أكد أن الأرقام تعكس انتعاشا قويا منذ 2021.. نائب رئيس البنك الدولي:
الجزائر تتقدم اقتصاديا بشكل إيجابي
- 193
❊ منحى تصاعدي للاقتصاد والنمو يصل إلى 4 % سنويا
❊ تضخم تحت السيطرة وسياسة اجتماعية مميزة
❊ الجزائر من البلدان القليلة الداعمة للقدرة الشرائية لمواطنيها
❊ انفتاح السوق وتنافسيته إطار ملائم للاستثمارات الأجنبية المباشرة
❊ تطوّر مستمر لقطاعات الفلاحة والسياحة والرقمنة والمؤسّسات الناشئة
❊ دعم التسويق والاتصال حول التقدّم المحرز في الجزائر
❊ أداءات هامة في مجال تحلية مياه البحر غير مثمّنة
❊ الجزائر ستكون محركا للتطوّر في إفريقيا ونشر التكنولوجيا بالقارة
أكد نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عصمان ديون، أن "الجزائر تتقدم بشكل إيجابي على الصعيد الاقتصادي، وبأرقام تعبر عن نفسه"، مهنئا سلطات البلاد على هذا التقدّم والنتائج المحقّقة منذ 2021، حيث سجل الاقتصاد الجزائري انتعاشا قويا.
أوضح ديون خلال استضافته، أول أمس، ببرنامج "نقاش سياسي" للقناة الثالثة للإذاعة الجزائرية، أن "الوضعية الاقتصادية للجزائر جيدة وسليمة.. ومن المهم أن نهنئ السلطات الجزائرية بخصوص النتائج التي تحققها.. فينبغي الاعتراف أنه منذ 2021، سجل الاقتصاد الجزائري انتعاشا قويا. وأضاف قائلا إن "الجزائر تتقدم بشكل إيجابي.. ومن الضروري تشجيعها على المضي قدما".
وذكر ديون أن الاقتصاد الجزائري يحقق نموا بنسبة تقدر بـ3,9% إلى 4% سنويا، في مرحلة ما بعد جائحة كورونا، وأصبح هذا النمو اليوم أكثر استقرارا ويستمر في منحاه التصاعدي".
ويرجع هذا النمو "بنسبة كبيرة إلى صادرات المحروقات"، حسب المتحدث، الذي أشاد بالجهود الملحوظة في ما يخص تنويع الصادرات خارج المحروقات، مشيرا إلى الرصيد الإيجابي للحساب الجاري منذ 2022 وكذا ارتفاع احتياطات الصرف للجزائر، بما يعادل اليوم 16 شهرا من الاستيراد.
في سياق متصل، اعتبر نائب رئيس البنك الدولي أن مسألة التضخّم تمت السيطرة عليها تماما في الجزائر، لافتا إلى أن الأسعار في السوق الجزائرية تعتبر أرخص بكثير مقارنة بالأسعار في الأسواق العالمية. ونوّه بالتدخلات المختلفة للدولة والموجّهة لدعم وحماية القدرة الشرائية للجزائريين، مؤكدا بأن "السياسة الاجتماعية للدولة هامة في السياق العالمي الحالي، حيث لا نجد الكثير من البلدان التي بإمكانها أن تتدخل بهذا القدر من أجل دعم القدرة الشرائية لمواطنيها".
ومن بين النجاحات التي حققتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، ذكر ديون على وجه الخصوص "انفتاح السوق والتنافسية والاستقرار الاقتصادي الكلي، ما يشكل إطارا ملائما بالنسبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وكذا تطوير البنى التحتية والتطوّر المستمر لعديد القطاعات، على غرار الفلاحة والسياحة والرقمنة والمؤسّسات الناشئة". كما تطرّق إلى جودة الكفاءات الجزائرية خاصة في مجال المحروقات.
وقال ديون بالمناسبة، "وصلت صباح اليوم من حاسي مسعود، مما يدل على الأهمية التي نوليها للجزائر ولتطوّرها الذي يعد أولوية.. لقد تسنى لي الاطلاع على الاستثمارات الطاقوية المذهلة، لاسيما الكفاءة التقنية للجزائريين على مستوى مختلف الحقول النفطية"، مشيدا بيد عاملة جزائرية مؤهّلة وذات كفاءة.
وحرص ممثل المؤسسة الدولية على لفت الانتباه إلى ضرورة تعزيز الجهود في مجال التسويق والاتصال حول هذا التقدّم المحرز، مضيفا "الأرقام تعبّر عن نفسها، لكن لا بد من بذل المزيد من الجهود في مجال التسويق للتعريف بالتقدم الذي أحرزته الجزائر وعلى سبيل المثال، كما قال، هناك أداءات هامة حققتها البلاد في مجال تحلية مياه البحر، لكنها للأسف إنجازات تبقى غير معروفة بالنسبة لكثير من الناس".
وبعد أن ركّز على المكانة الإستراتيجية للجزائر في إفريقيا، دعا السيد ديون السلطات في الجزائر إلى استغلال موقعها الجغرافي من أجل تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية مع دول القارة قصد تعزيز مكانتها فيما يخص التصدير وجذب الاستثمارات والتكنولوجيات الجديدة.
وبحسب توقعاته بالنسبة لإفريقيا فإن الجزائر "لن تكون بمثابة محرّك للتطوّر الاقتصادي فحسب، بل ستساهم أيضا في استقطاب الاستثمارات المباشرة الأجنبية إلى جانب استحداث مناصب شغل نوعية، مع الاضطلاع بمهمة نشر التكنولوجيا عبر القارة الإفريقية".
يذكر أن البنك الدولي أبرز في تقريره الخاص بمتابعة الوضع الاقتصادي في الجزائر لخريف 2024، "الأداء الاقتصادي الهام"، مع نمو قوي خلال السداسي الأول بلغ 3,9%.
وحسب تقرير البنك الدولي فإن هذا النمو "متنوّع ومطرد من خلال قطاع فلاحي صامد"، موضحا أن الجزائر عرفت "تحسنا ملحوظا في استقرار الأسعار بنسبة تضخم قدرت بـ3ر4% خلال التسعة أشهر الأولى لسنة 2024.