أكد الرئيس، المدير العام للشركة الوطنية للكهرباء والغاز، «سونلغاز»، محمد عرقاب، أن انقطاعات التيار الكهربائي في بعض ولايات الجنوب، راجعة لأعطاب تقنية على مستوى الشبكة أو المولدات، وليس لقلة الإنتاج. وكشف بالمناسبة عن تحضير «سونلغاز» لبرنامج ذكي لترشيد استهلاك الطاقة، عبارة عن عدادات مبرمجة بالعمل على القطع الآلي للكهرباء في المساحات غير المشغولة لتجنب الانقطاعات، متوقعا أن يصل الاستهلاك نهاية الصيف الجاري إلى 15.7 ألف ميغاواط، فيما توجد مشاريع لإنجاز 8000 ميغاواط.

وأشار الرئيس، المدير العام لسونلغاز في حوار للقناة الإذاعية الأولى، إلى أن هناك برنامج خاص بفصل الصيف في مجال التدخل لتصليح أي مشكل يقع وتداركه بسرعة، موضحا بأن الجزائر تشهد ارتفاعا متواصلا في استهلاك الطاقة، حيث يتوقع أن يصل ـ حسبه ـ إلى 15,7 ألف ميغاواط مع نهاية فصل الصيف، فيما لا يتعدى حجم الاستهلاك في باقي أيام السنة 8 آلاف ميغاواط.

هذا الارتفاع في الاستهلاك دفع الشركة ـ حسب مسؤولها الأول ـ إلى تخصيص برنامج لفصل الصيف، يشمل تجنيد مصالح شبكة التوزيع والأشغال الخاصة بالأعطاب وغيرها من المصالح الأخرى لمرافقة الطلب المتزايد.

ونفى في سياق متصل أن تكون الجزائر تعاني من مشكل نقص في إنتاج الطاقة الكهربائية، مستشهدا باستلام العديد من المشاريع بالكثير من الولايات، حيث ذكر كمثال على هذه المشاريع المحطات الجديدة التي تم استلامها بولايات تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة على غرار أدرار، النعامة وبسكرة، وأخرى بالشمال كجيجل وخنشلة ومستغانم. كما تم ـ حسبه ـ إنشاء محطات تستعمل الطريقة البخارية الحديثة، منها محطة كاب جنات بولاية بومرداس.

وأكد السيد عرقاب في نفس الإطار بأن سونلغاز وضعت برنامجا خاصا بكل ولاية، مع إعطاء الأولوية لولايات الجنوب الكبير، من خلال وضع محطات جديدة في كل من جانت وتمنراست وتندوف وعين صالح وتبلبالة وتين أركوك وبرج باجي مختار وبرج الحواس وعين قزام، وذلك ضمن مخطط لتدعيم الطاقة.

وإذ أرجع أسباب الانقطاعات التي تقع بالجنوب، إلى بعض الأعطاب التقنية التي تحدث من حين إلى آخر سواء على مستوى الشبكة أو المولدات، نفى المدير العام لسونلغاز أن تكون هناك انقطاعات متعمدة، أو بسبب النقص في إنتاج الطاقة، مشيرا إلى أن حجم الإنتاج يقدر بـ18 ألف ميغاواط مقابل استهلاك وطني بـ11 ألف ميغاواط.

وأكد في نفس الصدد بأن شركة سونلغاز قامت بإرسال فرقة تقنية متخصصة إلى الجنوب لتصليح تلك الأعطاب والتكفل بها في الوقت المناسب، كاشفا عن تحضير الشركة لإطلاق منظومة ذكية جديدة بهدف ضبط استهلاك الكهرباء وتوفير الطاقة، بالاعتماد على عدادات متطورة وذكية تسمح بمراقبة استهلاك الزبون للكهرباء والتقليل من ذلك عبر برمجيات تتحكم في تموين الفضاءات بالطاقة، وتقوم بقطعها في الأماكن غير المشغولة، مثل غرف المنازل التي تترك أنوارها وتجهيزاتها الكهربائية في حال اشتغال دون تواجد الفرد بها.

وأكد عرقاب في الأخير استحالة التخلص من مشكل الانقطاعات بشكل نهائي في الوقت الراهن، لا سيما بمناطق الجنوب، وذلك بسبب المشاكل التقنية وارتفاع درجات الحرارة، مبرزا في المقابل الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة من أجل ضمان تزويد المواطن بالطاقة، حيث أوضح في هذا الصدد بأن الدولة خصصت 300 مليار دينار سنويا لإنجاز البنى التحتية لتوفير الطاقة، في وقت بلغت فيه ديون الشركة إلى غاية هذه السنة 57 مليار دينار.