وحدة أبحاث الطاقة تؤكد ارتفاع صادراتها بنسبة 8.4% وتكشف:

الجزائر ثالث أكبر مصدّر للغاز المسال نحو أوروبا

الجزائر ثالث أكبر مصدّر للغاز المسال نحو أوروبا
  • القراءات: 259
 حنان. ح حنان. ح

❊"أوابك": 25.3 مليون طن من الغاز إنتاج الجزائر نهاية 2023

❊الخبير مهماه لـ"المساء": مكانة الجزائر بالسوق الأوروبية دعم للسوق العالمية

❊أرقام الجزائر تؤهّلها لتكون مموّنا رئيسا لأوروبا مستقبلا

حلّت الجزائر ثالثة ضمن قائمة أكبر الدول المصدّرة للغاز المسال إلى أوروبا، بفضل ارتفاع صادراتها بنسبة 8.4%، منتقلة من 5.57 مليون طن في النصف الأول 2023 إلى 6.08 ملايين طن خلال النصف الأول من السنة الجارية.
قالت تقارير دولية إن أوروبا استقبلت غالبية شحنات الغاز المسال الجزائري خلال النصف الأول من 2024، بقيادة كل من تركيا (2.17 مليون طن) وفرنسا (1.56 مليون طن) ثم إيطاليا وإسبانيا (950 ألف طن).
وأشارت إحصائيات وحدة أبحاث الطاقة التي يوجد مقرها بواشنطن، إلى أن ارتفاع صادرات الجزائر نحو أوروبا خلال السداسي الأول 2024، والتي جعلتها تتقدم على قطر، كان مدفوعا بشحنات الربع الأول التي زادت بنسبة 11.2% منتقلة من 2.68 مليون طن في الربع الأول من 2023 إلى 2.98 مليون طن في الربع الأول 2024.
من جهته، أبرز التقرير الخمسون للأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوابك"، أن الطاقة الانتاجية الاسمية للغاز الطبيعي المسال الجزائري في نهاية 2023 بلغت 25.3 مليون طن، ما يمثل 5.3% من الطاقة الإنتاجية العالمية وأكثر من 18% من إجمالي الطاقة الإنتاجية عربيا، فيما قدرت نسبة صادراتها في نفس السنة 4.4%، ما أهّلها لاحتلال المرتبة السابعة على المستوى العالمي.
وجاء في تقرير أوابك أن الجزائر عزّزت حصتها من الغاز الطبيعي المسال في الأسواق الأوروبية، بفضل توريد حمولاتها إلى الميناء العائم الجديد لاستقبال وتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته إلى الحالة الغازية في بيومبينو بايطاليا، متوقعا أن تواصل الجزائر إمداد أوروبا.
في السياق ذكر التقرير باتفاق سوناطراك في جويلية 2023 مع مجمّع "توتال إينرجيز" الفرنسي حول تمديد الالتزامات التعاقدية في مجال بيع وشراء الغاز الطبيعي المسال، إضافة إلى إعلان سوناطراك عن تمديد اتفاقية بيع وشراء الغاز الطبيعي المسال مع "بوتاس" التركية الى غاية أكتوبر 2027.
وتحدث التقرير كذلك عن تعزيز الإنتاج المحلي بالتركيز على إعلان سوناطراك عن تقدم الأعمال الإنشائية في مشروع تطوير حقل "عين تسيلة" بإليزي، الذي يهدف إلى إنتاج 10 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي و1800 طن من الغاز الطبيعي المسال ونحو 1600 طن من المكثفات يوميا.
وفي تحليله للنتائج البارزة، أكد الخبير الطاقوي بوزيان مهماه في تصريح لـ"المساء"، أن هذا التموقع الممتاز للجزائر في السوق الأوروبية والعالمية للغاز المسال، "ليس ظرفيا وليس استجابة لأزمة عابرة في سوق الغاز الدولية"، بل يبرز "تموقعا هيكليا مستداما سيتعزز أكثر في هيكلية آفاق الطاقة العالمية مستقبلا"، مرجعا ذلك لـ"اعتبارات استراتيجية"، ينبني عليها "نموذج الأعمال" لسوناطراك، كما تنبني عليها خطة التطوير المرافقة.
وذكر محدثنا بأن الغاز الطبيعي يشكل حصة مهمة في منظومة الطاقة الجزائرية، بحصة قاربت 67% من إجمالي الإنتاج الطاقوي في السنة الماضية و52% من إجمالي صادرات الجزائر من المحروقات، كما قفزت عائدات صادراته من 31% في 2019 إلى 45% في 2022، مسجلا في السياق أن الجزائر تستهدف مضاعفة حجم صادراتها من الغاز الطبيعي، إلى مستوى 100 مليار متر مكعب في الخمس سنوات المقبلة، وهذا يجعل من التوسع في حجم صادرات الغاز الطبيعي المسال "حتمية"، لأنه يعزّز مكانة الجزائر في سوق الغاز المسال الإقليمية والدولية.
وبالنسبة للخبير مهماه تؤكد قراءة المشهد الطاقوي المستقبلي (خلال 26 سنة القادمة)، وخصوصا ما يتعلق بطبيعة التحوّل الذي ستشهده منظومة الطاقة الأوروبية عموما وسوق الغاز خصوصا (إنتاجا واستهلاكا واستيرادا)، حتمية تطوير الجزائر لصادراتها من الغاز الطبيعي المسال.
ويضع هذا الوضع الطاقوي الجزائر حسب مهماه، أمام خيار تاريخي لتكون مستقبلا المموّن الرئيسي للاتحاد الأوروبي بالغاز الطبيعي، وهو ما يمكنها من أن تصبح "رقما أساسيا ورائدا" ضمن كبار موردي الغاز الطبيعي المسال.