إحياء ليلة القدر بالأوراس
استذكار عادات دفينة غيبتها الحداثة
- 786
تجد الكثير من العائلات الأوراسية لاسيما القاطنة بالمناطق الريفية في إحياء ليلة القدر المباركة مناسبة لاستذكار عادات دفينة وتقاليد غيبتها الحداثة مما يضفي عليها نوعا من الحميمية ويجعلها ذات أجواء خاصة. ويأتي الاجتماع في المنزل الكبير أو ما يعرف محليا بـ«اللمة" ضرورة لا نقاش فيها وعادة ما تشمل الأبناء الذكور بعائلاتهم حيث تقام وليمة كبيرة أو إفطار جماعي تشارك في تحضيره الكنات بإشراف من ربة البيت أوالجدة.
وتعود "التويزة" في هذه المناسبة بقوة تقول نانة زرفة سعادنة من أعالي منطقة آريس وكل واحدة من الكنات تكلف بمهمة خاصة استعدادا لتحضير وجبة الفطور الجماعي للعائلة، مشيرة إلى أن العملية غدت سهلة حاليا وتختلف كثيرا عما كانت المرأة تواجهه أيام زمان في البيت الكبير. ويستدعي اجتماع العائلة في هذه الليلة الرجوع إلى "النفقة"، حيث تذبح رؤوس من الماشية لتوفير الكمية اللازمة من اللحم لتحضير الوجبة الجماعية على أن يوزع جزء منها على الفقراء والمحتاجين وأيضا المقربين من الأهل والجيران.
ويتم ذبح الشاة صبيحة الـ26 من رمضان أو قبله بيوم حيث يتكفل بالعملية متطوعون بما في ذلك السلخ وتقطيع اللحم ثم تقسيمه وتوزيعه يقول من جهته الشيخ لمبارك قشي من تيغرغار وإن كانت العادة -يضيف المتحدث- أصبحت محتشمة مقارنة بأيام شبابه حيث كانت تمارس في كل المناسبات وحتى في الأيام العادية و«لم نكن نعرف لحم الجزارين مثل اليوم". وفي هذه الليلة تردف الحاجة خموسة مالكي من إيشمول يعود الكسكسي المعد من القمح و«الشخشوخة" وكذا "الرفيس" و«الزيراوي" ليستعيدوا مكانتهم على مائدة الإفطار التي يجتمع عليها أبنائي الخمسة وزوجاتهم وأبنائهم ويتحول البيت إلى عرس بوجبات تقليدية أصيلة.
والجميل أن بعض الجدات والأمهات يفاجئن الحضور بعادات دفينة مثل "أقذيح" وهي قفة من الحلفاء تزين بشكل جذاب بمناديل وأشرطة حريرية ملونة توضع -حسب الآنسة صليحة حمزاوي من منطقة شير- بمقربة من الطفل المختن لتجمع فيها الهدايا المقدمة له بطريقة تلهيه وتقلل من حركته إلى أن يتعافى. أما "الباندو" فمعروف بضفتي واديي عبدي والأبيض بمنطقتي آريس وثنية العابد من خلال تزيين شجيرة صغيرة ذات أغصان تنزع منها الأوراق بعد أن تثبت جيدا في آنية طينية لتعلق عليها بعد ذلك مختلف الثمار وكذا الهدايا المتنوعة التي تقدم للطفل المختن مما يضفي على المناسبة جوا خاصا وتجد الأمهات متعة كبيرة في التباهي كلما ثقل وتنوع "الباندو" بمحتوياته.
وكثيرا ما تجد الأمهات سهرات الشهر الفضيل فرصة سانحة للتحضير لمناسبة الختان سواء بطريقة فردية أو جماعية ليكون الموعد ليلة القدر المباركة والتي يستغلها الكثيرون بعد صلاة العشاء لختم القرآن الكريم في أجواء روحانية توفر لها النساء الظروف الملائمة خاصة الهدوء وإبعاد الأطفال. فلليلة السابع والعشرين من رمضان بالبيت العائلي الأوراسي -حسب رشيد حلاس طالب جامعي بباتنة- نكهة خاصة تعطرها العادات والتقاليد وتزيد من عمقها الأجواء الروحانية التي تصاحب الشهر الفضيل وتبلغ أوجها في ليلة القدر.
وبعديد المساجد وببعض المنازل بربوع باتنة تكون ليلة القدر مناسبة لختم القرآن الكريم الذي يشرع فيه منذ اليوم الأول من شهر رمضان. وإلى جانب العادات الموروثة عن الأسلاف فإن عالم الريف بمنطقة الشاوية لا ينسى بأن ليلة القدر هي قبل كل شيء ليلة للتضرع والابتهال لله ولرسوله وهي مناسبة روحانية تذكر بنزول القرآن الكريم.
