وسط إشادة دولية بالتزامها المستمر بهذه القضية
الجزائر تدافع عن ضحايا الألغام المضادة للأفراد

- 107

❊ بلادهان يبرز جهود الجزائر منذ الاستقلال للقضاء على أحد أكبر الموروثات الاستعمارية
❊ فرنسا الاستعمارية زرعت 11 مليون لغم مضاد للأفراد على الحدود الشرقية والغربية
❊ استعراض البرامج الوطنية لمساعدة الضحايا وتلبية احتياجاتهم
نظّمت البعثة الدائمة للجزائر في جنيف، حدثا حول تأثير الألغام المضادة للأفراد على التمتع بحقوق الإنسان، وذلك على هامش الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان، التي تعقد في جنيف من 24 فيفري إلى 4 أفريل 2025، حيث تندرج هذه الفعالية في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الجزائر بشكل فعّال ومنسق على المستويين الإقليمي والدولي بصفتها رائدة في مجال مكافحة الألغام المضادة للأفراد، للحدّ من آثارها السلبية.
ورغم نجاحها بالوفاء بالتزاماتها في مجال إزالة الألغام بموجب اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد - المعروفة باتفاقية أوتاوا - إلا أن الجزائر تظل ملتزمة التزاما كاملا بتعزيز وتنفيذ البرامج الرامية للتكفل الأمثل بالضحايا وبالتوعية بمخاطر الألغام.
وشهد هذا الحدث الذي نظم الثلاثاء الفارط، مشاركة أكثر من 60 دولة وعدد من المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال مكافحة الألغام، وتم تنشيطه من قبل لجنة من الخبراء رفيعي المستوى الذين أثنوا بالإجماع على التزام الجزائر المستمر بهذه القضية، حيث أشادوا لاسيما بنجاح الندوة الإقليمية حول العمل المناهض للألغام، التي عقدت في الجزائر العاصمة في 30 و31 ماي 2023 تحت شعار "من أجل إفريقيا آمنة وخالية من الألغام".
وفي مداخلاتهم، أشار المتحدثون إلى أن قضية الألغام المضادة للأفراد لا تنحصر كونها مسألة نزع السلاح، بل هي مرتبطة ارتباطا وثيقا بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، مشيرين إلى كونها ذات طبيعة تمييزية وغير متناسبة تؤثر على التمتع بالحقوق الأساسية مثل الحق في الحياة والصحة والتعليم والعمل والتنمية.
كما دعا المشاركون إلى تعزيز الالتزام الدولي من خلال تعميم وإعمال الانضمام إلى اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، معربين عن أسفهم لاستمرار استخدام هذه الأسلحة في قتل وتشويه الآلاف من الأشخاص سنويا، فضلا عن عرقلتها لإعادة البناء الاقتصادي وعودة اللاجئين والنازحين داخليا وفقا لاتفاقية أوتاوا، ولإحداثها أيضا آثارا خطيرة تمتد لعقود بعد استخدامها.
وفي مداخلته، تطرّق السفير، الممثل الدائم للجزائر في جنيف، رشيد بلادهان، إلى الجهود التي بذلتها الجزائر منذ استقلالها في عام 1962 للقضاء على أحد أكبر الموروثات الاستعمارية، حيث تم زرع 11 مليون لغم مضاد للأفراد على الحدود الشرقية والغربية الوطنية. كما تطرّق إلى البرامج الوطنية لمساعدة الضحايا التي تمّ تنفيذها لتلبية احتياجات ضحايا وناجين انفجارات الألغام المضادة للأفراد.