كانت تستهدف زعزعة استقرار الجزائر
الأمن الوطني يحبط مؤامرة للمخابرات الفرنسية
- 301
❊ المخابرات الفرنسية تستغل التجربة المريرة للشاب محمد أمين مع تنظيم إرهابي
❊ وعي الشاب ويقظة مصالح الأمن وعملها المحترف أفشلت خيوط المؤامرة
❊ جمعية "أرتميس" يترأسها مستشار وزير فرنسي سابق وتضم موظفين فرنسيين ومغاربة
❊ الاستخبارات الفرنسية طلبت من أمين التقرّب من المتطرّفين في العاصمة وتحديد الأماكن المراقبة من قبل الشرطة
❊ العملية كشفت لأمين جليا حجم المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الجزائر
تمكّنت مصالح الأمن الوطني من إحباط مؤامرة خطّطت لها المخابرات الفرنسية لزعزعة استقرار الجزائر بتجنيد شاب جزائري نشأ في المهجر لتحقيق غاياتها العدائية، غير أنه كان أكثر وعيا بالنشاط العدائي الذي كان ولا زال يحاك ضد وطنه.
في وثائقي بثّه التلفزيون الجزائري وقناة الجزائر الدولية "أل24"، بعنوان "فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر"، كشف الشاب المسمى عيساوي محمد أمين، صاحب 35 سنة، عن معطيات تخص إقدام ومحاولة المخابرات الفرنسية تجنيده لصالحها، مستغلة التجربة المريرة التي عاشها في وقت سابق حيث تم استدراجه ليلتحق في أوروبا بتنظيم إرهابي.
وفي الموضوع، أكد الشاب، المولود بولاية تيبازة، أنه تنقل رفقة عائلته وهو في سنّ مبكرة إلى إسبانيا، حيث نشأ وترعرع قبل أن يقع فريسة للتنظيم الإرهابي المعروف بتسمية "داعش"، انطلاقا من محادثات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أحد عناصر التنظيم ليجد نفسه محاربا في سوريا والعراق.
وعاد المتحدث في تصريحاته إلى ظروف تجنيده وتنقله من إسبانيا إلى فرنسا ولاحقا من تركيا نحو سوريا فالعراق، ومشاركته في معارك الفلوجة، حيث بات يلقب بـ"ابي ريان" قبل أن يتعرض للإصابة إثر قصف لتحالف قوات للجيش العراقي والحشد الشعبي، ليتم اعتقاله وينقل إلى تركيا.
في هذا الصدد، ذكر أنه تم نقله إلى القنصلية الفرنسية ثم الاسبانية بتركيا ليتم أخذ بصماته والتقاط صور له وإصدار بطاقة معلومات خاصة به ويسجن بعدها بتركيا مع إخطاره بإصدار أمر بالقبض الدولي في حقه. وأكد أنه تلقى زيارة ممثل من القنصلية الجزائرية الذي اقترح عليه ترحيله إلى الجزائر وهو كما قال "ما وافقت عليه دون تردد" ليعود إلى أرض الوطن ويقضي محكومية بثلاث سنوات سجنا انقضت سنة 2019 ليعود بعدها تدريجيا إلى حياته الطبيعية.
ولم يستفق الشاب أمين من كابوس سوريا والعراق والحكم عليه بالسجن حتى وجد نفسه محل استهداف من قبل مصالح الاستخبارات الفرنسية التي سعت إلى تجنيده، إلا أن تجربته السابقة وكذا وعيه وإدراكه لحقيقة وخطورة نوايا هذه الاستخبارات، فضلا عن اليقظة النشطة لمصالح الأمن الجزائرية وعملها الاستباقي المحترف، مكّنت من التصدي لتلك الأعمال التخريبية وإفشال خيوط المؤامرة.
في هذا الصدد، تحدث الشاب عن تلقيه سنة 2022 اتصالا هاتفيا من قبل جمعية "أرتميس" المعروفة بنشاطها المشبوه تجاه الأشخاص المتورطين في قضايا إرهابية والمقيمين في التراب الفرنسي، حيث سبق لها وأن قامت بعمليات تقرب من جزائريين أصحاب قضايا ذات طابع إرهابي مقيمين في فرنسا.
وللعلم، فإن هذه الجمعية الفرنسية يترأسها المسمى بوياد جيان جيلس، مستشار وزير الداخلية الفرنسي السابق برنارد كازنوف كذلك ومن بين أعضائها الفاعلين المغربي المسمى بن زين رشيد، الحامل للجنسية الفرنسية، الذي تم تكريمه مؤخرا من قبل ملك المغرب محمد السادس "كشخصية مهمة في ميدان البحث العلمي". وحسب المعلومات المستقاة، فإن عدة أعضاء ينتمون لهذه الجمعية المشبوهة هم موظفون سابقون بوزارة الداخلية الفرنسية أو لازالوا يعملون بها. وذكر الشاب أنه لم يمانع في التواصل مع الجمعية، لاسيما بعد أن علم منها أن ملفه مصنّف لدى وزارة الدفاع الفرنسية ضمن الملفات السوداء وكان بإمكان الجمعية مساعدته لتدارك ذلك، وبالتالي إمكانيه العودة إلى منزله العائلي بإسبانيا وطي صفحة الحياة السابقة نهائيا.
وأورد الوثائقي أن كل ما كان يحدث مع أمين كان محل مراقبة، حيث بينت الصور الملتقطة للقاء الأول الذي جمعه بمصالح الاستخبارات الفرنسية تحت غطاء جمعية "أرتميس" في أفريل 2023 بالجزائر العاصمة وكان الشخص الذي التقاه إطار تابع للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية يشغل منصب سكرتير أول على مستوى السفارة الفرنسية بالجزائر. وقال إن العميل الفرنسي اصطحبه مباشرة إلى المركز الثقافي الفرنسي، حيث جرت بينهما محادثة مطولة قبل أن يكشف له أنه عنصر من المخابرات الفرنسية. وتواصلت مصالح الأمن الوطني مع الشاب وزوّدته بتعليمات لمواصلة العمل مع الجهات الفرنسية وإعلامها بكل الاتصالات والرسائل المتبادلة عبر تطبيق الواتساب، حيث أكد المعني أنهم أرادوا إرساله إلى النيجر، كما طلبوا منه التقرّب من المتطرّفين في الجزائر العاصمة وكسب ثقتهم وكذا تحديد أماكن تواجد كاميرات المراقبة ودوريات الشرطة بالزي المدني وغيرها. وكشف أن تواصله كان مستمرا مع مصالح الأمن الجزائرية، حيث اطلعها على مخطّطات هؤلاء المتآمرين. وأشار إلى أن العملية أفضت إلى تفكيك خيوط المؤامرة وإفشالها مع تحقيق انتصار باهر من قبل مصالح الأمن الجزائرية عبر كشفها لهذا المخطط الفرنسي الخبيث.
وخلص الشاب محمد أمين إلى القول أن هذه العملية "كشفت جليا الحقد الدفين والنوايا السيئة وحجم المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الجزائر"، مؤكدا أنه "بفضل وعي الشعب الجزائري وتماسك الجبهة الداخلية وتجند مصالح الأمن ويقظتها الدائمة وإخلاصها، تم إحباط كل المحاولات الرامية إلى استهداف أمن بلادنا واستقرارها".