وتعود "التويزة" في هذه المناسبة بقوة تقول نانة زرفة سعادنة من أعالي منطقة آريس وكل واحدة من الكنات تكلف بمهمة خاصة استعدادا لتحضير وجبة الفطور الجماعي للعائلة، مشيرة إلى أن العملية غدت سهلة حاليا وتختلف كثيرا عما كانت المرأة تواجهه أيام زمان في البيت الكبير. ويستدعي اجتماع العائلة في هذه الليلة الرجوع إلى "النفقة"، حيث تذبح رؤوس من الماشية لتوفير الكمية اللازمة من اللحم لتحضير الوجبة الجماعية على أن يوزع جزء منها على الفقراء والمحتاجين وأيضا المقربين من الأهل والجيران.
ويتم ذبح الشاة صبيحة الـ26 من رمضان أو قبله بيوم حيث يتكفل بالعملية متطوعون بما في ذلك السلخ وتقطيع اللحم ثم تقسيمه وتوزيعه يقول من جهته الشيخ لمبارك قشي من تيغرغار وإن كانت العادة -يضيف المتحدث- أصبحت محتشمة مقارنة بأيام شبابه حيث كانت تمارس في كل المناسبات وحتى في الأيام العادية و«لم نكن نعرف لحم الجزارين مثل اليوم". وفي هذه الليلة تردف الحاجة خموسة مالكي من إيشمول يعود الكسكسي المعد من القمح و«الشخشوخة" وكذا "الرفيس" و«الزيراوي" ليستعيدوا مكانتهم على مائدة الإفطار التي يجتمع عليها أبنائي الخمسة وزوجاتهم وأبنائهم ويتحول البيت إلى عرس بوجبات تقليدية أصيلة.
ختان أطفال العائلة التقليد الذي أصبح ملازما للمناسبة
تحبب الكثير من العائلات ختان أطفالها ليلة الـ27 من رمضان لأن كل عوامل الفرح متوفرة في هذه الليلة المباركة تقول الحاجة مهاني بولطيف من شناورة بتكوت وتضيف "كنت أتفق مع زوجي رحمه الله اغتنام الفرصة لختان أحفادنا ونتكفل بكل شيء لاسيما وأن العائلة مجتمعة والخير كثير". وللختان في ليلة القدر أجواءه المميزة التي تختلف عن باقي فترات السنة، حيث تمتزج في المناسبة الأجواء الروحانية بالعادات والتقاليد تقول السيدة فاطمة دغة التي أكدت بأن العائلة تحرص على طقوس ربط الحناء للأطفال المراد ختانهم وسط أجواء من البهجة والفرح تتخللها الزغاريد وأحيانا طلقات البارود والأغاني التراثية.والجميل أن بعض الجدات والأمهات يفاجئن الحضور بعادات دفينة مثل "أقذيح" وهي قفة من الحلفاء تزين بشكل جذاب بمناديل وأشرطة حريرية ملونة توضع -حسب الآنسة صليحة حمزاوي من منطقة شير- بمقربة من الطفل المختن لتجمع فيها الهدايا المقدمة له بطريقة تلهيه وتقلل من حركته إلى أن يتعافى. أما "الباندو" فمعروف بضفتي واديي عبدي والأبيض بمنطقتي آريس وثنية العابد من خلال تزيين شجيرة صغيرة ذات أغصان تنزع منها الأوراق بعد أن تثبت جيدا في آنية طينية لتعلق عليها بعد ذلك مختلف الثمار وكذا الهدايا المتنوعة التي تقدم للطفل المختن مما يضفي على المناسبة جوا خاصا وتجد الأمهات متعة كبيرة في التباهي كلما ثقل وتنوع "الباندو" بمحتوياته.
وكثيرا ما تجد الأمهات سهرات الشهر الفضيل فرصة سانحة للتحضير لمناسبة الختان سواء بطريقة فردية أو جماعية ليكون الموعد ليلة القدر المباركة والتي يستغلها الكثيرون بعد صلاة العشاء لختم القرآن الكريم في أجواء روحانية توفر لها النساء الظروف الملائمة خاصة الهدوء وإبعاد الأطفال. فلليلة السابع والعشرين من رمضان بالبيت العائلي الأوراسي -حسب رشيد حلاس طالب جامعي بباتنة- نكهة خاصة تعطرها العادات والتقاليد وتزيد من عمقها الأجواء الروحانية التي تصاحب الشهر الفضيل وتبلغ أوجها في ليلة القدر.
وبعديد المساجد وببعض المنازل بربوع باتنة تكون ليلة القدر مناسبة لختم القرآن الكريم الذي يشرع فيه منذ اليوم الأول من شهر رمضان. وإلى جانب العادات الموروثة عن الأسلاف فإن عالم الريف بمنطقة الشاوية لا ينسى بأن ليلة القدر هي قبل كل شيء ليلة للتضرع والابتهال لله ولرسوله وهي مناسبة روحانية تذكر بنزول القرآن الكريم.