وزيرا خارجية البلدين في ندوة صحية مشتركة بموسكو
الجزائر وروسيا ترفضان لغة الدبابات والمدافع في ليبيا

- 612

أكدت الجزائر وموسكو، أمس، استعدادهما لتوسيع الشراكة لتشمل كافة المجالات عبر تكثيف التنسيق بين وزارتي خارجيتي البلدين لاستكمال العمل والتوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية في مجال الاستخدام السلمي للفضاء والتعاون في مجال مكافحة الإجرام المنظم وكذا تبادل افتتاح المراكز الثقافية والاعتراف المتبادل بشهادات التعليم، في حين اتفق البلدان على توطيد التواصل بينهما بشأن الملف الليبي والالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين التي أقرها مجلس الأمن الدولي.
أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، في ندوة صحافية مشتركة، عقدها أمس الأربعاء، بمعية وزير الشؤون الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في إطار زيارته لموسكو، استعداد الجزائر "لتوسيع الشراكة واستعمال الآليات الموجودة لتوطيد علاقاتها مع روسيا واستحداثها في كافة المجالات"، مذكرا بالمناسبة بالمكالمة الهاتفية الأخيرة بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث جدد الطرفان رغبتهما في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
وثمن وزير الشؤون الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من جهته، مستوى العلاقات الثنائية بين بلاده والجزائر، مشددا على ضرورة دفعها إلى الأمام لاسيما عبر تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري لكونها تساهم في دفع التعاون في هذا المجال إلى مستوى أعلى، مشيرا إلى "انخفاض حجم المبادلات التجارية خلال النصف الاول من السنة الجارية بسبب جائحة كورونا".
ضرورة العودة إلى الديناميكية الإيجابية
وتطرق الجانبان خلال محادثاتهما إلى "سبل تصحيح" هذه الوضعية وضرورة العودة إلى الديناميكية الايجابية في نمو العلاقات التجارية، عبر "تنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية لاسيما في مجالات الطاقة، النقل
والصيدلة". وفي هذا الصدد أشار السيد لافروف إلى انعقاد دورة اللجنة المشتركة بين البلدين بعد توفر الظروف الصحية.
وفي سياق متصل، شدد رئيس الدبلوماسية الروسية على "الدور الإيجابي" للجنة الحكومية المشتركة للتعاون العسكري والفني التي "من المفترض أن تعقد دورتها الجديدة في النصف الثاني من السنة الجارية".
لا حل عسكري في ليبيا..
على الصعيد الدولي، شدد السيد بوقدوم على أنه "لا حل عسكري في ليبيا وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي"، مضيفا أنه لا حل للأزمة الليبية بلغة الدبابات والمدافع، بل حلها يكون عبر الحوار والعودة إلى طاولة المفاوضات بين جميع الاطراف الليبية. وتوجه رئيس الدبلوماسية في هذا الصدد بالشكر للوزير الروسي على دعمه لمساعي دول الجوار وجهودها من أجل حل الأزمة، مشيرا إلى أن الجزائر دأبت منذ سنوات على عقد اجتماعات مع دول الجوار المباشرة الأخرى (تونس مصر)، كما فتحت حوارا مع بداية السنة الجارية مع دول الجوار الكبير الجوار (الليبي- الافريقي)، مضيفا "الجزائر على مسافة واحدة من جميع الاطراف في ليبيا".
تطابق مخرجات برلين ومساعي الجزائر
من جهة أخرى، تطرق بوقدوم إلى مؤتمر برلين ومخرجاته حيث أكد أنه "لا فرق بين هذه الاخيرة والمساعي الجزائرية لحل الازمة الليبية"، قائلا في هذا الصدد "الجزائر دعمت وأيدت مخرجات المؤتمر الذي شارك فيه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون". وقد "وافقنا على المحاور الاربعة وما يهمنا هو أن نستأنف في هذا العمل لإيجاد الحل السياسي". مضيفا "قناعتنا أنه لا حل عسكري في ليبيا والحل الوحيد هو الحل السياسي".
لافروف: الجزائر لعبت دورا هاما في مؤتمر برلين
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي أن الجزائر لعبت دورا هاما في مؤتمر برلين، متأسفا في الوقت ذاته لعدم جلوس كافة أطراف النزاع بليبيا إلى طاولة المؤتمر، كون هذا الأخير حدد الخطوات المناسبة للتسوية وأن ترتيب هذه الخطوات ومواعيدها لا تزال مطلوبة ومناسبة، في حين أشار من جهة أخرى إلى عدم وجود خارطة طريق ثنائية روسية - جزائرية مخصصة للازمة الليبية.
وإذ أكد أن بلاده تتواصل مع الجزائر بشأن حل الأزمات في المنطقة بالطرق السياسية، أعرب لافروف عن أمله في أن تلعب دول الجوار (مصر والجزائر وتونس) "دورا نشطا في تسوية الأزمة الليبية" لأن أمنها القومي -كما قال- متعلق بالاستقرار في ليبيا.
ودعا وزير الشؤون الخارجية الروسي إلى وقف فوري لإطلاق النار ولكل العمليات القتالية في هذا البلد للانطلاق بعدها في حوار وطني سياسي شامل للخروج من الأزمة، قائلا في هذا الصدد "لقدد شددنا في اتصالاتنا مع كل الاطراف الليبية ومع جيران ليبيا ومع دول الاخرى والفاعلين الدوليين على وقف اطلاق النار ووقف كل العمليات القتالية.
كما شجب الوزير الروسي النتائج المدمرة التي خلفها التدخل العسكري لحلف الناتو بليبيا عام 2011 والتي كانت من نتائجه "انتقال الارهابيين إلى الدول الافريقية وتهريب الاسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية"، ليستطرد بالقول "كل هذه الظواهر تشكل تحديات للأمن القومي لدول الجوار".
entv