المحلّل السياسي والباحث الأكاديمي مصطفى بورزامة

التدخلات العسكرية للدول الغربية لم تنتج سوى الخراب

التدخلات العسكرية للدول الغربية لم تنتج سوى الخراب
المحلل السياسي والباحث الأكاديمي مصطفى بورزامة
  • 442
مليكة .خ مليكة .خ

إفريقيا تتطلع اليوم لاستثمار حقيقي وترفض استغلال ثرواتها

المؤتمر الدولي حول الساحل فرصة للجزائر لعرض خبراتها

أكد المحلل السياسي والباحث الأكاديمي مصطفى بورزامة، أمس، أن الجزائر أجرت عدة مشاورات من أجل لملمة الوضع في النيجر، مشيرا إلى أن زيارة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطتية بالخارج، أحمد عطاف، إلى الولايات المتحدة الامريكية، ولقائه بنظيره انطوني بلينكن، كان من أجل وضع خارطة طريق وأسس لحل هذه الأزمة والمشاكل التي تعيشها منطقة الساحل بشكل عام.

أوضح بورزامة في اتصال مع "المساء"، أن تفاقم الأزمة في النيجر كان بسبب تدخل عدة فواعل، ما جعل الجزائر تطرح مبادرتها المرتكزة على الحل السلمي حيث أجرى الوزير عطاف زيارة مكوكية إلى دول مجموعة الايكواس، في الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول خاصة فرنسا إلى تأجيج الوضع والعمل على عدم قبول الحل السلمي بسبب ما لها من مصالح في هذا البلد، حيث تستغل فيه اليورانيوم بنسبة 85 من المائة، فضلا عن الخيرات الأخرى مقابل وعود بضمان التنمية في هذا البلد، الذي مازال يعيش في فقر مدقع، ما جعل النيجريين ينتفضون اليوم ضدها.

وذكر المحلل السياسي في هذا الصدد بالجهود التي قامت بها الجزائر في وقت سابق من أجل تسوية أزمة مالي ودعواتها المتكررة للحل السلمي بليبيا وسوريا واليمن والعراق، قناعة منها بأن التدخلات العسكرية للدول الغربية لم ينتج عنها سوى الخراب، مستشهدا في هذا الصدد بما تعيشه هذه الدول من دمار رغم ما تملكه من مقومات تمكنها من تحقيق النهضة الاقتصادية.

وأضاف أن الجزائر ظلت منذ 1999 ، تاريخ احتضانها لقمة منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي حاليا) ترافع من أجل لم شمل الأفارقة حول مقاربة تنموية فعالة، بدل استقبال ثكنات عسكرية بحجة مكافحة الإرهاب في الوقت الذي انتشرت فيه العديد من الجماعات المتطرفة في الساحل الافريقي، فضلا عن ظاهرة الاتجار بالبشر وزيادة الهجرة غير الشرعية التي تعاني منها الجزائر منذ سنوات.

ومن هذا المنطلق يرى الباحث الأكاديمي أن مبادرة الجزائر تهدف لضمان الاستقرار في النيجر، لأنه منذ اعتلاء الرئيس تبون سدة الحكم أوفد عديد المبعوثين إلى المنطقة وكلهم رافعوا من أجل إيصال رسالة مفادها أن إفريقيا اليوم هي ليست إفريقيا الأمس التي تتطلع إلى استثمار حقيقي وليس مجرد استغلال ثرواتها، مع إقامة شراكة وفق مبدأ الند للند مثلما سبق للرئيس تبون أن أكد على ذلك.

وأشار بورزامة إلى أن الجزائر على قناعة بأن تعدد الشركاء يعطي متنفسا وبوادر أخرى للتنوع في الاستثمار، مضيفا أن المؤتمر الدولي حول الساحل الذي اقترحت الجزائر تنظيمه كتتويج للعملية السياسية في النيجر يعد فرصة لنقل خبراتها بخصوص عدة قضايا.