اعتبر المؤتمر القاري للمؤسّسات الناشئة تجسيدا لالتزامها بالعمل المشترك.. الرئيس تبون:
الجزائر وفية لروح التعاون والتضامن الإفريقي
- 231
❊ بناء شراكات إستراتيجية تساهم في كسب رهان التنمية المستدامة بالقارة
❊ إرساء أسس منظومة قارية قوامها الابتكار والتكامل والاستغلال الأمثل لقدراتها
❊ لا مناص من إدماج الذكاء الاصطناعي في مسارات لتوطيد اقتصاد المعرفة
❊ توسيع مجالات ريادة الأعمال وانتشار المؤسّسات الناشئة كرافعة للاقتصاد المعاصر
❊ التأسيس لنظام بيئي قاري متكامل يشمل التكوين والتمويل والاستثمار في البنى التحتية
❊ الجزائر قطعت أشواطا معتبرة منذ 2020 لإرساء مقوّمات اقتصاد المعرفة
❊ تحفيزات غير مسبوقة لفائدة الراغبين في الاستثمار في هذا المجال
❊ الجزائر تتبوأ موقعا رياديا في إفريقيا بفضل الإصلاحات الشاملة والجذرية
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، أن احتضان الجزائر للطبعة الثالثة للمؤتمر الإفريقي للمؤسّسات الناشئة، يعبر عن وفائها لروح التعاون والتضامن الإفريقي، كما يندرج ضمن تجسيد التزامها بالعمل الإفريقي المشترك.
اعتبر رئيس الجمهورية، في كلمة له، قرأها نيابة عنه، الوزير الأول، نذير العرباوي، خلال افتتاح أشغال الطبعة الثالثة للمؤتمر الإفريقي للمؤسّسات الناشئة، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة، أن هذه المناسبة تتيح فرصة لالتقاء جيل جديد من بناة نهضة إفريقيا، الحاملين راية أسلافهم الذين رفضوا الاستعلاء والظلم، بالثورة على الاستعمار ومناهضة الهيمنة، لتبقى تضحياتهم شاهدة على التكلفة الدامية، التي دفعتها إفريقيا لتعيش شعوبها حرة سيدة ومتضامنة، موضحا أن اللقاء أصبح موعدا قاريا لتأكيد الالتزام الإفريقي برفع رهانات المستقبل، وإرساء أسس بناء منظومة قارية قوامها الابتكار والتكامل من أجل الاستغلال الأمثل لقدراتها وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي.
وشدّد السيد الرئيس، على أن إفريقيا الجديدة الناهضة، الوفية لتضحيات أجيال من الوطنيين والمقاومين في ربوع القارة، تلهم الأجيال الصاعدة القدرة على رفع التحديات، مشيرا إلى أن هذه الأجيال تتجه إلى المستقبل بطموح الواثق في صناعة النجاح، والمؤهّل للتحكم في تكنولوجيا العصر، باقتحام ميادينها الأكثر تعقيدا، كالذكاء الاصطناعي، مؤكدا في هذا الصدد بأنه لا مناص من إدماج الذكاء الاصطناعي الصناعي - الذي يعد محور الطبعة الثالثة للمؤتمر- في مسارات توطيد اقتصاد المعرفة، وتوسيع مجالات ريادة الأعمال، ونطاق انتشار المؤسّسات الناشئة، "كرافعة ارتكازية للاقتصاد المعاصر، ضامنة للنجاعة والمردودية الاقتصادية، مثلما ثبت ذلك في اقتصادات الدول المتطوّرة".
وأشار الرئيس تبون إلى أن الهدف من هذا المؤتمر يتجاوز فكرة تنظيم أكبر تظاهرة تكنولوجية في القارة الإفريقية، إلى التأسيس لنظام بيئي قاري متكامل يشمل التكوين والتمويل والاستثمار في البنية التحتية، وتكييف البيئة التشريعية المشجعة على الابتكار.
كما اعتبر السيد الرئيس أن هذا المؤتمر يشكل "منصة محورية تجمع الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين والمبتكرين للتواصل وتبادل الأفكار، وبناء شراكات إستراتيجية، تساهم في تحويل التحديات التي تواجهها قارتنا إلى فرص للنجاح وكسب رهان التنمية المستدامة، وهو ما ينسجم مع أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063"، مجدّدا "الالتزام بإرادة إفريقية صادقة وقوية لدعم مخرجات هذا المؤتمر في سبيل أن تكون إفريقيا جزءا فاعلا في التحوّلات العالمية ومواكبة بجدارة للاقتصاد العالمي".
وبالمناسبة، أبرز رئيس الجمهورية، الأشواط المعتبرة التي قطعتها الجزائر في ظرف قصير، منذ 2020، لإرساء المقوّمات المطلوبة لاقتصاد المعرفة، مشيرا إلى التحفيزات غير المسبوقة التي تم إقرارها لفائدة الراغبين في الاستثمار، لا سيما الشباب، لتجسيد مشاريعهم وتحويل ابتكاراتهم إلى إنجازات ملموسة تساهم في خلق الثروة وتمكن من رفع التحديات في مختلف المجالات.
وأكد أن هذه التجربة "مكّنت الجزائر من تبوّء موقع ريادي في إفريقيا، وذلك بفضل الإصلاحات الاقتصادية الشاملة والجذرية التي جعلت من المؤسّسات الناشئة قاطرة أساسية في مسار الإنعاش الاقتصادي، تحظى بمرافقة دائمة وتشجيع مستمر"، وذكر بأن أبرز علامات هذه المرافقة اعتماد صندوق خاص لدعم المؤسسات الناشئة، وخلق جسور للتواصل بين مؤسّسات التكوين والبحث وعالم الأعمال، فضلا عن استحداث عدة مؤسّسات لتثمين التكوين في الميادين ذات الصلة بالابتكار، "لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحظى اليوم باهتمام متزايد، كما يشهد به اختياره كشعار لهذه الطبعة".