بتركيزها على شعار "إفريقيا للأفارقة".. مسؤول بمفوضية الاتحاد الإفريقي:
الجزائر في موقع قيادة لدعم التجارة البينية في إفريقيا

- 148

❊حرص الجزائر على نجاح المعرض تأكيد قوي عن التزامها بالوحدة والتنمية الإفريقية
❊مكانة الجزائر الاقتصادية محور أساسي للتجارة والاستثمار الإفريقيين
❊المعرض أداة استراتيجية لتجسيد ريادة الجزائر وإبراز إمكاناتها الاقتصادية
❊الجزائر توفّر كل الموارد اللوجستية لإنجاح معرض التجارة البينية الإفريقية
أكد مسؤول بمفوضية الاتحاد الإفريقي أنّ احتضان الجزائر للطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، المقرّرة من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، يمثل تأكيدا قويا عن التزامها بالوحدة والتنمية الإفريقية، مبرزا التسهيلات والموارد التي حشدتها البلاد لإنجاح هذا الحدث.
أوضح مدير التنمية الاقتصادية والاندماج والتجارة بالمفوضية، باتريك ندزانا أولومو، في تصريح لوكالة الأنباء، أنّ المعرض يتجاوز كونه تظاهرة اقتصادية ليشكل "خطوة استراتيجية ورمزية" تبرز التزام الجزائر التاريخي تجاه القارة وتركيزها المتجدّد على شعار "إفريقيا للأفارقة".
وفي الوقت الذي يعيد فيه احتضان الجزائر لهذه التظاهرة الاقتصادية "التأكيد على إرثها التاريخي كبلد رائد في نضال القارة من أجل تقرير المصير"، فإنه يضعها في "موقع القيادة لتعزيز التجارة البينية الإفريقية والعمل على تحويل رؤية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف) إلى واقع ملموس".
فضلا عن ذلك، يشكّل المعرض فرصة فريدة بالنسبة للجزائر لعرض قدراتها الإنتاجية وقوتها الصناعية وخبرتها اللوجستية وإمكاناتها التصديرية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة، الفلاحة، الصناعات الصيدلانية والصناعات التحويلية، بما يتماشى مع رؤيتها طويلة المدى لتنويع اقتصادها، يضيف السيد ندزانا أولومو.
وبعد أن ذكر بأن بمكانة الجزائر الاقتصادية "كمحور أساسي للتجارة والاستثمار الإفريقيين، خاصة في إطار منظقة زلكياف"، أكد المدير بمفوضية الاتحاد الإفريقي أن طبعة الجزائر ستكون مناسبة لإبراز بنيتها التحتية اللوجستية المتنامية وقدرتها على تسهيل تدفقات التجارة عبر القارة، مشيرا في هذا السياق إلى المشاريع القارية الكبرى التي أطلقتها الجزائر مثل الطريق العابر للصحراء، أنبوب الغاز العابر للصحراء وشبكة الألياف البصرية العابرة للصحراء.
وعلى العموم، فإن الجزائر -مثلما قال- "تضع نفسها من خلال استضافتها لمعرض التجارة البينية الإفريقية لسنة 2025 ليس فقط كمنظم لحدث كبير، بل كفاعل نشط في دفع الاندماج الاقتصادي الإفريقي"، معتبرا أن الحدث يمثل "أداة عملية واستراتيجية لتجسيد ريادة الجزائر وإبراز إمكاناتها الاقتصادية والمساهمة مباشرة في تحقيق رؤية زليكاف من أجل قارة أكثر تكاملا وازدهارا واستقلالية".
وفي هذا السياق، لفت المدير إلى الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لهذه التظاهرة التي تعد الأكبر في إفريقيا، من أجل إطلاق ديناميكية جديدة للنمو يقودها التكامل التجاري القاري.
وثمّن السيد ندزانا أولومو تعبئة الجزائر لموارد تنظيمية ولوجستية "هامة" لتأمين نجاح الحدث وتحقيق أهدافه، لا سيما من خلال توفير التسهيلات للشركاء الأفارقة وتبسيط الإجراءات الإدارية.
كما أشاد بتحسن مناخ الأعمال في الجزائر، حيث قامت "بتهيئة بيئة شفافة وجاذبة للاستثمار، وهذا عبر قوانين استثمار جديدة تمنح إعفاءات ضريبية وضمانات قانونية للمستثمرين".
واعتبر أن انضمام الجزائر عبر بنكها المركزي مؤخرا لنظام الدفع والتسوية الإفريقي "بابس" يعد "خطوة هامة" لتسهيل المدفوعات بالعملات المحلية وتقليص تكاليفها، وهو ما يتماشى -مثلما أضاف- مع هدف الجزائر في "تعزيز دورها ضمن المنظومة المالية الإفريقية".
ويشكّل معرض التجارة البينية الإفريقية، الذي أطلقه البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك" سنة 2018 بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي وأمانة "زليكاف"، "مبادرة رئيسية لتنشيط التجارة البينية الإفريقية من خلال تشجيع الاستثمار والحوار بين مختلف الفاعلين من أجل دعم التنمية الصناعية والاندماج الإقليمي"، حسب ذات المسؤول.
فبعد تنظيم مصر للطبعتين الأولى والثالثة (2018 و2023) وجنوب إفريقيا للثانية (2021)، تأتي الطبعة الرابعة بالجزائر في توقيت مناسب بالنظر إلى دخول "زليكاف" حيز التنفيذ التجاري وما تحمله من إمكانات لدفع التجارة والاستثمار البيني، يضيف المسؤول ذاته، مؤكدا أن المعرض يشكّل أداة عملية لتسهيل المبادلات، وتمكين التشبيك، التعريف بالمنتجات والعلامات التجارية، التفاعل المباشر مع الزبائن والحصول على معلومات الأسواق.
ويوفّر هذا المعرض الذي سيجمع أكثر من 2000 عارض من إفريقيا وخارجها مع 35 ألف زائر مهني، فضاء للمتعاملين وصناع القرار لعقد شراكات وصفقات يتوقع أن تتجاوز 44 مليار دولار، ما يسهم في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف).
وسيضم المعرض أجنحة متعددة القطاعات تشمل الفلاحة، والصناعة، والطاقة والمالية، مع فعاليات موازية مثل تظاهرة "شبكة إفريقيا الإبداعية- كانكس"، ومساحات مخصّصة للشباب المقاول، بهدف تعزيز الابتكار، والمساهمة في خلق القيمة المضافة وتنويع الاقتصادات الإفريقية.
وأشار السيد ندزانا أولومو إلى أن أهمية السوق الإفريقية التي تفوق قيمتها 3,5 تريليون دولار، تجعل من المعرض منصة محورية ملموسة تكمل الإطار السياسي لمنطقة "زليكاف" من أجل تحقيق أهدافها ومعالجة العراقيل، خاصة الحواجز غير الجمركية.
وأوضح أن المؤتمرات والمنتديات الموازية ستجمع صناع القرار وقادة الأعمال لإيجاد حلول عملية لتبسيط الإجراءات وتوحيد المعايير وتعزيز القدرات المؤسساتية، إلى جانب تثقيف مختلف الفاعلين حول فوائد وآليات اتفاقية "زليكاف".