الرئيس بوتفليقة في برقية تعزية إلى أسرة المصمودي:
المرحوم كافح طويلا في سبيل استقلال بلاده تونس
- 1058
أبرز رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، خصال المرحوم محمد المصمودي، مذكرا بكفاحه الطويل في سبيل استقلال بلاده تونس والدفاع عن القضايا العربية.
وقال رئيس الجمهورية في برقية تعزية بعث بها إلى أفراد أسرة الفقيد: «ما أن تناهى إلى سمعي نبأ التحاق الأخ الكريم والصديق العزيز محمد المصمودي إلى رحمة الله وعفوه حتى طافت بذهني ذكريات تلك المرحلة الوطنية والقومية التي كان الفقيد أحد رجالاتها العظام يكافح وينافح في سبيل استقلال وطنه تونس، ويجول ويصول بالكلمة والحجة في المحافل الدولية دفاعا عن قضايا أمته العربية».
وأضاف الرئيس بوتفليقة أن الفقيد «كان خبيرا بخبايا السياسة، ملما بالقضايا العربية والدولية، وله فيها آراء سديدة ومواقف حميدة، وما ذلك إلا امتداد لكفاحه الطويل رفقة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وكافة المناضلين الأوائل الذين صمدوا في وجه آلة الاستعمار وصابروا على المنافي والمعتقلات إلى أن منّ الله على تونس الشقيقة بالحرية والاستقلال». «ومنذ باكورة عملي كوزير للخارجية غداة بزغت شمس الحرية في بلادي - يقول رئيس الدولة - توثق حبل المودة بيننا وتعددت لقاءاتنا، وما أكثرها تلك الأماكن التي دعت حاجة بلدينا إلى أن نلتقي فيها، فوحدنا المواقف ونسقنا العمل وسقنا الآمال العريضة فيما كان يترائى لنا في آفاق المستقبل الذي كنا نعمل جاهدين على أن يكون زاهرا مزدهرا لبلدينا».
وتابع رئيس الجمهورية قائلا: «وفي كل لقاء كنت أكتشف فيه فضيلة جديدة من لطف المعشر وحسن الشمائل والوفاء للصديق والجدية في العمل إلى الذكاء الحاد وسرعة البديهة وحلو التفكه والدعابة، إلى غير ذلك من الفضائل الجمة التي جلبت إليه الأصدقاء، فأحبهم وأحبوه وظلوا على صلة به ولم تنقطع زيارتهم له حتى حين أنهى مهامه السامية النبيلة التي أداها في مختلف المناصب وأخلد للراحة في بيته».
وأوضح رئيس الجمهورية أن «الراحل العزيز لم ينس واجب الصداقة لمؤازرة أوفيائه في محن القرح ولم يتأخر عن مقاسمتهم أفراحهم وبهجتهم وكان ذلك دأبه أبدا، وما إن بلغني نبأ انتقال المغفور له بإذن الله تعالى إلى الرفيق الأعلى حتى انتابني الأسى وازداد شدة حين لم أجد ما أعزي به وأواسي أسرته وأهله وذويه سوى كلمات، وإن صدرت من قلب مكلوم فهي لا ترد مما قضى الله شيئا». وخلص الرئيس بوتفلقية متضرعا إلى الله: «اللهم يا من لا تضيع عنده الودائع، إن الراحل عنا وديعتك عادت إليك، فأكرم اللهم مآبه وأجزل ثوابه، وهيئ له مكانا يرضاه في فسيح جنانك مع الصالحين من عبادك وجلله برحمتك ومغفرتك ورضوانك، كما نسألك اللهم أن تنزل السكينة في قلوب جميع أفراد أسرته وأقاربه ومحبيه وأن توفيهم الأجر بما صبروا وتعوضهم خيرا فيما فقدوا، إنك سميع مجيب الدعاء».
«وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».