خصّصت 7500 مليار فرنك للإساءة للثورة التحريرية.. بوعزارة:

الإعلام الثوري نسف الدعاية الاستعمارية الفرنسية

الإعلام الثوري نسف الدعاية الاستعمارية الفرنسية
الاعلامي، محمد بوعزارة
  • 106
حنان. ح حنان. ح

كشف الاعلامي، محمد بوعزارة، أن السلطات الاستعمارية الفرنسية خصّصت 7500 مليار فرنك فرنسي  لميزانية الدعاية التي استهدفت الإساءة للثورة التحريرية المباركة طيلة سبع سنوات، مشيرا إلى أنها نفس الميزانية التي خصّصت للعمليات العسكرية، ولكنها فشلت فشلا ذريعا في مواجهة الإعلام الثوري الجزائري.

 أكد محمد بوعزارة أمس بالجزائر العاصمة، أن الاستعمار الفرنسي جند "آلة دعائية رهيبة" ضد ثورة نوفمبر المجيدة، وصلت إلى حد الاستعانة ببعض الأقلام الجزائرية المأجورة، التي حاولت حتى "تقليد" أصوات أكبر إعلاميي الثورة ومنهم الشهيد عيسى مسعودي، لكنها واجهت مقاومة إعلامية شرسة من جانب الثوار الذين أدركوا منذ فجر الثورة أهمية الاعلام كوسيلة للتجنيد وللنضال ضد المستدمر.

وفي هذا السياق، قال بوعزارة في محاضرة ألقاها بمنتدى يومية "المجاهد" بمناسبة إحياء الذكرى 65 للتفجيرات النووية واليوم العالمي للإذاعة من طرف جمعية "مشعل الشهيد"، أن بيان أول نوفمبر كان أول وثيقة تجمع بين الجوانب السياسية والفكرية والإعلامية، مذكرا أن الشهيد العيشاوي الذي شارك في صياغته كان أول صحفي يسقط في ساحة الوغى.وسجل بوعزارة خلال تشريحه لموضوع "الإعلام الثوري في مواجهة الدعاية الفرنسية"، بأن الثوار منذ الوهلة الأولى أدركوا أهمية الجانب الإعلامي من خلال تركيزهم على الاتصال المباشر بالمواطنين وكذا من خلال استحداث صحافة لتوضيح مواقف الثورة وأهدافها ودحض ادعاءات العدو الفرنسي.

وأبرز المتحدث كيف تطوّر الإعلام الثوري ليواكب التطوّرات، عبر إنشائه لقنوات إذاعية واستعانته بإذاعات بعض الدول العربية، من أجل إيصال صوت الثورة إلى كل العالم، في إطار التكامل بين العمل السياسي والدبلوماسي والإعلامي، وتمكن من كسر جدار التضليل الذي مارسته الدعاية الفرنسية، من خلال توظيفها لجزائريين لاسيما في إذاعة "صوت البلاد" التي حاولت استقطاب المستمعين عبر تقليد أصوات أكبر الإعلاميين المجاهدين، وكذا عن طريق استغلال كافة الإمكانيات من تلفزيون ومنشورات وحتى المكاتب الاجتماعية التي كانت تعمل على زرع اليأس والإساءة  للثورة، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل.

في السياق ذاته، قال المجاهد والإعلامي بوعلام شريفي أن الصحافة هي فعلا "سلطة رابعة"، معتبرا أن الثورة جسّدت إضافة إلى الصراع العسكري، صراعا "إعلاميا ونفسيا" بين الجانبين، ولذا فإن الثورة استندت على عاملين في سياستها الإعلامية، الأول على مستوى المداشر والقرى تكفلت به خلايا المسبلين وكان الهدف منه تجنيد الشعب لتقوية صفوف المجاهدين، أما في المدن فتكفلت خلايا الفدائيين بتجنيد شباب لتوزيع المناشير، كما لعب الثوار المسجونون دورا في تجنيد سجناء الحق العام.

وفي محاضرته الموسومة بـ«الإعلام الرقمي في فضح جرائم الاستعمار"، استعرض الإعلامي بالإذاعة الوطنية خالد فحصي، ضرورة تكييف الرسائل الإعلامية مع التطوّرات التكنولوجية والتقنية في قطاع الإعلام  لمحاربة التضليل وكذا لفضح الجرائم الفرنسية التي لا تموت بالتقادم.

وأوضح في هذا الصدد أن توظيف الإعلام الرقمي بطريقة صحيحة سيمكن من حفظ الذاكرة للأجيال الصاعدة، لاسيما من خلال رقمنة الأرشيف وكذا صناعة محتوى رقمي يتضمن كل الحقائق والوقائع والجرائم التي تحيط بفترة الاستعمار الفرنسي، وتقديمها في شكل معاصر للأجيال الصاعدة.