مع تأكيده التوجّه نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر.. عرقاب:
استثمارات ضخمة لتعزيز إنتاج وتحويل المحروقات
- 412
❊تصدير 4 ملايير طن من الهيدروجين نحو أوروبا و200 ميغاوات لإسبانيا
❊ أزيد من 3 ملايير دولار لربط الجنوب بشبكة الكهرباء للشمال
❊ مليار دولار لتشجير 520 ألف هكتار على مدى 10 سنوات
كشف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أمس، بأن الجزائر تخطط لاستثمارات كبيرة في القطاع خلال الفترة 2024-2028 تشمل مشاريع تعزيز طاقات الإنتاج وتحويل المحروقات الذي يتطلب دعما تكنولوجيا وفنيا وفقا لمختلف الشراكات والصيغ التعاقدية المنصوص عليها في قانون المحروقات الجديد الذي يتضمن امتيازات وتحفيزات هامة لاستقطاب المتعاملين الدوليين.
كشف وزير الطاقة خلال إشرافه بمركز المؤتمرات "أحمد بن أحمد" بوهران، على افتتاح الطبعة 12 لمعرض ومؤتمر شمال إفريقيا وحوض المتوسط للهيدروجين والطاقة (ناباك) تحت شعار "الموازنة بين المحروقات والطاقات النظيفة من أجل تحقيق مزيج طاقوي فعّال"، عن استعداد الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (ألنفط) ستقوم بإعلان مناقصة أولى "ألجيريا بيد راوند 2024" في إطار قانون المحروقات الجديد في خطوة لجذب المتعاملين الأجانب، مشيرا إلى توقيع اتفاقية ومذكرات تفاهم، يتم بموجبها إطلاق دراسات جدوى لمشروع خط أنابيب الهيدروجين "ساوث2 كوريدور" الذي سيربط الجزائر بأروبا عبر تونس للوصول إلى ألمانيا وإيطاليا والنمسا.
وتتضمن المذكرة إطلاق دراسات جدوى بشكل مشترك لتنفيذ المشروع، حيث تسعى كل من سوناطراك، سونلغاز، "في.أن.جي" الألمانية، "سنام" و«سي كوريدور" الإيطاليتين و«فيربوند فرين هيدروجين" النمساوية لإنجاز الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين لتزويد السوق الأوروبية بالهيدروجين الأخضر، ونقل ما يقارب 4 ملايين طن من هذه المادة سنويا على المدى المتوسط والبعيد.
كما أكد الوزير بأن التوقيع على مذكرة تفاهم بين مجمّع سوناطراك والشركة الاسبانية "سيبسا" لتعزيز التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر، من خلال دراسة جدوى فنية واقتصادية لمشروع إنتاج الهيدروجين بطاقة 200 ميغاوات من الهيدروجين، مع إمكانية التصدير نحو إسبانيا.
وأكد عرقاب بأن الجزائر تعمل على تحقيق توازن بين تطوير مواردها الطبيعية والمحافظة على البيئة، متبنية مفهوم الابتكار كركيزة أساسية لتحقيق مستقبل طاقوي مستدام، مشيرا إلى الشروع في تنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجدّدة، الذي تصل قدرته الإجمالية إلى 15 ألف ميغاواط من الطاقة الكهروضوئية بحلول 2035 حيث شرعت سونلغاز في إنجاز 3200 ميغا واط كمرحلة أولى.
وأبرز عرقاب سعي الجزائر لأن تصبح مركزا رئيسيا للطاقة إقيليميا ومفترق طرق لتبادل الطاقة بفضل المشاريع العملاقة، حيث سيكون مشروع الضخ لربط شبكة كهرباء الجنوب الكبير بالشبكة الشمالية حافزا كبيرا لتكامل الطاقات المتجدّدة باستثمار يتجاوز 3 ملايير دولار، وستعمل الشبكة على تعزيز إمدادات الكهرباء المحلية وفتح آفاق التصدير إلى أوروبا، مع إنشاء طرق جديدة لتزويد البلدان المجاورة والمرور إلى أعماق إفريقيا.
كما تحدث عرقاب عن مشروع مدمج "ميدلينك" لإنجاز 5000 ميغاوات طاقة متجدّدة وإنجاز شبكة نقل عبر خط بحري بقدرة 2000 ميغاوات (توتر عالي) يربط الجزائر بإيطاليا لتسريع التحوّل في مجال الطاقة النظيفة، كما أكد بأن خط أنابيب الغاز عبر الصحراء "تي سي جي بي" الذي يربط نيجيريا بأوروبا عبر الجزائر والنيجر يعد من المشاريع الاستراتيجية الهامة، لما له من أثار اجتماعية واقتصادية لدول العبور، حيث سيسمح بتحسين أمن الطاقة بين الشمال والجنوب.
وأعلن عرقاب عن وضع قاعدة بيانات للانبعاثات الصادرة عن المنشآت المختلفة في صناعة النفط والغاز للحد من الأحجام والكميات المنبعثة، معتبرا التخزين الطبيعي للكربون أحد المحاور الرئيسية التي ستنتهجها الجزائر باستثمار مليار دولار في مشروع تشجير مساحة 520 ألف هكتار على مدى 10 سنوات، إضافة إلى تخزين الكربون، بما يسمح بتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخلق فرص العمل.
وأكد الوزير، بأن الجزائر تسعى للتكيف مع السياق الدولي مع الاستجابة للطلب الوطني المتزايد على الطاقة، عبر تمويل الاقتصاد من خلال الحفاظ على مستويات مقبولة من عائدات المحروقات، حيث ترتكز على تحقيق انتقال طاقوي بشكل تدريجي ومسؤول عبر اعتماد مزيج طاقوي أكثر تنوّعا يراعي كل الطاقات المتاحة والأكثر نظافة كالهيدروجين الأخضر والاستفادة من تحسين كفاءة الطاقة والعمل على التحكم في استهلاك الطاقة.
الوزير وضمن مداخلته أكد بأن الجزائر تواصل أعمال البحث والاستكشاف وتوسيع قاعدة احتياطاتها وزيادة قدراتها الإنتاجية وتحسين نسبة الاستخلاص لاحتياطاتها البترولية والغازية وتثمين وتطوير الصناعة البتروكيماوية، خاصة الأسمدة لدعم وتحقيق الأمن الغذائي في الجزائر والدول الإفريقية وتعزيز قدرات النقل للحفاظ على دورها وتعزيز مكانتها كمورد يحظى بالمصداقية والموثوقية في السوق الدولية. وأعلن عن تنظيم ندوة دولية حول الهيدروجين الأخضر في الجزائر في أفريل 2025 .