فيما لازال البحث متواصلا عن الطفل المفقود بتمنراست

إجراءات استعجالية للتكفل بالمتضررين من التقلبات الجوية

إجراءات استعجالية للتكفل بالمتضررين من التقلبات الجوية
التقلبات الجوية
  • 1356
❊ص. محمديوة / وأج ❊ص. محمديوة / وأج

أعلنت اللجنة الوزارية المشتركة التي كلفها وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بمعاينة الأضرار المترتبة عن الاضطرابات الجوية التي اجتاحت ولاية تمنراست، عن جملة التدابير «الاستعجالية» للتكفل بالمتضررين، فيما استمر تساقط الأمطار الموسمية، أمس، على ولايتي تمنراست وأدرار، اللتان شملتهما نشرية خاصة لمصالح الأرصاد الجوية، ما أبقى السلطات المركزية والمحلية على السواء في حالة استعداد تام وترقب تحسبا لأي طارئ.

ومن بين الإجراءات التي أعلن عنها والي تمنراست، جيلالي دومي، في أعقاب اجتماع تقني عقد في ختام المعاينة الميدانية للجنة، الشروع في توزيع 100 طرد غذائي كحصة أولى و400 بطانية على المتضررين وحصص إضافية من الأفرشة، في حين وصلت الحصة الأولى من الخيم مساء أمس بعد أن تم ضبط قوائم المتضررين. 

ولاحتواء الوضع المتردي الذي خلفته الأمطار الطوفانية، تم تسخير 5 شاحنات من الحجم الكبير للقيام بعمليات امتصاص مياه الأمطار من أحياء المدينة وتدعيم مصالح الحماية المدنية بعين قزام بـ40 عونا و10 مضخات إضافية.    

وتبين من خلال المعاينة أن الحي السكني «أبالغ» يعد الأكثر تضررا جراء التقلبات المناخية، حيث تم تسخير آليتين لتحويل المياه المتراكمة به وحمايته مستقبلا من تراكم مياه الأمطار، بينما اتخذت وزارة السكن والعمران والمدينة بمرافقة مسؤولي السكن المحليين ومصالح البلدية، إجراءات بعد معاينة السكنات المتضررة والتي انهارت أسوارها.

وتم تقسيم مدينة عين قزام إلى 3 أقاليم، وضع على رأس كل إقليم مدير تنفيذي مكلف بالمتابعة الميدانية لكل عمليات تشخيص الأوضاع وأيضا متابعة مدى تنفيذ البرامج الاستعجالية، وفقما ذكره الوالي.

وستكون هناك برامج خاصة لمواجهة الفيضانات وإعداد دراسة «استعجالية» لحماية مدينة عين قزام من أخطار فيضانات الأودية والتي ستتكفل بها وزارة الموارد المائية، مما سيعطي ضمانا أكبر للساكنة. كما سيتم تدعيم حظيرة البلدية بالعتاد اللازم بما فيها الشاحنات والقيام بأشغال صيانة قنوات الصرف الصحي.

وأدرجت كذلك إجراءات خاصة لامتصاص المياه من النقاط المنخفضة، حيث سيتم إعداد دراسة خاصة في هذا الشأن، إلى جانب استدراك برامج التهيئة بمدينة عين قزام واستصدار بطاقات فنية ذات طابع استعجالي. 

من جانبه، ذكر المفتش العام بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية سيديني عبد الرحمان أن الاجتماع التقني شكل فرصة لوضع برامج عملية للتكفل بمختلف انشغالات سكان عين قزام, حيث تم التركيز على مشكل المياه المتراكمة بأحياء المدينة كإجراء «استعجالي»، مع اتخاذ تدابير لاحقة، حيث سيتم العمل على ضوء الاقتراحات التي قدمها السكان على تنفيذ كل القرارات المتخذة ومتابعتها ميدانيا بالتنسيق مع الدوائر الوزارية المعنية وولاية تمنراست التي سخرت كل الوسائل الضرورية لمواجهة هذه الظروف.

وتتشكل اللجنة الوزارية المشتركة التي أوفدت إلى عين قزام بتكليف من وزير الداخلية من مسؤولين مركزيين من وزارات الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والموارد المائية والنقل والأشغال العمومية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والسكن والعمران والمدينة والبيئة.

