نوه بنجاعة التمويل الذي تنتهجه في مجال الإسكان الميسر.. ربانة:
الجزائر يمكنها لعب دور القاطرة لدول المنطقة في مجال السكن

- 150

❊ تجربة الجزائر في كيفية الاستجابة للطلب على السكن يحتذى بها
❊ برنامج الأمم المتحدة يطمح في المستقبل القريب لتوسيع نشاطه في الجزائر
❊ بنك "شيلتر إفريقيا" يعتزم إنشاء مركز امتياز في مواد البناء بالتعاون مع الجزائر
أكدت مديرة مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بتونس، عيدة ربانة، أول أمس، بالجزائر العاصمة، أن تجربة الجزائر في مجال الإسكان تعد مثالا يحتذى به في كيفية الاستجابة للطلب القوي على السكن، معربة عن عزم الهيئة الأممية توسيع تعاونها مع الجزائر في المستقبل القريب.
أوضحت ربانة في تصريح لـوكالة الأنباء على هامش أشغال الجمعية العامة الـ44 لبنك التنمية "شيلتر إفريقيا"، التي شاركت فيها ممثلة عن الأمينة العامة للبرنامج، أن هذا الأخير "يتابع الجهود الهائلة التي تبذلها الجزائر في مجال تطوير السكن، وهو أمر يبعث على الإعجاب، ويعد مثالا يحتذى به في كيفية الاستجابة للطلب القوي على السكن"، منوهة بنجاعة التمويل الذي تنتهجة الدولة الجزائرية في مجال السكن الميسر، مشيرة إلى أنه لا يمكن بناء سكن بطريقة استراتيجية ومنتظمة، وفقا لكل المعايير المنصوص عليها في الأهداف الأممية دون تمويل مناسب.
وأضافت أن البرنامج الأممي يطمح في المستقبل القريب لتوسيع نشاطه في الجزائر، بمعية السلطات المحلية، ليكون أكثر فعالية، مع إمكانية إنشاء مكتب في الجزائر، بهدف تعميق التعاون و«الاستفادة من التجربة الجزائرية كنموذج يمكن استنساخه في دول أخرى، وتحسين جمع البيانات بالجزائر فيما يتعلق بالسكن الميسر وسبل تمويله، وهو إطار يمكن للجزائر أن تلعب فيه دور القاطرة لدول المنطقة".
موضحة أن اجتماع الدول الإفريقية خلال الجمعية العامة لبنك التنمية "شيلتر إفريقيا" يندرج ضمن أهداف التنمية المستدامة في آفاق 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة، حيث سيتم إجراء أول تشخيص للوضع الراهن للسكن الاجتماعي والميسر، مما يجعله عاملا محفزا لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الذي يسعى لدعم كل المبادرات التي من شأنها توفير سكن اجتماعي ميسر للجميع.
واعتبرت ذات المسؤولة أن السكن الميسر ليس مجرد توفير أراض، بل هو ضمان طابع ملائم للسكن، الذي يجب أن يتماشى مع خصوصيات كل بلد وثقافة شعبه، وهو ما بدأت الدول الإفريقية تجسده، وتسعى لتوفير التمويل في سبيله، داعية الدول الإفريقية إلى الاعتماد على تمويلات متعددة الأطراف لإنجاز مشاريع السكن، لا سيما من مؤسسات مثل البنك الإفريقي للتنمية، وبنك "شيلتر إفريقيا"، التي تعملان ضمن تعاون وثيق مع الحكومات الإفريقية، وتملكان تشخيصا دقيقا للوضع في كل دولة.
كما دعت الحكومات إلى الاضطلاع بدورها كجهات مسؤولة عن إيجاد حلول لإسكان الفئات الهشة، من خلال التمويل المباشر للمشاريع أو الحصول على قروض بفوائد منخفضة لتلبية الطلب المتزايد على السكن.
ودعا المشاركون في اختتام الجمعية العامة الـ44 لبنك التنمية "شيلتر إفريقيا"، المنعقدة بالجزائر العاصمة، إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال السكن، خاصة فيما يتعلق باستخدام مواد البناء المحلية وتنويع آليات التمويل.
وأوضح المدير العام للبناء ووسائل الإنجاز بوزارة السكن والعمران والمدينة، رضا بوعريوة، أن التوصيات ركزت على "أهمية استنساخ التجربة الجزائرية الرائدة في الإسكان والعمران وتكييفها مع خصوصيات كل بلد"، مشيرا إلى أن الرؤية الاستراتيجية للجزائر تقوم على تعزيز الشراكة الإفريقية وتجسيد بعد تنموي حقيقي على مستوى القارة.
بنك "شيلتر إفريقيا" يعتزم إنشاء مركز امتياز في مواد البناء
كما أعلن المدير العام لبنك التنمية "شيلتر إفريقيا"، ثيرنو حبيب هان، أن البنك يعتزم إنشاء مركز امتياز في مجال مواد البناء بالتعاون مع الجزائر، بهدف نقل خبرتها في هذا المجال إلى باقي الدول الإفريقية، وأوضح في تصريح لـوكالة الأنباء على هامش أشغال الجمعية العامة الـ44 للبنك، التي احتضنتها الجزائر من 15 إلى 17 جويلية الجاري، أن هذا المركز "يهدف إلى نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى البلدان الإفريقية في مجال مواد البناء، "مبرزا أن هذه المبادرة ستتيح للشركات الجزائرية تصدير خبراتها ومنتجاتها نحو الأسواق الإفريقية.
وبخصوص استراتيجية البنك للفترة المقبلة، أكد السيد هان أن الأولوية تتمثل في معالجة عجز السكن على طول سلسلة القيمة، لتقليص العجز المقدر بـ 52 مليون وحدة سكنية في القارة، وهو ما يتطلب تمويلا يفوق 1000 مليار دولار، مشيرا إلى أن البنك باعتباره مكلفا من طرف الدول الإفريقية عبر الاتحاد الإفريقي، سيعمل على تعبئة الموارد المالية-سواء كانت ميسرة أو غير ميسرة-لصالح هذه الدول في قطاع السكن والتنمية الحضرية.