علاقات متينة تستند إلى مرجعيات تاريخية في النّضال

الجزائر ـ زيمبابوي.. تاريخ مشترك وإرادة قوية لتوطيد التعاون

الجزائر ـ زيمبابوي.. تاريخ مشترك وإرادة قوية لتوطيد التعاون
  • 118
ق. س ق. س

❊ التحضير لتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم في مجالات حيوية

تربط الجزائر وزيمبابوي علاقات متينة تستند إلى مرجعيات تاريخية في النّضال المشترك للتحرّر من الاستعمار والدفاع عن قيم التضامن في إفريقيا والعالم، كما تحدوهما إرادة قوية لتعزيز تعاونهما الثنائي في العديد من المجالات. 

وفي هذا الإطار كان رئيسا البلدين السيّد عبد المجيد تبون، والسيّد امرسون منانغاغوا، قد أكدا رغبتهما المشتركة في المضي بالعلاقات الثنائية إلى فضاء أرحب، وإرساء شراكة استراتيجية تقوم على المنفعة المتبادلة وتخدم أهداف التنمية والتكامل الإفريقي.

ومن هذا المنظور تأتي الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الزيمبابوي، إلى الجزائر والتي تشكل مناسبة هامة لتعزيز التفاهم السياسي والتنسيق الثنائي الذي يجمع البلدين اللذين يتمسكان بالحلول الإفريقية لمشاكل القارة ويرفضان كافة أشكال التدخلات الأجنبية والهيمنة والتبعية.

كما ستكون هذه الزيارة أيضا فرصة لقائدي البلدين لتعميق التشاور حول التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مع تأكيد مواقفها المشتركة في دعم نضال الشعوب المستعمرة من أجل حقّها في الاستقلال وتقرير المصير وفقا للشرعية الدولية، وفي مقدمتها الشعبان الفلسطيني والصحراوي.

وكان رئيس الجمهورية، قد أكد لرئيس برلمان جمهورية زيمبابوي السيّد جاكوب موديندا، خلال زيارته للجزائر في ماي 2023، استعداده للعمل مع زيمبابوي خاصة في قطاعات التربية والاقتصاد. وتجسيدا لذلك كلّف رئيس الجمهورية، وزير الطاقة والمناجم بإجراء زيارة عمل إلى هذا البلد في أوت 2023، حيث نقل للرئيس الزيمبابوي، عزم رئيس الجمهورية، على العمل معه من أجل إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستويات أعلى.

وفي ذات المنحى تلقى رئيس جمهورية، في نوفمبر الفارط، رسالة تهنئة من الرئيس امرسون دامبوزو منانغاغوا، بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، أكد له فيها التزامه بمواصلة العمل الوثيق من أجل المضي قدما في تقوية وتعميق وتوسيع أواصر الصداقة والتضامن بين البلدين.

أما في الشق الاقتصادي فمن المنتظر أن يعرف التعاون الثنائي دفعا قويا عقب توقيع البلدين على اتفاقيات جديدة ومذكّرات تفاهم تشمل مجالات استراتيجية. وتحسبا لهذه الزيارة انعقدت الأربعاء الفارط، في الجزائر العاصمة، الدورة الرابعة للجنة المشتركة للتعاون الجزائري ـ الزيمبابوي والتي تجسّد "إرادة صادقة لبناء تعاون إفريقي متوازن وفعّال"، مثلما أوضحته كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج المكلّفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري.

كما يأتي إنشاء مجلس أعمال مشترك بين البلدين ليشكل ـ كما أضافت ـ "أداة محورية لتفعيل التعاون بين المتعاملين الاقتصاديين وتقريب الفاعلين وإصلاح آليات المبادلات التجارية بين الجانبين، كما يرسخ الإطار المؤسسي لتعاون مستدام ومربح للطرفين".

وثمّنت بالمناسبة "التقدم المسجل في مسار التحضير لتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم في مجالات حيوية. من جهته اعتبر السكرتير الدائم للشؤون الخارجية والتجارة الدولية لجمهورية زيمبابوي، ألبرت تشيمبندي، أن اللجنة المشتركة للتعاون الجزائري ـ الزيمبابوي تعد "حجر الأساس في العلاقات بين البلدين، إذ توفر إطارا منظما للحوار والتعاون على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، ومن خلالها يتم تعميق وتوسيع مجالات التعاون وتنسيق الأولويات والمواقف"، كما أعرب عن ‘’امتنانه العميق للجزائر لدعمها المتواصل لبلاده".