دشّن أكبر مصنع لتحلية مياه البحر بوهران يسمح بتزويد 6 ولايات غربية.. الرئيس تبون:  

الجزائر قوة ضاربة بإنجازاتها العملاقة

الجزائر قوة ضاربة بإنجازاتها العملاقة
  • 264
ق. س ق. س

❊ بإنشاء مشاريع من هذا النوع نحن أمام مدرسة حقيقية للوطنية 

❊ وصلنا مرحلة الإنجازات العملاقة بسرعة وبأحدث التكنولوجيات 

❊ أنجزنا معجزة لحل مشكل المياه بشركات جزائرية كبرى  

❊ أحيي بإكبار إرادة الرجال التي صنعت المعجزة 

❊ درجة عالية من التحكّم في تحلية مياه البحر سنفيد بها الأشقاء وشعوب أخرى 

❊ المصنع ينتج 300 مليون لتر يوميا ما يبشّر بالتغلّب نهائيا على ندرة المياه 

❊ تدشين 5 محطات لتحلية المياه تباعا وانجاز محطات أخرى 

❊ إنتاج جزء من معدات إنجاز محطات التحلية في أقرب الآجال  

❊ الجزائريون لا تثنيهم الصعاب وكلما وُجدت يواجهونها بعزيمة أكبر

 ❊ مصنع وهران أنجز في 26 شهرا بدل 36 شهرا بفضل عزيمة الرجال  

❊ انتهى عهد "الانجاز خلال 13 سنة" مثلما حدث بملعب تيزي وزو  

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أول أمس، أن الجزائر قوة ضاربة بوصولها إلى مرحلة الإنجازات العملاقة بسرعة وبأحدث التكنولوجيات، مضيفا أن إنجاز مصنع تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض في أقل من 26 شهرا "هو ما يسمى بالجزائر المنتصرة.

أوضح الرئيس تبون، خلال زيارة عمل تاريخية لولاية وهران، أشرف خلالها على تدشين أكبر مصنع لتحلية مياه البحر بالجزائر، الواقع بـ«الرأس الأبيض" بعين الكرمة، أنه "بفضل إرادة الرجال من أبسط عامل إلى أعلى إطار تم رفع التحدي"، قائلا في هذا الصدد "الجزائر المستقلّة.. من أين بدأت وإلى أين وصلت؟ وصلنا إلى مرحلة الإنجازات العملاقة بسرعة وبأحدث التكنولوجيات".

كما حيا رئيس الجمهورية، بالمناسبة بـ«إكبار كل الساهرين على إنجاز هذا المصنع العملاق بداية من أبسط عامل إلى الإطارات والمسؤولين الذين ساهموا كلهم في إنجاز هذه المعجزة التي تتصدى لمشكل المياه بهذا الزخم من الاستثمار والشركات الكبرى التي تبرز مسيرة الجزائر على غرار سوناطراك وكوسيدار"، مضيفا بالقول "لمّا قلت إن الجزائر قوة ضاربة فهي اليوم بالفعل قوة ضاربة".

ونوّه أيضا بـ«التحدّي الذي رفعه هؤلاء العمال والمسيرون والإطارات من خلال عملهم على مدار الـ24 ساعة طيلة أيام الأسبوع"، لافتا إلى أن "التقنيات كانت حديثة غير أنهم كانوا في مستوى التحدي، الأمر الذي جعل الجزائر تبلغ درجة عالية في التحكّم في التقنيات وتكنولوجيات تحلية مياه البحر والتي ستفيد بها الأشقاء وشعوب أخرى"، بفضل إرادة الرجال والتجنيد التام للجميع من أبسط العمال إلى الإطارات والمسيرين.

وأشار إلى أن المصنع ينتج 300 ألف م مكعب من الماء الشروب أي 300 مليون لتر يوميا، ما يجعلنا أمام مدرسة حقيقية للوطنية بعد تمكن الجزائر من إنشاء مشاريع من هذا النوع، وهو ما يبشّر بالخير في مجال التغلّب نهائيا على ندرة المياه. 

واغتنم هذه المناسبة لتوجيه شكره للسلطات الإدارية والتقنية وإطارات سونلغاز التي شاركت في" المعجزة"، ما يعني أن هذه المؤسسة العريقة قامت بنهضة لم يكن يتوقعها الشعب الجزائري، بمساهمتها بنسبة 40 بالمائة في النجاح الفلاحي، قائلا في هذا الصدد "لا أجد الكلمات المناسبة لشكر كل الذين ساهموا في إنجاز هذا المشروع الكبير، فهنيئا للجزائر والجزائريين به".

