دافع عن تصويتها على القرار الدولي.. كاتب فلسطيني:
الأداء الرزين للدبلوماسية الجزائرية يشهد له الصديق والخصم
- 186
م. خ
وصف الكاتب الفلسطيني عامر أبو شباب تصويت الجزائر في مجلس الأمن، على القرار الدولي لتثبيت اتفاق وقف حرب الإبادة والتهجير بالحكيم، كونه ينطلق من مسؤولية وواقعية سياسية لا يعرفها تجار الشعارات والتبرعات.
أوضح الكاتب أبو شباب في مقال له أن الطعن في الدبلوماسية الجزائرية التي أثبتت أنها أهم مدارس الدبلوماسية العربية، يعد سذاجة غير بريئة، لأن الأداء الرزين للدبلوماسية الجزائرية يشهد له الصديق والخصم، منذ أن أدخلت الجزائر الرئيس الشهيد ياسر عرفات إلى قاعة الأمم المتحدة ليعلن المعادلة الفلسطينية الخالدة (جئتكم بالبندقية في يد وغصن الزيتون في اليد الأخرى فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي)، مضيفا أنه منذ ذلك اليوم لم يدخر رجال الخارجية الجزائرية أي جهد لدعم فلسطين في المحافل الدولية والإقليمية وفي كثير من اللقاءات الثنائية.
كما أشار الكاتب إلى أنه على مدار سنتين من عدوان الإبادة والتجويع والتهجير، بقي صوت الجزائر عاليا في دعم الحق الفلسطيني والعمل على وقف المذبحة المروعة التي كان ضحيتها استشهاد أكثر من 100 فلسطيني كل يوم على مدار أكثر عامين من العدوان الذي لم تشهد مثله البشرية في التاريخ المعاصر.وعليه، يرى أبو شباب أن الموقف الجزائري في مجلس الأمن انطلق من رؤية متوازنة تدرك تفاصيل الصراع المعقد، ومن مسؤولية تمثيل صوت المجموعة العربية، والتركيز بشكل أساسي على وقف نزيف الدماء عبر تثبيت وقف إطلاق النار الدائم والشامل في قطاع غزة، والإسراع في إدخال وتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية، ومنع التهجير، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وإعادة الإعمار دون إغفال الإشارة إلى حلّ الدولتين باعتباره الحل السياسي الواسع لوقف معاناة الشعب الفلسطيني.
واستغرب الكاتب موقف المُنتقدين للموقف الجزائري في مجلس الأمن، مضيفا أنهم أغفلوا أن القرار في مجمله اعتمد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وافقت عليها كل الفصائل بعد عامين من تفويت كل الفرص التي كانت قادرة على وقف العدوان الدموي وسحب الذرائع الإسرائيلية لاستمراره، خاصة أن بصمات الجزائر واضحة في المساهمة في إجراء تعديلات ضرورية على مضمون القرار حتى لا يخالف قرارات الأمم المتحدة السابقة التي أقررت الحقوق الفلسطينية وإعلان نيويورك لحماية حل الدولتين.
ووجه الكاتب شكره للجزائر التي استجابت لرغبة غالبية الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يحتاجون وقف الحرب وفتح باب الإغاثة والأمل لدخول الطعام والدواء وما يقي من برد الشتاء، وإلزام قوات الاحتلال على الانسحاب من نصف مساحة قطاع غزة المدمر عبر قرار دولي، بالتأكيد عين الجزائر بصيرة ويد الأمة قصيرة، ولن يرتاح ضمير الجزائر إلا بإقامة الدولة الفلسطينية التي أعلنت من أرض الجزائر، لكن العالم أعور والإجماع العربي أعرج وميزان القوة مختل، ومعاناة الشعب الفلسطيني كبيرة وليس بالإمكان أحسن من وقف المذبحة وحماية حياة الصابرين في خيام غزة.