ترسيخا لمبادئ التعاون والتضامن الإنساني

الجزائر ترسل شحنة مساعدات إنسانية إلى النيجر

الجزائر ترسل شحنة مساعدات إنسانية إلى النيجر
  • 297
مليكة. خ مليكة. خ

أرسلت الجزائر أمس، شحنة مساعدات إنسانية على متن أربع طائرات نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية إلى دولة النيجر، إثر الفيضانات الأخيرة التي شهدتها البلاد. وذلك "ترسيخا لمبادئ التعاون والتضامن الإنساني مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة".

أوضح بيان وزارة الدفاع الوطني أمس، أن المساعدات الإنسانية تمثلت في مواد غذائية، أدوية ومواد طبية وخيم وأفرشة مقدمة من طرف الهلال الأحمر الجزائري، انطلاقا من القاعدة الجوية بوفاريك بالناحية العسكرية الأولى نحو مطار نيامي بالنيجر، مبرزا بأن هذه العملية تؤكد مرة أخرى، مرافقة الجيش الوطني الشعبي لكل المبادرات الإنسانية والتزامه الدائم في تأدية مثل هذه المهام النبيلة.
وقبل ذلك كانت الجزائر قد أعلنت بتوجيه من الرئيس عبد المجيد تبون، عن تزويد لبنان بالفيول على شكل هبة من أجل تجاوز البلاد لأزمة انقطاع الكهرباء، سيتم تحديد كميتها بناء على المحادثات التي ستستكمل بين الجانبين.
وتعكس هذه الالتفاتة للجزائر حرصها الدائم على الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة في عز أزماتها ماديا ومعنويا، تجسيدا لمبادئ سياستها الخارجية المرتكزة على التضامن وحسن الجوار، ما يضفي النوعية على مواقفها السياسية خاصة فيما يتعلق بدعم قضايا التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
ويجمع متتبعون على أن الجزائر تبقى عنوانا للدعم الثابت للقضايا العادلة بفضل دبلوماسيتها النشطة على مستوى مختلف المنابر الدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث كثيرا ما ذكرت المجتمع الدولي بالتزاماته خاصة في ظل استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب مجازره في حق الفلسطينيين.
كما أن القيم الإنسانية التي دافعت عنها الثورة التحريرية المجيدة، تجعل من الجزائر مرجعا للدفاع عن هذه القضايا ومصدر إلهام لكل الضمائر الحيّة والشعوب الحرّة في العالم، بالنظر إلى دعمها اللامشروط ومناصرتها للشعوب المضطهدة، وفق ما نص عليه بيان أول نوفمبر الذي يقدّس الحرية والدفاع عن الأرض والشرف والدين.
ولم تدّخر الجزائر جهدا في دعم الحركات المناهضة للاستعمار، حيث قامت بأدوار رائدة ومشرّفة من خلال تضامنها مع العديد من دول العالم، خاصة وأنها تعد قبلة للثوار الأفارقة وللمقاومين الفلسطينيين والصحراويين  الذين قرروا السير على خطاها لاستكمال تحرير بلدانهم.
فبالنسبة للقضية الصحراوية تتمسك الجزائر التي عانت من ويلات الاستعمار بالدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، واحترام لوائح الشرعية الدولية باعتبار ذلك "واجبا مقدّسا ومبدأ لا نقاش فيه"، ناضلت من أجله في مختلف المحافل الدولية، حيث سبق للرئيس تبون، أن أكد في عدة مناسبات أنه لن يحيد عن مواقف الدبلوماسية الجزائرية في دعم حركات التحرر في العالم. كما لا تتخلّف الجزائر عن تقديم الدعم المادي للاجئين الصحراويين الذين فروا من ويلات الحرب واستقروا بتندوف.
الأمر ذاته مع أزمة ليبيا، حيث دعا رئيس الجمهورية، في عدة مناسبات إلى الإسراع في أقرب الآجال لإطفاء النار في ليبيا، وإيقاف النزيف بانتخابات تشريعية يشارك فيها كل الشعب الليبي بكل أطيافه، ليخرج قيادة متجذرة في الشعب والتراب الليبيين. وفضلا عن ذلك، مازالت الجزائر تتابع عن كثب تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية بالساحل عموما وفي مالي بصفة خاصة، من منطلق أن استقرار المنطقة يعد دعما لأمنها  الاستراتيجي والقومي.