وأبرز رئيس الجمهورية، أن هذا الانجاز يعد الأول من "سلسلة من 5 محطات سيتم تدشينها الواحدة بعد الأخرى خلال هذه الأيام، على أن تتبع بإنجاز محطات أخرى"، مؤكدا في هذا السياق أنه "كلما تكون هناك فرصة لإنجاز محطة تحلية مياه على شواطئ الجزائر، سنقوم بذلك ولدينا الإمكانيات والرجال" لتجسيدها.

وبذات المناسبة أعرب رئيس الجمهورية، عن أمله في "الشروع في أقرب وقت في إنتاج ولو جزء من معدات إنجاز هذه المحطات لا سيما وسائل تصفية مياه البحر من الملوحة"، معتبرا أن هذا الانجاز "العملاق" الذي يتشرّف بتدشينه هو "تحد"، موضحا أن "الجميع يعرف أن الجزائري والجزائرية ووطنهم الجزائر عامة، كلهم في مستوى التحدي ولا تثنيهم المصاعب التي كلما وُجدت تواجه بعزيمة أكبر".

كما ذكّر رئيس الجمهورية، في هذا السياق بـ«الصعوبات" التي عرفتها الجزائر في حفر الآبار العميقة غداة الاستقلال، وكذا بـ«الوتيرة البطيئة" التي شهدها إنجاز عديد المشاريع خلال الفترات السابقة على غرار ملعب تيزي وزو الذي استغرق انجازه 13 سنة، "ليتجسد بعد تدخل إرادة الرجال الذين وضعوا الحلول لإتمامه ووضعوا حدا للتلاعب بأموال الدولة".

وأكد في هذا الشأن أن جزائر اليوم "تجاوزت هذه المرحلة من خلال إنجاز المشاريع بالسرعة اللازمة والتكنولوجيا الكافية"، مضيفا أن "إنجاز هذا المصنع بوهران تم خلال فترة زمنية قياسية، حيث كان من المفروض أن يستغرق 36 شهرا لكن بتوفر العزيمة والإرادة من أجل الوطن والمواطن تم التوصل إلى تحقيق هذه النتيجة"، في حين جدد شكره وتقديره لكل العمال والمسيرين والتقنيين والإطارات ولكل من ساهم في انجاز هذا المشروع.

وبتدشين رئيس الجمهورية، مصنع تحلية مياه البحر الرأس الأبيض بوهران، تكون الجزائر قد خطت خطوة هامة في تجسيد مخطط يخص منظومة متكاملة من مصانع التحلية مكونة من خمسة مصانع، ما يمثل مثالا حيا عن الجزائر الجديدة القادرة على رفع التحديات بقواها العاملة المحلية وفي وقت قياسي.

وعلى عكس المنشآت التي أنجزت في الماضي والتي كانت تتم بالشراكة مع مؤسسات أجنبية، اكتسى برنامج المصانع الخمسة طابعا وطنيا بإسناده لفروع مجمع سوناطراك ومجمع كوسيدار بالنّظر إلى القدرات التي تتمتع بها المؤسسات الوطنية في مجال الإنشاء والدراسات والهندسة، و التي كانت محل تنويه وإشادة من قبل رئيس الجمهورية، في عديد المناسبات.

وقد مكّنت الكفاءات الجزائرية في إطار مشروع المصانع الخمسة من توفير مالي يقارب مليار دولار للبلاد، بالإضافة إلى ربح الوقت حيث شكل تحديا زمنيا بارزا بحيث تم إنجازه في ظرف قياسي بلغ 26 شهرا، في وقت كانت مشاريع مماثلة في الماضي تستغرق أكثر من 10 سنوات دون أن تكتمل متسببة في خسائر مالية جسيمة للخزينة العمومية.

ويجسّد هذا المشروع أيضا نموذجا جديدا للتنمية في الجزائر، يعكس ديناميكية "الجزائر الجديدة" القائمة على الكفاءة والتخطيط المحكم بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية في أقصر الآجال وبأقل التكاليف ـ حسب أحد المراقبين ـ وهو قابل للربط بهدف التوزيع مع ست ولايات غرب البلاد، حيث شرعت الجزائرية للمياه، في تزويد ساكنة وهران بالمياه من هذا المصنع بالتدريج منذ أول أمس.

يذكر أن مراسم تدشين هذا المصنع الذي جاء تجسيدا لالتزام رئيس الجمهورية، أمام المواطنين بتزويدهم بالماء الشروب في وهران قبل رمضان، جرت بحضور الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، و وزير الري طه دربال.