أرسى نهجا جديدا في تقييم حصيلة المسؤولين

"العرفان" مبدأ رئيس الجمهورية في التعامل مع المتميّزين

"العرفان" مبدأ رئيس الجمهورية في التعامل مع المتميّزين
  • 251
م.خ م.خ

التزم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منذ انتخابه رئيسا للبلاد بإرساء نهج جديد في تقييم حصيلة المسؤولين في مختلف القطاعات، وذلك عبر متابعة المتقاعسين وإصدار إجراءات ضدهم تصل إلى حد إنهاء المهام، في حين يحرص على  تكريم من أبلى البلاء الحسن كتقدير على جهوده  وتفانيه في المهمة الموكلة له، مما سيحفز بقية المسؤولين على الحذو حذوه.

سعى الرئيس تبون منذ توليه سدة الحكم على جعل "ثقافة العرفان"  أسلوبا جديدا في النشاط  الرئاسي والحكومي، انطلاقا من قناعته بضرورة إحداث التوازن  بين  المصيب والمخطئ عمدا، وفقا لمبدأ "نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت"، حيث لم يتردد في عديد المناسبات على إشهار سيف الحجاج ضد المتماطلين في الاستجابة لاحتياجات المواطنين  من جهة، وتكريم المتفانين في مهمتهم في مختلف القطاعات، من جهة أخرى .

فقرار رئيس الجمهورية بإسداء وسام الاستحقاق الوطني لسفير الجزائر بالأمم المتحدة عمار بن جامع  بعد  العمل المشرف الذي قدمه خلال العهدة التي تتولاها الجزائر بمجلس الأمن كعضو غير دائم، يعد  بمثابة تقدير لجهوده الكبيرة على مستوى هذا المحفل الأممي، والتي حظيت بإجماع كبير على المستوى العربي، الإقليمي والدولي وحتى الشعبي، لأنه واجه طيلة هذه العهدة ضغوطا كبيرة من قبل قوى عظمى لم تهز من مواقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية قيد أنملة.

ونجح السفير بن جامع الذي تلقى هذا التكريم بـ"فخر وتواضع" مثلما ترجمته الكلمة التي ألقاها  بهذه المناسبة أمام وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية بنيويورك، في نقل ثوابت السياسة الخارجية للجزائر للمحفل الدولي، ما جعلها تحظى بالكثير من التقدير والاحترام حتى من قبل قوى عظمى تتعارض مواقفها مع مواقف الجزائر.

والواقع أن الرئيس تبون يحرص على وضع رجال الثقة  في المناصب التي يراهم أهلا لها، حيث لا يتواني في الإشادة بكفاءتهم، على غرار الوزير الأول الجديد سيفي غريب الذي وصفه برجل الميدان ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف الذي اعتبره سندا له ومحرّك الدبلوماسية الجزائرية وكذا وزير الفلاحة ياسين المهدي وليد الذي يراهن عليه من أجل استحداث رؤية جديدة في القطاع بعيدا عن الطابع التقليدي، وقبل ذلك توشيحه وزير السكن والعمران طارق بلعريبي بوسام استحقاق وطني، نظير الجهود الكبيرة التي يبذلها في تسيير القطاع.

ولم تقتصر تكريمات رئيس الجمهورية على المستوى الرسمي، بل شملت أيضا شرائح في القطاعات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية  والرياضية  كتكريمه لنساء جزائريات أثبتن تميزهن في عديد المجالات الحيوية والإبداعية في مناسبات عدة. كما سبق وأن كرّم الطلبة المتفوقين والحاصلين على جوائز في مختلف المهرجانات والمسابقات الوطنية والدولية في مجال الابتكار والتكنولوجيا والاتصالات والبيئة، فضلا عن رياضيين رفعوا العلم الوطني عاليا عبر المحافل الدولية، مع التزامه بتوجيه برقيات تهنئة للمتفوّقين والفائزين، كتأكيد على متابعته  لإنجازاتهم عن قرب. 

ويسعى الرئيس تبون من خلال هذه الالتفاتة لتجسيد نمط جديد في التسيير، يبرز جهود وإنجازات مختلف فئات المجتمع في كافة القطاعات، بهدف تشجيعها لتقديم المزيد حتى تكون حافزا للأخرين، ما يفتح الباب واسعا أمامهم  ويسد الطريق أمام محاولي زرع الإحباط واليأس في نفوس الشباب الذين يتطلعون لرسم مستقبل أفضل لوطنهم.