وكانت اللجنة قد حلت صباح أمس بالمنطقة حيث وقفت على الخسائر التي خلفتها التقلبات المناخية وتسببت في إحداث فيضانات بعدة أودية وسيول جارفة مما أدى إلى هلاك خمسة أشخاص بولاية تمنراست مع استمرار البحث عن طفل مفقود.

وعاينت اللجنة 15 سكنا متضررا، حيث أكد المفتش العام بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة لدى وصول اللجنة إلى عين قزام، بأن السلطات تتابع باهتمام كبير الوضعية التي خلفتها الأمطار الطوفانية، مضيفا أنه سيتم التكفل بالسكان المتضررين جراء التقلبات المناخية الأخيرة.

وفي حين تعهد بـ»الاستجابة بكل فعالية بعد تشخيص الوضعية من خلال اعتماد حلول واقتراحات بناء، بما يساهم في التكفل بالانشغالات المطروحة»، أكد المسؤول بوزارة الداخلية أن هذه الزيارة الميدانية للجنة الوزارية المشتركة تهدف إلى «التعرف على الأوضاع الحقيقية  ونقل انشغالات سكان المنطقة بكل أمانة إلى السلطات المعنية».

وأشاد المفتش العام بوزارة الداخلية، بالمناسبة، بعمليات التدخل التي قامت بها مختلف المصالح والأسلاك الأمنية وفي مقدمتها أفراد الجيش الوطني الشعبي، من أجل التكفل بالمواطنين المتضررين، داعيا اللجنة التقنية المحلية المكلفة بجرد الخسائر إلى الإسراع في ضبط المعطيات المتعلقة بالأضرار في مختلف القطاعات والممتلكات الخاصة والقيام بتقييم أولى مع استمرارية العمل بكل دقة.

ومن ضمن المطالب الإستعجالية التي رفعها السكان في تدخلاتهم خلال اللقاء الذي جمعهم باللجنة الوزارية المشتركة، ضرورة إعداد دراسة تقنية لتحويل مجاري أودية هذه المنطقة التي تعبر مدينة عين قزام وتدعيم مصالح الحماية المدنية بالأفراد والعتاد الذي يسمح بالتدخلات الفعالة، فضلا عن ضمان الرعاية الصحية وإعادة الاعتبار لشبكات مياه الشرب والصرف الصحي والطرقات.

وشهدت ولاية تمنراست، منذ نهاية الأسبوع الماضي، تساقط أمطار موسمية غزيرة أدت إلى فيضان بعدة أودية وتسببت في وفاة 5 أشخاص غرقا في برك مائية بكل من تمنراست وتين زواتين، فيما لازال البحث جاريا للعثور على طفل مفقود منذ يومين.

إيواء 94 عائلة بعين قزام

أكدت المديرية العامة للحماية المدنية في بيان أصدرته أمس أنه تم خلال الـ24 ساعة الأخيرة إيواء 94 عائلة بعين قزام، بعد موجة الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت المنطقة وذلك كإجراء وقائي.

وأضاف البيان أن مصالح الحماية المدنية قامت بعدة تدخلات على إثر الأمطار التي تساقطت خلال الأيام الأخيرة على عدة ولايات من الوطن من أجل إجلاء السكان وامتصاص مياه الأمطار داخل الأحياء بكل من قالمة والطارف وخنشلة وجيجل وعنابة دون تسجيل خسائر.

وأحصت نفس المصالح خلال الفترة نفسها عدة حوادث مرور منها 5 حوادث خطيرة تسببت في وفاة أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح.

اضطرابات في التزويد بالكهرباء في جنوب وشرق البلاد

من جهتها، سجلت مصالح مديرية توزيع الكهرباء والغاز التابعة للشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز «سونلغاز» ليلة السبت إلى الأحد اضطرابات في التموين بالكهرباء مست شرق وجنوب شرق البلاد على اثر الأمطار الطوفانية والرعود التي شهدتها بعض الولايات.

وسجلت هذه الاضطرابات، من طرف مديريات توزيع الكهرباء والغاز لكل من ولاية عنابة وسوق أهراس والطارف واليزي وتمنراست، حسب بيان المديرية المذكورة التي أكدت بأنه «وبفضل التعبئة السريعة للموارد البشرية والمادية التابعة لمديريات  التوزيع  بهذه الولايات تم إصلاح الأعطاب وإعادة التموين في وقت قياسي  بالرغم من الظروف المناخية الصعبة».

ص. محمديوة / وأج