يواصل مسيرة التطوير في ظل التحديات الجيو-سياسية والتنموية

الجيش.. حصن السيادة ودرع الأمان

الجيش.. حصن السيادة ودرع الأمان
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني
  • 147
زين الدين زديغة زين الدين زديغة

❊ مواكبة متطلبات الدفاع استجابة لرهانات الحاضر وتحديات المستقبل

❊ إرساء قاعدة صناعية متينة والحفاظ على الجاهزية القصوى للقوات المسلحة

❊ تكوين احترافي للعنصر البشري وتكيف مع حروب الجيل الخامس

يبرز دور الجيش الوطني الشعبي، كركيزة أساسية في الحفاظ على السيادة الوطنية وضمان الاستقرار والأمن، داخل حدود البلاد وفي محيطها الإقليمي، في ظل وضع جيو-سياسي متوتر ومتلقب، وهذا من خلال قدراته العملياتية وعقيدته الدفاعية، مع اعتماد العصرنة والتطوير لتحقيق الجاهزية، من أجل مواكبة متطلبات الدفاع العصري استجابة لرهانات الحاضر وتحديات المستقبل.

يفتح الاحتفال باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الموافق لـ4 أوت من كل سنة، المجال للتأمل في إنجازات ومسيرة المؤسسة العسكرية من الاستقلال إلى مرحلة البناء والتطوير والدفاع عن الجزائر وأمنها وحدودها، وصد محاولات استهدافها، في خضم وضع جيو-سياسي إقليمي ودولي متسم بالتوترات والتحولات.

ويعمل الجيش الوطني الشعبي على التأقلم مع التطورات التي طرأت في المجال العسكري، عبر السعي لإرساء قاعدة صناعية متينة والمحافظة على الجاهزية التامة للقوات المسلحة والعصرنة وضمان تكوين احترافي للعنصر البشري، وكذا التكيف مع حروب الجيل الخامس وتهديدات الأمن السيبراني، دون أن يغفل دوره الاجتماعي التنموي.

وفي هذا السياق، يقوم الجيش الوطني الشعبي بمهامه على مختلف الأصعدة، متكيفا مع التطورات والتغيرات الحاصلة، في ظل حرص السلطات العليا في البلاد على توفير الوسائل البشرية والمادية لتطوير وتعزيز قدرات الدفاع الوطني لهذه المؤسسة التي تؤدي مهامها الدستورية على جميع الأصعدة (الأمنية والاقتصادية والإنسانية)، مع حضور ميداني مشهود له في عدة مجالات.

وفي هذا الإطار، يعكس التحضير القتالي الجيد للجيش الوطني الشعبي درع الأمة وحامي السيادة الوطنية، والتطور الذي أحرزه في سبيل أداء مهامه، النتائج النوعية التي يحققها في مجال حماية الحدود ومحاربة الإرهاب ومختلف أشكال الجريمة المنظمة من تهريب وهجرة، معتمدا على التجهيز بالمعدات الحديثة والعصرنة والتحضير القتالي الدائم والاعتماد على مورد بشري كفء. ويجدر التذكير بأن الجيش الوطني الشعبي سجل حضوره في مختلف المراحل والأحداث التي مرت بها البلاد، انطلاقا من مسيرة التحرر ثم البناء والتطوير بعد الاستقلال. 

ومن هذا الباب فقد أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في عديد المناسبات أن "السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قوي مهاب واقتصاد متطور"، كما أشار، في إحدى مقابلاته الإعلامية، إلى أن منبت الجيش الوطني الشعبي ومكانته لدى الشعب معروفة، موضحا "أن الامتداد التاريخي والشعبي للجيش الوطني الشعبي، دائما ما كان السمة التي تميزه عن باقي الجيوش، وأن الشعب الجزائري أثبت مدى إدراكه لقيمة جيشه".

وهو ما أكد عليه أيضا، الفريق أول، السعيد شنقريحة، لما قال إن "جيشنا الوطني المنبت، الشعبي الجذور، الذي يعمل في ظل توجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، يدرك تمام الإدراك حجم التحديات التي يجب رفعها، والرهانات التي يتعين كسبها، في ظل التطورات المستجدة الحاصلة في محيطنا الإقليمي والدولي، ويعي جيدا انعكاساتها على أمن واستقرار بلادنا".

الانخراط في مسعى بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع

وبالحديث عن الدور الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، فقد أولت السلطات العليا في البلاد عناية لترقية الصناعات العسكرية في إطار مسعى بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع للدفاع عن سيادة الجزائر، حيث حققت المؤسسة العسكرية إنجازات معتبرة في هذا المجال، كما تسعى لاكتساب التكنولوجيا والخبرة لتجديد وتحديث العتاد العسكري وعصرنته وتوفير مستلزماته، دون إغفال جانب التكوين العلمي والتقني للإطارات والمستخدمين.

وعليه يبقى هدف تطوير القوات المسلحة وتدعيم قدراتها القتالية على سلم أولويات القيادة العليا للجيش، بهدف وضع أسس لقاعدة صناعية متينة للتقليل من الاعتماد على الخارج، وهو ما تجلى في خيار إنشاء مؤسسات ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للمؤسسة العسكرية، للعمل على تلبية احتياجات الجيش والسوق الوطنية.

عناية بالعصرنة واستعداد لحروب الجيل الخامس

وللاستجابة للتهديدات الحديثة، يولي الجيش الوطني الشعبي أهمية كبيرة لأمن الأنظمة المعلوماتية والاستشراف والاستعداد لحروب الجيل الخامس، حيث يعد الأول مجال حساس وحيوي للدولة، فيما يمثل الثاني فضاء هاما جدا في سياق جيو-سياسي دولي وإقليمي يتسم بالتحول وتعقد الأزمات وتشابك التهديدات والمخاطر، إذ يواصل الجيش مجهودات التطوير لمواجهة التهديدات السيبرانية ويساهم في وضع استراتيجية وطنية في المجال الرقمي.

دور إنساني وتنموي يدعم الحضور الميداني

وبالحديث عن الدور الإنساني للجيش الوطني الشعبي، فقد اضطلع منذ الاستقلال بأدوار اجتماعية كرست حضوره الميداني، وتجسد ذلك عبر عمليات التشجير والإنقاذ والتكفل بالمنكوبين وغيرها، إلى جانب تعدد الإنجازات التنموية، حيث ساهم في بناء القرى النموذجية ومختلف مرافقها الحيوية، وشق الطرق وربط أعمدة الكهرباء، وجسد صورة للتلاحم مع الشعب من خلال تقديم المساعدة أثناء الأزمات على غرار الحرائق والتقلبات الجوية.