أكد أن التصريحات العدائية لسياسيين فرنسيين خلّفت مناخا ساما.. الرئيس تبون:
الكرة في مرمى الإليزيه من الآن فصاعدا

- 230

❊ الحوار السياسي شبه منقطع مع باريس باستثناء العلاقات التجارية
❊ ستورا يقوم بعمل جاد رفقة زملائه من البلدين في ملف الذاكرة
❊ هناك مثقفون وسياسيون نحترمهم في فرنسا يجب السماح لهم بالتعبير
❊ مسجد باريس ليس مكتبا دعائيا والجزائر منعت تغلغل جمعيات عدائية فيه
❊ لا يمكنني أن أساير كل النزوات بشأن اتفاقيات 1968
❊ فرنسا تلاحق نشطاء جزائريين وتحمي مجرمين ومخرّبين بتجنيسهم
❊ مزاعم بعض السياسيين الفرنسيين بأن الجزائر معزولة تُضحكنا
أكد رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، أن التصريحات العدائية لسياسيين فرنسيين ضد الجزائر خلّفت مناخا ساما أدى إلى تدهور العلاقات الجزائرية-الفرنسية، مشيرا إلى أنه وضع "خارطة طريق طموحة" بعد زيارة الرئيس ماكرون في أوت 2022، التي تلتها زيارة إليزابيث بورن، الوزيرة الأولى آنذاك والتي وصفها بـ"المرأة الكفأة التي تتحكّم في ملفاتها".
قال رئيس الجمهورية، في حوار خصّ به جريدة "لوبينيون" الفرنسية إن "المناخ سام، ونحن نضيّع الوقت مع الرئيس (إيمانويل) ماكرون.. من الآن فصاعدا الكرة عند الإيليزيه حتى لا نسقط في افتراق غير قابل للإصلاح".ولدى تطرقه إلى ملف الذاكرة أكد الرئيس، "كانت لنا آمال كبيرة في تجاوز الخلافات المتعلقة بالذاكرة ولهذا السبب أنشأنا بمبادرة منّي، لجنة مشتركة لكتابة التاريخ الذي يبقى مؤلم لنا"، وأضاف"قصد جعل هذا الملف غير مسيّس استقبلت مرتين المؤرخ بنجامين ستورا، الذي أكنّ له التقدير ويقوم بعمل جاد رفقة زملائه الفرنسيين والجزائريين استنادا إلى مختلف الأرشيفات رغم أنني أأسف لعدم التعمّق كفاية في الأمور".
موضحا أن "مُخلّفات الذاكرة يجب معالجتها جدّيا ولن نقبل بحلول وضع آثارها كالغبار تحت البساط".وإذ أكد أنه لا تقدم باستثناء العلاقات التجارية أكد الرئيس تبون، أن "الحوار السياسي شبه منقطع"، مشيرا إلى "التصريحات العدائية التي تستهدف الجزائر على غرار تصريحات النائب عن نيس، إيريك سيوتي، وعضو التجمع الوطني جوردان بارديلا،
وأردف قائلا "هؤلاء الأشخاص يطمحون إلى حكم فرنسا يوما ما، أنا شخصيا أميّز بين غالبية الفرنسيين وأقلية من قواها الرجعية، ولن أسيء أبدا إلى بلدكم"، مضيفا "مزاعم بعض السياسيين الفرنسيين بأن الجزائر معزولة تُضحكنا"وتساءل رئيس الجمهورية، عن "الطريقة التي ستتصرف بها لوبان، إذا وصلت إلى السلطة"، قائلا "هل ترغب في تنفيذ عملية شبيهة بحملة "فيل ديف"؟ هل تنوي تجميع الجزائريين قبل ترحيلهم؟"، وتابع يقول "فرنسا تلاحق نشطاء جزائريين وتحمي مجرمين ومخرّبين بمنحهم الجنسية وحق اللجوء".
