عودة الهدوء تدريجيا إلى المدينة
العقل والحكمة ينتصران في تين زاوتين
- 2590
الاتفاق على إعادة تهيئة السلك العازل وترقية التنمية وإنشاء منطقة تبادل تجاري حرّ
توج اللقاء الذي جمع، أول أمس، ممثلي وأعيان منطقة تين زواتين بالسلطات الولائية لتمنراست باتفاق بين يقضي بـ "نزع السلك العازل بالمنطقة الحدودية نهائيا واستبداله بجدار عازل بين الجانبين على أن يتم ترك 5 بوابات على طول هذا الجدار، لتمكين المرخص لهم بالمرور”، إنشاء منطقة للتبادل التجاري الحر قبل نهاية العام الجاري، فضلا عن الإسراع في اتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها أن تساهم في عودة الحياة إلى المدينة ودعم التنمية المحلية بالمنطقة.
وتشهد مدينة تين زواتين الحدودية (500 كلم جنوب غرب تمنراست) عودة تدريجية للهدوء بعد الأحداث التي عرفتها مؤخرا، وذلك عقب اللقاء الذي نظم، أول أمس الثلاثاء، بين ممثلي السكان من أعيان ومنتخبين محليين مع السلطات الولائية، والذي سمح بالوصول إلى توافق واتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها أن تساهم في عودة الحياة اليومية العادية إلى المدينة.
في هذا الصدد، وأوضح عضو المجلس الشعبي البلدي بتين زواتين بلاوي أغالي أن ”من أهم القرارات التي اتخذت، وكانت محل توافق بين ممثلي السكان والسلطات الولائية، نزع السلك العازل بالمنطقة الحدودية نهائيا واستبداله بجدار عازل بين الجانبين على أن يتم ترك 5 بوابات على طول هذا الجدار، لتمكين المرخص لهم بالمرور، لا سيما منهم البدو الرحل الممتهنين لرعي الأغنام ”والذين يثبتون بأنهم رعاة ويحق لهم الولوج والخروج عبر هذه المعابر بكل حرية”.
كما تم الاتفاق أيضا على أن يتم إنشاء منطقة للتبادل التجاري الحر قبل نهاية العام الجاري ستكون فضاء تجاريا، يمكن ساكنة الشريط الحدودي من الجانبين من تلبية حاجياتهم ضمن القوانين المنظمة لمناطق التبادل التجاري الحر.
وبالمناسبة، أكد السيد أغالي على ضرورة إعطاء أهمية بالغة للمشاريع القاعدية وضمان حضور أكبر للمؤسسات لضمان الاستقرار بتين زواتين، معللا ذلك بكون ”غياب التنمية يعد من أهم الأسباب غير المباشرة التي تسببت في إقحام الشباب في عدة أنشطة موازية عابرة للحدود” والتي تعد حسبه ”المتنفس الوحيد لهم في ظل النقص المسجل في مناصب الشغل”. يضاف إلى ذلك، حسبما ذكره المتحدث، ”الانسداد الحاصل بالمجلس الشعبي البلدي بتين زواتين منذ 11 شهرا، الأمر الذي أدى إلى تجميده منذ ما يزيد عن شهرين” .
وأشار في هذا الخصوص إلى أن البلدية كانت قد استفادت من مبلغ يفوق 2,2 مليار دينار لتجسيد جملة من المشاريع، ذات صلة مباشرة بالحياة اليومية للساكنة، من بينها مشاريع تخص قطاعي الصحة والتربية وإنجاز مختلف الشبكات (مياه الشرب والصرف الصحي) والتي لم تنطلق لعدم حصول مداولات رسمية للمجلس الشعبي البلدي طيلة هذه المدة.
مقاربة تشاركية لترقية التنمية ببلدية تين زواتين
بالمناسبة، دعا عدد من النشطاء الجمعويين بتمنراست إلى ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية لترقية التنمية ببلدية تين زواتين، بما يضمن تلبية تطلعات وحاجيات السكان وضمان الاستقرار بهذه المنطقة الحدودية.
وتم في هذا الصدد التأكيد على أهمية منح مساحة أكبر لمختلف فعاليات المجتمع المدني للمشاركة ضمن آليات معينة، تعزز العلاقة مع المؤسسات وتسمح لها بأداء دور الوساطة لضمان انخراط الفرد والمجموعة في التنمية وفي مختلف السياسات المجتمعية، بما يساعد على تجسيد تطلعات ساكنة تلك المناطق الحدودية المعزولة.
في هذا الجانب أكد عضو ”جمعية تفعيل المجتمع المدني” بتمنراست اليماني محمد ضرورة اعتماد أنشطة جوارية تحسيسية لفائدة سكان المنطقة، من أجل إبراز حجم التحديات التي تواجه مختلف المؤسسات وتبني مقاربة تشاركية تضمن الانسجام بين المؤسسات والمجتمع وإعادة بعث الثقة بين مختلف الفاعلين لضمان الاستقرار، إلى جانب العمل على مرافقة مختلف الجمعيات الشبانية في تجسيد مختلف أنشطتها و توفير الفضاءات المناسبة لاستغلالها لتأطير الفئة الشانية.
بدوره، أبرز السيد كربادو حسان (أحد مواطني بلدية تين زواتين) أهمية إنجاز المشاريع القاعدية المختلفة ذات الأثر المباشر على تحسين المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية للسكان، على غرار استكمال إنجاز الطريق الرابط بين تمنراست وتين زواتين.
ويسجل هذا المشروع، حسبه، تأخرا في الإنجاز، ما عقد حركة المرور، إضافة إلى افتقار المنطقة لمؤسسات النقل التي تسمح لهم بالتنقل إلى مقر الولاية الواقع على مسافة 500 كلم، حيث لا يعتمد السكان حاليا سوى على سيارات رباعية الدفع ”التي تكلف 5000 دينار للفرد ذهابا فقط، مما يجعل من مسألة التنقل إلى مقر الولاية شبه مستحيل على البطالين، الذين لا يملكون بديلا عن خيار التنقل لاستكمال مختلف الإجراءات المرتبطة بمسائل إنجاز الملفات الإدارية”.
كما دعا المتحدث إلى استحداث فروع لعدد من المؤسسات بالمنطقة على غرار البنوك ومؤسسات مرافقة الفلاحين في إنجاز المشاريع الاستثمارية في القطاع وخاصة بمنطقة توندرت (80 كلم عن مقر الدائرة) التي يعاني فيها أصحاب قرارات الامتياز من نقص المرافقة المطلوبة، لضمان تمويل مشاريعهم الاستثمارية.
ويتعين أيضا، حسب هذا المواطن، تطوير شبكة الأنترنيت ومختلف وسائل الاتصال وتحسين خدمات الهاتف الثابت والنقال وتحسين فرص إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
للتذكير، كانت مدينة تين زواتين قد عرفت الاثنين الفارط حركة احتجاجية لمجموعة من السكان، حيث أصدرت وزارة الدفاع الوطني بيانا حول هذه الأحداث، نفت فيه ”الادعاءات الباطلة” التي تتهم الجيش بإطلاق النار على أشخاص بمنطقة إخرابن المالية المحاذية لبلدية تين زواتين، داعية إلى ”توخي الحذر من مثل هذه الإشاعات والمعلومات المغلوطة”.
ونفت وزارة الدفاع الوطني نفيا قاطعا مثل هذه ”الادعاءات الباطلة” التي تم ترويجها بمواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة في بيانها أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي أمرت على إثر هذه الأحداث، بفتح تحقيق لمعرفة ملابساتها.