غي برنيير مستشار دولي في الإعلام والاتصال يؤكد:
العمل الجماعي ركيزة الصحافة النوعية

- 466

اعتبر غي برنيير مستشار دولي في الإعلام والاتصال ورئيس تحرير بوكالة الأنباء الفرنسية أن الطريقة المثلى لبلوغ صحافة نوعية بأقل عيوب ممكنة تكمن في إرساء منهجية عمل جماعية على أرض الميدان ترتكز على أربعة أسس تتمثل في الإسراع في نقل معلومة ذات نوعية وموثوقة مع تمتع الصحفي بالموضوعية المرادفة لاحترام مبادئ أخلاقيات المهنة.
وأكد الصحفي الفرنسي الذي نشط أمس دورة تكوينية في إطار الدورات التكوينية التي اعتادت وزارة الاتصال تنظيمها لفائدة مهنيي الصحافة بمقر المدرسة العليا للصحافة حول موضوع "الصحافة وحتمية الخلو من العيب"، أنه، وبحسب تجربته التي دامت 40 سنة، فإن العمل الجماعي وفق مجموعات يبقى أفضل طريقة للاحترافية والمهنية.
وأضاف أن عمله كصفي حرّ تم في الصحافة المحلية واختصاصه في المجال الاقتصادي والأخبار الاجتماعية، أوصله إلى أن اشتراط تقديم معلومات دقيقة وموثوقة وعالية الجودة في وقتها شبه الحقيقي والبقاء مستعدا للعمل ليلا ونهارا قاداه منذ ثمانينات القرن الماضي إلى إرساء منهجية عمل جماعية على أرض الميدان من قراءة وتعاقب 24 ساعة على 24 المسماة بـ "مجموعات" قبل نقل المعلومات لوكالة الأنباء التي يعمل لصالحها في إطار إدارة تندرج ضمن حلقات ذات نوعية.
وترتكز هذه الحلقات التي تبحث عن "صفر عيب" على مفهوم تم إطلاقه في اليابان خلال سنوات السبعينيات لجعل المؤسسات أكثر تنافسا فيما يخص النوعية والذي اعتبره المتحدث أنه يبقى غير معروف في إدارة الإعلام.
وقاده ذلك إلى طرح الإشكال تحت عناصره التقنية والاقتصادية والمالية والسياسية والقانونية والجبائية وكذا المهنية مع معاينة ما وصفه بالتلوث الذي يعم محتويات شبكة الأنترنت في ظل التطور السريع للتكنولوجيات الحديثة والرقمنة ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح أي كان ينشر معلومات وأخبار دون التأكد من صحتها وبعيدا عن المراقبة.
وهي جوانب وصفها بالسلبية في استخدام التكنولوجيات الحديثة والرقمنة ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة بطريقة انفرادية ضمن مواقع مجهولة لا تعرف هويتها.
ومن أجل محاربة هذا التلوث والفوضى المرتبطة بالمعلومات المتعلقة بالشبكات الاجتماعية، أكد غي برنيير أنه يتوجب على الصحفي البحث عن أكبر دقة وأكبر موثوقية فيما يكتبه أو يسجله أو يصوره ويقوم بنقله في وقته الحقيقي.
ورغم أنه أقر بأنه من غير الممكن بلوغ صحافة بدون عيوب، فقد أكد أن التحدي الذي يواجه الصحافة اليوم هو بالدرجة الأولى تحدي النوعية خاصة أنه جدد التأكيد على عدم وجود اتفاقيات دولية تحمي المحتوى بما جعله يقدم بعض وسائل الإدارة في العمل الصحفي المحترف لخصها في أربعة عوامل رئيسية. أولاها عامل السرعة المتعلقة بالجانب التقني وحسن استخدام الصحفي للتكنولوجيا الحديثة والرقمنة، ويتعلق العامل الثاني بالنوعية التي تتطلب المهنية ودراية الصحفي بالمجال الذي ينشط فيه وأيضا عامل الموثوقية لتقديم معلومة ذات مصداقية وآخرها الموضوعية التي قال إنها المتدخل ترتبط بأخلاقيات المهنة.