مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة لـ"المساء":
الحيوانات لا تنقل فيروس كورونا للإنسان
- 2551
طمأن مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، كريم بوغانم، المواطنين بخصوص تنقل فيروس كورونا من الحيوان إلى الإنسان، بالتأكيد على أن الحيوانات ليست ناقلة لهذا الفيروس، مشيرا في تصريح لـ "المساء" إلى أن فيروس كورونا معروف وسط الحيوانات وخاصة لدى الدواجن والقطط، ولذلك هناك معقمات خاصة للحد من انتشاره، "غير أن البيانات العلمية الخاصة بالمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، تؤكد في مجملها أن الحيوانات لا تنقل الفيروس للإنسان، فيما يمكن في المقابل أن ينقل الإنسان المصاب، العدوى إلى الحيوان، حيث سجلت 4 حالات من هذا القبيل، منها حالتان في هونغ كونغ وحالة في بريطانيا وحالة بالولايات المتحدة الأمريكية..".
وحسب مدير المصالح البيطرية، فإن حالات الاصابة المسجلة في الخارج تخص قطا واحدا وكلبين وأنثى نمر بإحدى حدائق الحيوانات بالولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن ما يطمئن المواطن هو أن الحيوانات المصابة هي ضحايا فقط كونها غير معدية، وذلك بشهادة المختصين الذين قاموا بعدة تحاليل مخبرية على هذه الحيوانات المصابة، فيما لا تزال المنظمة العالمية للصحة الحيوانية تواصل عمليات المراقبة وترسل تقارير علمية يوميا إلى كل الدول.
وبالنسبة لوضعية الصحة الحيوانية في الجزائر، أكد بوغانم أن كل الحيوانات الأليفة بصحة جيدة بشهادة التقارير البيطرية، سواء تلك الخاصة بالقطاع العام أو الخاص، مشيرا في نفس السياق، إلى أن حالات الإصابة المسجلة عبر عدد من دول العالم هي حالات نادرة.
من جانب آخر، وفيما يخص التحضيرات المرتبطة بشهر رمضان، الذي يكثر فيه الطلب على اللحوم بمختلف أنواعها، أشار ممثل الوزارة إلى أن الثروة الحيوانية المحصاة لدى الموالين تغطي طلبات السوق الوطنية، خاصة بالنسبة للحم الخروف والدواجن بمختلف أنواعها، (الدجاج والديك الرومي)، مع العلم أن عدد رؤوس الغنم بلغ 28,5 مليون رأس، ما جعل وزارة الفلاحة تمنع كل عمليات استيراد لحوم الأغنام، مهما كان شكلها لحماية نشاط تربية المواشي.
في المقابل، تم إحصاء 1,8 مليون رأس من البقر، وبالنظر لارتفاع الطلب على هذه اللحوم في شهر رمضان وموسم الصيف الذي يتزامن مع تنظيم الأعراس والولائم واستقبال عدد كبير من أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر، تم، حسب السيد بوغانم، تنظيم عمليات استيراد لحوم طازجة وأخرى مجمدة، علما أن عملية تسليم التراخيص تخضع لمجموعة من الشروط، أهمها تخص طبيعة البلد الذي يتم استيراد اللحوم منه، مع إثبات احترام الشريعة الإسلامية في عملية النحر.
وتسهر الفرق البيطرية عبر النقاط الحدودية، على مراقبة كل أنواع المنتجات الغذائية التي تدخل التراب الوطني، حيث لم تمنع إجراءات الحجر الصحي البياطرة من النشاط بشكل عادي، تقوم خلاله بإرسال عينات من المنتوج المستورد إلى مصلحة خاصة بمعهد باستور لإتمام عمليات التحليل والتأكد من سلامة البضاعة، مع الإشارة في هذا الصدد إلى أنه بالرغم من العمل الجبار الذي يقوم به عمال هذا المعهد، في إطار مكافحة فيروس كورونا، فإن ذلك لم يؤثر على عملهم مع المصالح البيطرية، يقول مدير هذه المصالح بوزارة الفلاحة.
على صعيد آخر، كشف بوغانم أن مصالح الوزارة تعمل اليوم على تغيير ثقافة الاستيراد من خلال استبدال عمليات جلب لحوم معبأة ومجمدة بالرفع من واردات الأبقار والثيران الموجهة للتسمين، من منطلق أن المعاملة التجارية الأولى، لا يستفيد منها القطاع الفلاحي كونها معاملة تجارية، يبقى الشك دائما قائما في إطارها بالنسبة لنوعية وجودة اللحوم، ولذلك تقرر تحويل اهتمام الموردين من اللحوم المجمدة إلى جلب ثيران مخصصة للتمسين، وهي العملية التي تتطلب 6 أشهر وتخلق قيمة مضافة للمربين وكل الفاعلين في القطاع، من خلال فتح مناصب شغل جديدة والرفع من رؤوس الأبقار داخل الاسطبلات، مع تفعيل ديناميكية في عمل المذابح.
ولبلوغ هذا الرهان، تدرس وزارة الفلاحة بالتنسيق مع وزارة المالية إمكانية اقتراح تحفيزات جديدة للمتعاملين الاقتصاديين في هذا المجال في قانون المالية التكميلي، تشمل تخفيض الرسوم الجمركية والضريبية على الثيران موجهة للتسمين.
52 ألف طن من اللحوم الحمراء المحلية لشهر رمضان
وفيما يخص عملية التموين خلال شهر رمضان الكريم، كشف بوغانم عن تخصيص 52 ألف طن من المنتوج المحلي من اللحوم الحمراء، مع دعم هذه الحصة بـ44 ألف طن من لحوم البقر المجمدة، تم استيرادها في الأشهر الأخيرة، بالإضافة إلى 12 ألف طن من لحم البقر الطازج، ناهيك عن استيراد 20 ألف ثور، منها 12 ألف ثور، محل تسمين تحسبا لتلبية طلبات السوق خلال الشهر الكريم.
كما أشار محدثنا إلى أن هناك متعاملين سيستوردون خلال الأسبوع الجاري 3900 ثور موجه للذبح، من أجل تموين مختلف القصابات في أولى أيام الشهر الفضيل بلحوم طازجة محلية. وعليه فمن ناحية العرض، يقول ممثل الوزارة، سيتم تموين الأسواق بمختلف أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء بنفس الكميات التي خصصت لشهر رمضان في السنة الفارطة.