وعن استعداده "لاستئناف الحوار شرط وجود تصريحات سياسية قوية"، أجاب الرئيس "بالطبع، لست المطالب بها، بالنسبة لي الجمهورية الفرنسية أولا وقبل كل شيء هي رئيسها". وقال "هناك مثقفون وسياسيون نحترمهم في فرنسا أمثال جان بيير شوفنمان، جان بيير رافاران وسيغولين رويال ودومينيك دو فيلبان، الذي يحظى بسمعة طيّبة في العالم العربي، لأنه يعكس نوعا ما صورة فرنسا التي كان لها وزنها"، مضيفا "يجب أيضا أن يُسمح لهم بالتعبير عن آرائهم ولا ينبغي السماح لأولئك الذين يزعمون أنهم صحفيون بمقاطعتهم وإهانتهم، خصوصا في وسائل الإعلام التابعة لفانسان بولوريه، التي يبدو أن مهمتها اليومية تشويه صورة الجزائر." مؤكدا"ليس لدينا مشكلة مع وسائل إعلام أخرى سواء من القطاع العام أو الخاص".
وردا على سؤال حول انتقاد شخصيات سياسية فرنسية لاتفاقيات 1968، اعتبر رئيس الجمهورية، أن الأمر يتعلق "بقضية مبدأ"، وتساءل "لا يمكنني أن أساير النزوات، لماذا نلغي هذا النص الذي تمت مراجعته في 1985 و1994 و2001؟"، موضحا "بعض السياسيين يتخذون من التشكيك في هذه الاتفاقيات ذريعة للتهجّم على اتفاقيات إيفيان التي نظمت علاقاتنا نهاية الحرب"، مضيفا أن اتفاقيات 1968 ليست سوى قوقعة فارغة لحشد المتطرّفين كما كان الحال في زمن بيير بوجاد".
وبشأن "تأثير الجزائر بمسجد باريس الكبير"، أشار الرئيس، إلى أن "الدولة الجزائرية لم ترغب في ترك جمعيات مشبوهة تتغلغل في المسجد، وكانت دائما تتكفّل بصيانته". وذكر أنه عندما كان وزيرا للاتصال والثقافة، "أقر هذه المساعدات التي تستخدم في ترميم المباني"، موضحا أن "فرنسا الرسمية لم تبدِ أي اعتراض وكانت تلبي دعوات عميد المسجد بانتظام".
وأكد بقوله إن "المسجد الكبير ليس مكتبا دعائيا"، و "العميد الحالي شمس الدين حفيز، اختير بالتشاور مع سلفه دليل بوبكر، والدولة الفرنسية".وقال الرئيس "على فرنسا إخبارنا بدقّة عن المناطق التي أجرت فيها التجارب النّووية والتعويضات المتعلقة بالتفجيرات النّووية وباستخدام الأسلحة الكيميائية من طرف فرنسا في جنوب الجزائر، مسألة ضرورية لاستئناف التعاون الثنائي"، داعيا إلى تسوية نهائية لهذه الخلافات.
قال رئيس الجمهورية "ملف تنظيف مواقع التجارب النّووية ضروري وواجب إنساني وأخلاقي وسياسي وعسكري، كان بإمكاننا القيام بذلك مع الأمريكيين أو الروس أو الإندونيسيين أو الصينيين، لكن نرى أنه يجب القيام بذلك مع فرنسا التي يجب أن تخبرنا بدقّة عن المناطق التي أجرت فيها هذه التجارب وأين دُفنت المواد"، مشيرا إلى "مسألة الأسلحة الكيميائية التي استخدمت في وادي الناموس".
وبعدما ذكر بأنه بدأ مسيرته المهنية بولاية بشار، أشار الرئيس، إلى أنه "في بداية السبعينيات، كنّا نتلقى كل أسبوع شكاوى من مربي المواشي حول نفوق ماشيتهم"، مشددا على "عدم تجاهل الملف وتسوية الخلافات بشكل نهائي".