تفقد المصابين بكورونا، ثمن جهود مهنيي القطاع وطمأن الجزائريين
الرئيس تبون: الوضع تحت السيطرة
- 1118
طمأن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، الجزائريين بالتأكيد بأن الوضعية الوبائية التي تسبب فيها تفشي فيروس كورنا "كوفيد19" تحت السيطرة، مشيدا بإرادة وتكاتف جهود جميع الأطراف لمواجهة هذا الوباء، وإذ أعلن عن إنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي في أقرب الآجال، بغرض إعادة هيكلة قطاع الصحة، تعهد رئيس الجمهورية بمناسبة زيارته الميدانية إلى عدد من المؤسسات الصحية بالجزائر العاصمة، بإعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية والعمل على تحسين ظروف مهنيي القطاع، مثمنا جهودهم في مجابهة وباء كورونا.
وقال الرئيس تبون، خلال زيارة العمل التي قادته إلى عدد من مؤسسات قطاع الصحة بالعاصمة "إننا مسيطرون على الوضع. وقد واجهنا هذا المرض بفضل الإيمان والإرادة". كما طمأن المواطنين بخصوص إمكانيات الجزائر لمواجهة الوباء "إذا ما تطور"، سواء من حيث الأدوية أو الأسرة، متوقعا "الخروج من هذا النفق نهاية أفريل الجاري".
واستهل رئيس الجمهورية زيارته الميدانية، مرفوقا بكل من وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد والوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية جمال لطفي بن باحمد والوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي للرئاسة محند أوسعيد من المستشفى الجامعي لبني مسوس، حيث وقف على حالة المصابين واطمأن على وضعيتهم الصحية وتبادل الحديث مع الأطقم الطبية وشبه الطبية واستمع لانشغالاتهم المتعلقة أساسا بظروف العمل.
وتفقد السيد تبون مصلحة الطب الداخلي بذات المستشفى، حيث يتواجد 112 مريض مصاب بفيروس كورونا، واستمع إلى شروحات القائمين على هذه المصلحة التي تدعمت بـ1200 كاشف عن الفيروس في مدة لا تتجاوز النصف ساعة، قبل أن يعلن بالمناسبة بأنه سيتم إعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية والعمل على تحسين ظروف مهنيي القطاع، من خلال العمل على تحسين ظروف عمل الأطباء ومراجعة سلم الأجور. واعتبر أن المهم في هذا الظرف هو "تجاوز الصعوبات".
وأشاد الرئيس تبون بالهبة التضامنية والأخوية التي أثبتها الشعب الجزائري بمختلف أطيافه في هذه الظروف التي تمر بها البلاد بسبب الوباء، معتبرا هذه الهبة "انطلاقة جديدة للجزائر". وخلال زيارته للصيدلية المركزية للمستشفيات، أكد الرئيس تبون على ضرورة إيصال المعدات الطبية ووسائل الحماية من هذا الفيروس إلى كل شبر من التراب الوطني، لاسيما المناطق المعزولة والجنوب الكبير.
وقال في هذا الصدد بأنه "بالرغم من عدم تسجيل عدد كبير من الإصابات على مستوى هذه المناطق، إلا أنه ينبغي الاحتياط والوقاية"، مشددا على أنه "لا ينبغي أن يشعر سكان هذه المناطق بأنهم معزولون". في سياق متصل، أمر السيد تبون الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية، بتسخير كل وسائل الدولة، بما فيها الطائرات من أجل إيصال المعدات الطبية في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن نقلها برا "يستغرق وقتا أطول".
ولدى تفقده للكميات المخزنة من دواء "كلوروكين" المستعمل في علاج فيروس كورونا، استمع رئيس الجمهورية إلى الشروحات المقدمة له، حول هذا الدواء الذي يصنع محليا وتملك الجزائر مخزونا منه يكفي حاليا 230 ألف مريض.
وردا عن سؤال الرئيس تبون حول كمية الإنتاج الوطني من هذا الدواء، أكد مسؤولو الصيدلية المركزية على سعي الجزائر إلى رفع مستوى الإنتاج إلى مليون علبة، بعد وصول المادة الأولية من الهند، على اعتبار أن الجزائر كانت من أولى الدول التي تحصلت على المادة الأولية ولديها ما يكفي من مخزون.
نحو إلغاء الخدمة المدنية للأطباء
على صعيد آخر، أعلن رئيس الجمهورية، خلال اجتماع عقده بمقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مع أعضاء اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة تطور انتشار فيروس كورونا، عن إنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي "في أقرب وقت" بغرض إعادة هيكلة قطاع الصحة، كاشفا من جهة أخرى، عن نيته في إلغاء الخدمة المدنية للأطباء، حيث أشار في هذا الخصوص إلى أن الأطباء الذين يرغبون في العمل بجنوب البلاد، سيتلقون أجرا مضاعفا.
معادلة شهرين عمل في أزمة كورونا بسنة من الأقدمية
كما أعلن الرئيس تبون، خلال نفس الاجتماع، أن كل ممارسي الصحة الذين عملوا لمدة شهرين في مواجهة وباء كورونا، سيستفيدون من سنة أقدمية في حساب سنوات التقاعد، حيث أوضح في شرحه لهذا الإجراء بأن "كل مدة شهرين قضاها كل طبيب أو ممرض في مواجهة كورونا، تعادل عام عمل عند احتساب سنوات التقاعد، وذلك بعد انتهاء أزمة كورونا، مؤكدا استعداده للذهاب إلى "أبعد حد في التكفل بانشغالات السلك الطبي وشبه الطبي، بما تسمح به الإمكانيات المالية وقوانين البلاد.
وبالمناسبة، ترحم رئيس الجمهورية على كل ضحايا الوباء "الشهداء" من أطباء وممرضين ومواطنين، مثمنا من جهة أخرى "الانسجام الذي يطبع عمل لجنة رصد ومتابعة وباء كورونا، والذي سمح باسترجاع مصداقية السلك الطبي".