الناطق الرسمي للوفد الليبي في مسار الجزائر، أحمد جبريل لـ "المساء":

الجزائر أثبتت أنها الأقرب لفهم الوضع في ليبيا

الجزائر أثبتت أنها الأقرب لفهم الوضع في ليبيا
  • 1044

دعا عضو لجنة العلاقات الخارجية السابقة بالمؤتمر الوطني الليبي، والناطق الرسمي للوفد الليبي في مسار الجزائر، أحمد جبريل، باقي الدول العربية إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في التعامل مع الملف الليبي وعدم الانجرار وراء دعم طرف ضد آخر، مؤكدا أن الجزائر أثبتت أنها الأقرب لفهم الوضع في ليبيا، حيث كانت مقاربتها في التعامل مع الأزمة تتسم بالمسؤولية والنضج وتقدير الأمور بقدرها الحقيقي.  وقال جبريل في تصريح لـ"المساء" إن مسار الجزائر كان فاعلا وساهم بشكل بنّاء في دفع مسيرة الحوار، مضيفا أن شخصيات وقيادات سياسية شاركت في الحوار الوطني الذي استضافته الجزائر بطلب من الليبيين.

وعن إمكانية مشاركة هذه الأطراف نفسها في اجتماع دول جوار ليبيا، الذي تعتزم الجزائر احتضانه في الفاتح من ديسمبر، أوضح جبريل أن ذلك متوقف على دعوة الجهات المنظمة. وبخصوص مهمة المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، مارتن كوبلر الذي خلف الإسباني، برناردينو ليون، أوضح الناطق باسم الوفد الليبي في مسار الجزائر أنه من المبكر الحكم على دور المبعوث الجديد ولكن لديه فرصة كبيرة في قطف ثمرة الحوار والاستفادة من أخطاء سلفه، كما أشار إلى أن المناخ مهيأ في ليبيا وبشكل كبير للسير في اتجاه إنجاز الاتفاق وتشكيل حكومة التوافق. 

وفي هذا الصدد، أشار محدثنا إلى أن حل المشكلة في ليبيا لن يكون إلا بالدفع في اتجاه التسريع بتشكيل حكومة الوفاق ودعمها والتعاون معها في تحقيق الاستقرار في ليبيا لمكافحة الإرهاب، من خلال استراتيجية شاملة، مضيفا أن الحلول الظرفية والمؤقتة لن تجدي نفعا على المدى البعيد. وبخصوص تعليقه حول إقدام السلطات التونسية على إغلاق الحدود مع ليبيا عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي التونسي، أوضح جبريل أن ذلك سيؤثر سلبا على حياة المواطن العادي في ليبيا. وكان أحمد جبريل قد أكد خلال جولة الحوار الوطني الليبي حرص الجزائر على حل الأزمة في ليبيا وإنهاء حالة الانقسام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. 

ويتزامن احتضان الجزائر للدورة السابعة لاجتماع بلدان جوار ليبيا مع الأوضاع الخطيرة التي يعيشها هذا البلد على الصعيد الأمني، حيث يرتقب أن يتركز الاهتمام خلال هذا اللقاء على دعوة الفرقاء الليبيين، إلى مواصلة الحوار والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، حتى يتسنى مواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد مستقبل البلاد. وكان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، السيد عبد القادر مساهل، قد أكد أن هذا الاجتماع سيخصص لتنسيق الجهود والمواقف لتسوية الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن المبعوث الدولي الجديد إلى ليبيا، مارتن كوبلر سيشارك في الاجتماع، شأنه شأن ممثل الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى دول جوار ليبيا وهي تونس ومصر والسودان وتشاد والنيجر، إلى جانب السلطات الليبية. 

وتركز الجزائر على أهمية تعزيز التنسيق بين دول الجوار وتدعيم كل الجهود والمساعي والمبادرات الليبية الهادفة إلى إرساء الحوار الوطني وإخماد نار الفتنة وتعزيز دعائم مؤسسات الدولة والمسار الديمقراطي، في كنف الأمن والاستقرار، حيث حرصت في هذا الصدد على حشد الدعم الدولي لفائدة ليبيا بتضافر مختلف الجهود الفردية والجماعية.  وكانت الجزائر قد رعت جولات الحوار الوطني الليبي  للأحزاب والشخصيات السياسية، حيث ساهمت في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، في إطار مساعي لحفظ الوحدة الترابية للبلد وتلاحم الشعب الليبي.

وقد دأبت الجزائر في عدة مناسبات على دعوة الفرقاء الليبيين إلى اعتماد لغة الحوار والتوافق والتخلي عن الصراعات الهدّامة التي قد تنسف بمكونات الدولة وبوحدة وسيادة المجتمع الليبي، ومواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد مستقبل البلاد، محذرة في هذا السياق من تنامي الخلافات السياسية والصراعات المسلحة. كما تستند رؤية الجزائر لحل الأزمة، إلى إرساء مسار لجعل الأطراف الليبية تلتزم بأسس تشكل قاعدة للمفاوضات المتمثلة في احترام الوحدة والسلامة الترابية والالتزام بإقامة دولة حديثة ومكافحة الإرهاب ورفض أي تدخل مهما كان  مصدره في الشؤون الداخلية.   

وحظيت جهود الجزائر لحل الأزمة الليبية بإجماع دولي، باعتبار أنها استجابت لكل طلبات الأطراف الليبية لمساعدتهم على توفير ظروف حوار من شأنه أن يرسم معالم حل شامل ودائم، مما سيسمح باستتباب الأمن والاستقرار و طي نهائيا هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ هذا البلد.  وترى الجزائر أن الأزمة الليبية تشكل انشغالا كبيرا بالنسبة للسلم والأمن الإقليمي والدولي، في ظل سياق إقليمي زاد من هشاشته التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة العابرة للأوطان، حيث عملت في هذا الصدد على التحذير من الخطر الذي تشكله هذه الأزمة على وحدة الشعب والتراب الليبي وكذا على أمنها الوطني وأمن دول الجوار.