، إلى قطب استشفائي يستجيب لأحدث المعايير المعمول بها في الدول المتقدمة. وأضاف المتحدث أن الدراسات الخاصة بالعملية انتهت، على أن تنطلق أشغال إعادة التأهيل خلال الستة أشهر المقبلة.

وأوضح شاوش، في تصريح خاص لـ«المساء"، أن النمط المعماري الذي سيعتمد، من خلال هذه العملية، هو من أحدث الأنماط المعتمدة في بناء المستشفيات الجامعية المتمثلة أساسا في إنجاز عمارات تضم مجموعة من التخصصات، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الأشغال ستشمل بناء عمارة ذات ستة طوابق ستضم 12 تخصصا طبيا لتتبعها المرحلة الثانية بإنجاز عمارة ثانية تضم مختلف التخصصات في الجراحة. وستسمح هذه العملية حتما -حسب المتحدث، بالرفع من قدرات مستشفى مصطفى باشا من حيث عدد الأسرة والوصول إلى مختلف أشكال الخدمة الصحية والاستشفائية لجميع فئات المجتمع، لاسيما فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن تطوير مختلف أنماط العلاج والخدمات وبالأخص تطوير أقطاب الامتياز المتخصصة في بعض الأمراض التي كانت تستدعي تحويل المصابين بها للعلاج في الخارج بأموال ضخمة، بحثا عن علاج ذي نوعية عالية.

وسيضمن برنامج الوكالة الوطنية لتسيير الإنجازات وتجهيز المؤسسات الصحية "أريس" المشرفة على عملية تأهيل المراكز الاستشفائية الجامعية ال14 الموزعة عبر الوطن، بإدراج أنواع العلاج الأكثر دقة وكذا أحدث ما توصل إليه العلم في المجال الطبي، حسب السيد الهاشمي شاوش، الذي أوضح، من جهة أخرى، أن عملية إعادة التأهيل التي سيخضع لها مستشفى مصطفى باشا، لن تتسبب في عرقلة العمل، مؤكدا أن جميع أجنحة المستشفى وأقسامه، ستعمل بصفة عادية في الوقت الذي ستجري فيه الأشغال.

وبخصوص مركز مكافحة داء السرطان "بيار وماري كوير"، أكد مدير مستشفى مصطفى باشا الجامعي أن هذا المرفق الصحي ليس تابعا للمستشفى، مشيرا إلى ضرورة تصحيح الأمر لدى الناس وإشعارهم بأن المركز مستشفى مستقل قائم بذاته. وأوضح المتحدث أن الجزء الأعظم من عدد المرضى الكبير جدا المسجل يوميا، وجهته بيار وماري كوري، مشيرا إلى أن المرضى الذي يقصدون المستشفى الجامعي يأتون حتى من الخارج وعلى الخصوص من الدول المجاورة كتونس والمغرب وموريتانيا، بالإضافة إلى سوريا التي يستقبل المستشفى عددا كبيرا من رعاياها. وأرجع المتحدث هذا الإقبال الأجنبي على مؤسسته، إلى التخصصات الدقيقة المتوفرة على مستواها والتي هي غير متوفرة بهذه الدول.

عملية نموذجية لإعادة الاعتبار لخدمة الاستعجالات الطبية

من جهة أخرى، يشهد المركز الجامعي مصطفى باشا، عملية نموذجية ترمي إلى إعادة تنظيم الطب الجراحي والنظافة الاستشفائية في إطار إعادة الاعتبار لخدمة الاستعجالات الطبية بالتعاون مع المجموعة الدولية "جنيرال الكتريك" وينتظر توسيع التعاون مع هذه المجموعة متعددة الجنسيات وتعميم هذه العملية على باقي المصالح الاستعجالية عبر الوطن من أجل الاستجابة والتكفل الأمثل بالمرضى والجرحى بفعالية في مصالح الاستعجالات.

وفي هذا الصدد، أوضح السيد شاوش أن من أهم ما تضمنته الاتفاقية مع مجموعة "جنيرال الكتريك" اقتراح بعض الحلول لتحسين تسيير حركة توزيع المرضى على المصالح لما تمتلكه هذه المجموعة الاقتصادية من خبرة في مجال التسيير، مضيفا أنه بالنظر إلى المشاكل الظرفية التي يواجهها مركزه، تم اقتراح تحيين بعض المعطيات وتحسين طرق استعمال الحلول العلمية الموجودة عبر العالم.

كما اعتبر شاوش أن طبيعة الاستعجالات الطبية الجراحية تمثل حالات غير مبرمجة وغير منتظرة وتنظيمها يتطلب عدة إجراءات، مبرزا أن الشراكة مع مجموعة "جنيرال الكتريك" ليست هي الحل الوحيد والبديل وإنما يجب الحرص على تقديم العلاج النوعي خاصة وأننا نملك الكفاءات والإمكانيات المادية إلى جانب برنامج الوزارة المبني على الديمومة على حد تعبيره.

وأضاف المدير العام للمركز الاستشفائي، مصطفى باشا، أنه من أولويات برنامج وزارة الصحة إعادة تنظيم وإصلاح الاستعجالات من خلال تكثيف العمليات التفتيشية للوقوف على تشخيص الحالة كما هي، حيث أن هناك 24 محورا يتعلق مباشرة بإصلاح المرفق العام للصحة وبالخصوص الاستعجالات لتحسين نظرة المواطن لهذا القطاع.

وعن الإجراءات الفعالة للتكفل الجيد بالمرضى على مستوى المستشفيات وخاصة مصالح الاستعجالات، أوضح الهاشمي شاوش أنه على المدى القريب سيتم التركيز على احترام المواعيد وأوقات العمل من طرف الجميع والوقوف على عمليات الصيانة والنظافة وكذا تحسين ظروف التكفل بالمريض وخاصة طريقة الاستقبال من خلال وضع أطباء مكونين ومختصين في الاستقبال والتوجيه لربح الوقت وتخفيف العناء عن المريض.

وعلى مستوى استعجالات مصطفى باشا، أشار المتحدث إلى تخصيص 16 طبيبا مختصا في الاستقبال، مبرزا أن المستشفى الذي يزيد عمره عن قرنين من الزمن، يتطلب لتسييره مجهودات معتبرة على مختلف الأصعدة لضمان خدمة دائمة للمواطن.

وتأتي هذه الخطوات الهامة الرامية إلى ترقية الخدمة الصحية الاستشفائية للمواطن موازاة مع الشروع في إنجاز 04 مستشفيات جامعية في إطار برنامج الرئيس المتضمن إنجاز 10 مستشفيات عبر مختلف ولايات الوطن.