ساهمت في ضمان جاهزية آلية قوة إقليم شمال إفريقيا

الجزائر تنجح في إضفاء الخصوصية على حل المشاكل الإفريقية

الجزائر تنجح في إضفاء الخصوصية على حل المشاكل الإفريقية
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون
  • القراءات: 192
مليكة. خ مليكة. خ

دق رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في الرسالة التي ألقاها أول أمس، أمام المشاركين في الاجتماع نصف السنوي السادس بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، ناقوس الخطر إزاء حالات اللاأمن واللااستقرار التي قد تواجه القارة، مسديا جملة من التوجيهات العملية لمجابهة هذه التحديات وفق رؤية مشتركة تحصّن إفريقيا من تداعيات أمنية أثّرت سلبا على تنميتها ورفاه شعوبها.

حرص الرئيس تبون، في كلمته على التذكير بالمبادئ التي قامت عليها المنظمة القارية والتي جعلت من مسألة الأمن هدفا استراتيجيا، فضلا عن الرؤية الثابتة للجزائر التي تؤكد على حل مشاكل إفريقيا من قبل أبنائها دون تدخل الأطراف الخارجية، تفاديا لانزلاقات لا يحمد عقباها، مشددا على قناعة الجزائر بضرورة توحيد الجهود بإمكانيات وقدرات إفريقية بحتة، حيث عرّج في هذا الصدد على آلية قوة إقليم شمال إفريقيا التي تتولى الجزائر رئاستها، وتهدف لتدعيم أركان البنية القارية للسلم والأمن “شريطة توظيفها بشكل جيد حتى تستجيب للتحديات الراهنة”. وانطلاقا من تجربتها الكبيرة في المجال الأمني أعرب الرئيس تبون، عن ثقته بقدرة الجزائر في  إنجاح المهمة الموكلة لها، من خلال استمرار جهودها في تعزيز الجاهزية العملياتية لهذه الآلية الإقليمية الإفريقية وتمكينها من تقديم مساهمة فعلية وفعّالة في حفظ السلم والأمن في إفريقيا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه الجزائر على ضرورة توحيد الجهود المشتركة وتفعيل العمل الجماعي، حيث اغتنمت هذه المناسبة للإشادة  بجهود الدول المنخرطة في إطار هذه الآلية، على غرار جمهورية مصر العربية ودولة ليبيا والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
ويعد تأكيد مفوضية الاتحاد الإفريقي على الجاهزية الكاملة لقدرة إقليم شمال إفريقيا، اعترافا بالجهود التي قامت بها الجزائر في هذا السياق، والتي حظيت بمتابعة خبراء الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة الذين اطلعوا على الإمكانيات العسكرية والمدنية واللوجستية التي تؤهلها للمشاركة في عمليات حفظ السلام على المستوى القاري. وبذلك يكون الاتحاد الإفريقي قد نجح في  تكريس أولى معالم خصوصيته في مجال حفظ السلم، عبر إنشاء هذه الآلية التي ستخفف الضغط عن الأمم المتحدة التي توفد عادة بعثات لحفظ السلام عبر القبعات الزرق والتي لا تفقه في الغالب الأبعاد السياسية والاجتماعية والثقافية للشعوب الإفريقية.

ولطالما رافعت الجزائر من أجل تكريس مبدأ الخصوصية في معالجة الأزمات، مما جعلها تركز جهودها لضمان جاهزية القوة الإفريقية والمضي قدما في التحضير والإعداد للتمرين الميداني المقرر أواخر عام 2024، بخصوص محاكاة عملية نشر بعثة لدعم السلام.
وعليه ركز رئيس الجمهورية، على ضرورة تحديد المفهوم الاستراتيجي للقوة الإفريقية الجاهزة، حيث تكون متّسقة مع عقيدة الاتحاد الإفريقي بخصوص عمليات حفظ السلام، وتوفير الدعم اللازم لها كجزء لا يتجزأ من البنية الإفريقية للسلم والأمن لضمان نجاح المهمة الموكلة لها.

كما يأتي حرص الجزائر على إنجاح هذه القوة، قناعة منها بأنه حان الوقت للقارة التي أثقلت كاهلها النزاعات، أن تفك عن نفسها عقد التراكمات التي سببتها بؤر التوتر وما انجر عنها من انقلابات عسكرية كبحت وتيرة التنمية الاقتصادية وفتحت الباب أمام الأطماع الأجنبية.
ولعل ذلك ما جعلها تولي أهمية للقضايا الإفريقية في مجلس الأمن بصفتها عضوا غير دائم، خاصة وأن 75 بالمائة من القضايا المطروحة على مستواه إفريقية محضة، حيث ستسهم القوة الإفريقية في هذا الصدد بحلها أو الوقاية منها بعيدا عن التدخلات الخارجية. كما أن تمسك الجزائر بضرورة تفعيل هذه القوة ينبع من قناعتها بضرورة جعل إفريقيا شريكا دوليا موثوقا به، يعمل وفق مقتضيات ميثاق الأمم المتحدة  في انتظار تصحيح الظلم التاريخي على القارة فيما يخص تمثيلها على مستوى مجلس الأمن، خاصة وسط عجز المجموعة الدولية عن تحمّل مسؤولياتها في استتباب السلم والأمن الدوليين.