ثمّن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، خلال إشرافه أمس ببومرداس، على الانطلاق الرسمي للطبعة 27 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم، بمشاركة قرابة ألف مترشح من حفظة القرآن الكريم من مختلف ربوع الوطن، قرار رئيس الجمهورية تنظيم مسابقة الجزائر في السيرة النبوية الخالدة، معتبرا إياها منهجا للاعتدال والوسطية يساهم في محاربة التطرف. وأكد أن رسالة قطاعه تتجلى في مشاركته القوية في بناء اللحمة الوطنية في ضوء القيم القرآنية، وربط ذلك بالعمل على التجديد حتى تتلاءم هذه الرسالة مع التحديات الراهنة وتكون صمام أمان للمجتمع.

اعتبر بلمهدي أنّ اللحمة الوطنية "ليست مجرد شعار وإنما تجسيد عميق للقيم التي تدعو إلى الوحدة والتعاون والرحمة والتسامح ضمن مجتمع متماسك، لا مطمع لعدو فيه"، مؤكدا بأن قطاعه بجميع مؤسّساته من مساجد وزوايا ومعاهد ومدارس قرآنية ومراكز ثقافية وعلماء وأئمة ومشايخ ومرشدات دينيات وكل القائمين على الشأن الديني، يمثلون عنصر قوة حقيقية في بناء اللحمة الوطنية، شريطة العمل على التجديد، لاسيما في الخطاب الديني حتى يتلاءم مع التحديات الفكرية والاجتماعية وتؤدي المؤسّسة المسجدية دورها الهام كصمام أمان للوحدة الوطنية".  

وفي سياق حديثه عن الطبعة 27 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم والاحتفال باليوم الوطني للإمام المصادف لـ15 سبتمبر من كل سنة، ثمّن الوزير رعاية رئيس الجمهورية لهذه الفعاليات، مؤكدا بأن تخصيص يوم وطني للإمام هي سابقة فريدة في كل العالم الإسلامي. كما أشار إلى أن المسابقة الوطنية للقرآن الكريم، تسجّل سنويا مشاركة الألاف من حفاظ كتاب الله ضمن مختلف المسابقات، علما أن عدد المشاركين في طبعة هذه السنة بلغ 985 مشارك، بينما سجلت مسابقة رمضان المنصرم مشاركة 14681 حافظ وحافظة لكتاب الله، وبلغ عدد المشاركين في مسابقات المولد النبوي الشريف لهذه السنة 16739 مشارك، ما يجعل مجموع المشاركات يفوق 33 ألف مشارك، في الوقت الذي بلغ فيه عدد حفظة القرآن الكريم المكرمين هذه السنة 3454 مكرم، "هؤلاء يعتبرون خزّانا حقيقيا للروح"، يقول بلمهدي الذي اعتبر القرآن الكريم "مشروع حياة متكامل، يقوي المناعة الروحية ويغرس في الإنسان الثقة لمساهمته في تحويل الطاقة الكامنة لديه الى إبداع وإختراع"، معربا عن اعتزازه بإحصاء قطاعه كل سنة للآلاف من الطلبة المشاركين في المسابقات الدينية. 

كما لفت الوزير إلى مصادفة طبعة هذه السنة من فعاليات الأسبوع الوطني للقرآن الكريم لمرور 15 قرنا عن ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام. وتطرّق في هذا الصدد عن تنظيم مسابقة "الجزائر في السيرة النبوية الخالدة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام" التي أقرها رئيس الجمهورية مؤخرا، مؤكدا حرص السيد الرئيس على تلقين السيرة النبوية كرسالة إنسانية وتربوية خالدة للأجيال الصاعدة.