سفير اليابان يقدم كتابا عن العلاقات الجزائرية ـ اليابانية

أكثر من أربعين شهادة تؤرخ لـ50 سنة صداقة

أكثر من أربعين شهادة تؤرخ لـ50 سنة صداقة
  • 730
مريم - ن  مريم - ن
نشط أمس، سعادة السفير الياباني بالجزائر السيد تسوكازا كوادا، ندوة صحفية قدم فيها إصدارا جديدا يحمل عنوان "اليابان والجزائر تاريخ 50 سنة من الصداقة"، تضمن تاريخ العلاقات بين البلدين في شتى المجالات وذلك من خلال شهادات قدمها 40 جزائريا ويابانيا من دبلوماسيين ورجال أعمال وقادة سياسيين وفنانين وطلبة ورياضيين وغيرهم.
في كلمته الترحيبية ركز السفير الياباني، على أهمية هذا الكتاب الصادر عن دار القصبة للنشر والذي هو مبادرة من سفارة بلاده بالجزائر، وبالتعاون مع بعض الشخصيات الجزائرية.
عبّر السفير عن سعادته بالعمل في الجزائر منذ تنصيبه قبل 3 سنوات وعن سعادته أيضا ببلوغ العلاقة بين الجزائر واليابان عامها الـ50 المصادفة للذكرى الخمسين للاستقلال، والحقيقة أن العلاقات بدأت قبل هذا التاريخ بسنوات وذلك عندما وافقت اليابان على فتح مكتب لجبهة التحرير في عزّ الثورة في سنة 1958، وقدمت لها الدعم الدبلوماسي المطلوب، وتعرفت على الجزائر من خلال السيد بن حبيلس، وهو أول سفير للجزائر بطوكيو، والذي كان قبلها يرأس مكتب الأفلان بها لذلك كرّمته الدولة اليابانية سنة 2012، كتب هذا الأخير شهادته المهمة في الكتاب إضافة للمقدمة التي كتبها وزيرا خارجية البلدين السيد رمطان لعمامرة والسيد فوميو كيشيدا.
يتضمن الكتاب – حسبما- أشار إليه السفير أربعة فصول الأول خاص بـ«لمحة عن تاريخ خمسين سنة" ركز أكثر على الجانب التاريخي للعلاقات كتبه أساتذة جامعيون منهم إسماعيل دبش، ومزاتوشي كيسيشي والفصل الثاني خاص بـ«الذاكرة والمستقبل" والفصل الثالث خاص بـ«العلاقات الاقتصادية المبنية على مبدأ الربح للطرفين"، وأخيرا "التبادلات القيّمة بين الشعبين".
ذكر السفير الياباني أن الجزائر لا زالت غير معروفة بما فيه الكفاية للشعب الياباني، ومثل هذه المساعي وغيرها ستوضح الكثير من الأمور كذلك بالنسبة للجزائريين الذين يربطون اليابان بالتكنولوجيا، في حين أن مجتمعها يستحق أن يكشف لهم.
من جهته ثمّن الدكتور إسماعيل دبش، هذا الإنجاز المكتوب الذي ساهم فيه بطلب من سعادة السفير الياباني، والذي شجع على كتابته باللغة العربية عوض النسخة الإنجليزية، علما أن دبش مهتم بتاريخ اليابان ومنطقة شرق آسيا عموما وخصص لذلك دراسات أكاديمية متعددة، كما ذكر أن للجزائر اهتماما خاصا بهذا البلد الذي جمع بين التقنية الغربية والذهنية اليابانية، ناهيك عن الكتابات التي كان الجزائريون أول من وثقوها في العالم الإسلامي، والتي تعرف بهذا البلد خاصة مع الراحل مالك بن نبي، وقد عبّر المتدخل عن سعادته بزيارة اليابان الذي كشفت له شعبا لا يقدر إلا قيمة العمل كمقياس تعامل.
وساهم المتحدث في إنجاز فصل به خمسة محاور اعتمد فيها على وثائق وقرارات واستنتاجات، وذكر أن اليابان اليوم يتجه في سياسته إلى الحضور الثقافي والتاريخي عوض الاكتفاء فقط بالحضور الاقتصادي، فمثلا حادثة تيڤنتورين جعلت اليابانيين يلتفتون أكثر إلى مجتمعنا وثقافته
بدل الانحصار فقط في كون الجزائر بلد نفطي فقط، من جهة

أخرى أشاد دبش، بمواقف اليابان من الجزائر خاصة في العشرية السوداء، حيث أصرت على إبقاء تمثيلها الدبلوماسي عكس دول أخرى مما عزز التعاون أكثر.
السيد ميلود عاشور، ممثل دار القصبة تحدث عن تجربته في هذا الكتاب، وقال إنه مبادرة فريدة من نوعها فلأول مرة تطلب هيئة ديبلوماسية أجنبية بالجزائر أن تطبع لها دار نشر جزائرية.
عرفت المناقشة جدلا ثريا، علما أن الكثير من المتدخلين ثمّنوا الحضور الياباني في الجزائر، هذا الحضور الذي شهد بناء الدولة الجزائرية المستقلة منذ 4 جويلية 1962، خاصة في مجال المحروقات وتكوين المهندسين والسمعة الطيبة للعنصر الياباني في الجزائر، على الرغم من التراجع المسجل بعد العشرية السوداء عكس مثلا فترة الـ70 والـ80 لكن الوقت ملائم لعودة قوية أخرى، من جانبه ثمّن السفير الياباني التعاون مع الجزائر وتقديم كل الخبرات له، مستحضرا تاريخ بلده الذي يعود إلى 150 سنة من النهضة ثم الحطام شبه الكامل بعد الحرب العالمية الثانية، ثم الانطلاقة بنفس أقوى وهي تجربة تستحق أن يعرفها العالم وبعض شركائها.
ساد في هذا اللقاء جو من الحوار المباشر بعيدا عن الرسميات وتمت الإشادة بتقبّل الجزائريين لكل ما هو ياباني، لذلك أشار السفير أن بلاده تلتفت دوما للجزائر ليس فقط في الجانب الاقتصادي، بل في كل المجالات وعلى رأسها الثقافة والتكنولوجيا، منوها بالترحاب مثلا بالتظاهرات الثقافية المقامة في مجال السينما والمسرح والموسيقى، علما أن الأوركسترا السيمفونية الجزائرية قادها مايسترو ياباني.