تحوّلت إلى وجهة للاستثمار الأجنبي .. الحيدوسي لـ"المساء":
الجزائر تسير برؤية واضحة لتنويع اقتصادها وشركائها

- 126

اعتبر الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي أن الديناميكية الاقتصادية التي شهدتها الجزائر في الأيام الأخيرة بتوالي زيارات وفود رجال الأعمال وعقد منتديات ثنائية مع الصين وروسيا والسعودية، وتنظيم صالون إفريقي للأعمال ولقاء مع الاتحاد الأوروبي، دلالات على وضوح رؤيتها الاقتصادية وإشارة لانتهاج الطريق الصحيح لتنويع الاقتصاد والشركاء.
أكد الحيدوسي في تصريح لـ"المساء"، أمس، أن الجزائر أصبحت وجهة لوفود إقتصادية هامة، مشيرا إلى أن ذلك يدل بما لا يدع مجالا للشك، بأن الجزائر تسير في السكة الصحيحة وأن قانون الاستثمار الذي وضع في 2022 أثبت جاذبيته للمستثمرين وأن بيئة الأعمال أضحت مساعدة على الاستثمار بالجزائر. كما أوضح بأن الحركية الاقتصادية المسجّلة في الآونة الأخيرة، تثبت رغبة الحكومة والتزامها بتنويع شركائها الاقتصاديين، تحقيقا للتوازن الدولي بين الأقطاب التي لديها قوة اقتصادية على المستوى الدولي.
وعاد الخبير في هذا الصدد، للتذكير بأهم ما ميز الساحة الاقتصادية، لاسيما توقيع اتفاقيات شراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية سواء في الصناعات الميكانيكية أو الكهربائية، وكذا توقيع اتفاقيات مع متعاملين صينيين وروس وسعوديين بمناسبة احتضان الجزائر لمنتديات رجال الأعمال المشتركة بين الجزائر وهذه البلدان الرائدة اقتصاديا، لافتا إلى أن كل ذلك تمّ وفق مقاربة اقتصادية تعمل بها السلطات وفق مبدأ رابح – رابح وتقف على نفس المسافة من الجميع، ولسان حالها يقول "من يقدّم قيمة مضافة للجزائر سيرحّب به وتفتح له أبواب الاستثمار، لأنه يساهم في رفع قدرات الاقتصاد الوطني".
ولدى تطرّقه إلى الصالون الإفريقي للأعمال بوهران، قال الخبير إنه دلالة واضحة على أن الجزائر تريد أن تكون لها مكانة هامة تليق بمقامها الاقتصادي على مستوى القارة، لأن الأمر يتعلق بثالث اقتصاد في إفريقيا، معتبرا انعقاده بالجزائر دليلا على جاذبية الاستثمار وكذا رغبة السلطات العمومية في مدّ الجسور بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم الأفارقة، لاسيما في بلدان جنوب الصحراء، بغرض تعزيز حجم التبادل والاستثمارات وتمكين الجزائر من رفع صادراتها خارج المحروقات بفضل الشراكات.
وفي حديثه عن مشروع الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي حول الاستثمار المستدام، والذي تمّ الإعلان عن تسجيله لنتائج جيدة ساهمت في الترويج للجزائر كوجهة استثمارية مميزة، أبرز أنه يندرج في إطار إعادة بناء العلاقة مع الاتحاد الأوروبي ضمن مقاربة جديدة، حيث مكّنت زيارات وفود جزائرية إلى عواصم أوروبية بملاحظة استجابة لدى بعض الشركات الأوروبية لنقل التكنولوجيا وعقد شراكات وتوطين استثمارات ذات قيمة مضافة.