اعتبرت تحويل وزارة التضامن إلى وزارة ثقيلة ”أكبر خطأ..”

بن حبيلس: واجهت ضغوطات كبيرة في عهد ولد عباس

بن حبيلس: واجهت ضغوطات كبيرة في عهد ولد عباس
  • 1947
مليكة. خ مليكة. خ

أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس أمس، أن ”أكبر غلطة ارتكبت خلال العهدات السابقة للحكومة هو تحويل وزارة التضامن إلى وزارة ثقيلة، تخصص لها ميزانية كبيرة، ما انجر عنه تلاعب في الأموال وتكريس سياسة الكيل بمكيالين بين الجمعيات، حيث يستفيد بعضها من تلك الأموال في حين لا تتلقى جمعيات أخرى أي فلس”، كاشفة بأنها واجهت ضغوطات كبيرة وهي على رأس الهلال الأحمر الجزائري جراء انتقادها لسياسة الوزارة في عهد جمال ولد عباس، حيث قالت في هذا الصدد ”يجب على الشخص الذي يتولى أي منصب أن يكون نعمة للآخرين بخدمتهم والاستماع إلى انشغالاتهم”.

في ردها على سؤال حول تعليقها عن التهم التي طالت سياسة تسيير الوزارة في عهد الوزير الأسبق جمال ولد عباس الذي أودع سجن الحراش، لاسيما وأنها كانت من بين المنتقدين لطريقة تسييره، إلى جانب الوزيرة السابقة سعاد بن جاب الله التي رفعت مؤخرا دعوتين قضائيتين ضد المعني، أوضحت السيدة بن حبيلس في اتصال مع ”المساء” أنه سبق لها أن انتقدت تغيير اتجاه عمل الوزارة ”التي أنشئت أساسا لتكون ضمير الحكومة، بعد أن لوحظ غياب الثقة بين الشعب والحكومة”.

وأعربت في هذا الصدد عن فخرها لكونها أول وزيرة تشغل الحقيبة سنة 1992 خلال العشرية الصعبة التي مرت بها البلاد ولم يسبق لها أن أخذت ميزانية من طرف الدولة، مشيرة إلى أن لديها طريقتها في العمل، كونها تؤمن بثقافة التضامن، مع تركيزها على تقريب الحكومة من الواقع الجزائري ونقل صدى الذين يتعذبون في صمت. 

وعليه، أشارت الوزيرة السابقة إلى أنها كانت محركا للحكومة، من خلال رصد الاختلالات الموجودة في العمل التضامني ونقلها للوزارات الأخرى، لكي تقوم بدورها عبر عرض التقارير على اجتماعات الحكومة.

وأضافت أنه سبق لها أن انتقدت سياسة الوزارة في عهد الوزير الأسبق جمال ولد عباس، باعتبار أن الأموال المخصصة للقطاع ليس في حاجة إليها، بل إن الوزارات الأخرى هي من يجب أن تتكفل بإنجاز المرافق والمنشآت الاجتماعية وتوفير مناصب الشغل، مشددة على ضرورة أن يتحلى المسؤول بالأخلاق الطيبة والتربية والالتزام ووضع مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار.

نحضر إرسال 20 طنا من المساعدات إلى تينزاواتين

وبخصوص العمل التضامني للهلال الأحمر الجزائري، أشارت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري إلى التحضير لإرسال 20 طنا من المساعدات المتكونة من مواد غذائية، بطانيات، مياه معدنية، إضافة إلى أواني منزلية وألبسة إلى المناطق النائية على غرار منطقة تينزاواتين، مؤكدة أن هذه المساعدات بعيدة عن المال العمومي وأن المانحين والمتطوعين هم من يتكفلون بهذه العملية التضامنية، بما يعزز مصداقية الهلال الأحمر الجزائري الذي نجح في نشر ثقافة التضامن.

وأشارت بالمناسبة إلى أن عمل الهلال الأحمر الجزائري ركز منذ بداية الصيف على المناطق النائية في الجنوب وأقصى الجنوب، مثل عين صالح، رقان، أولف، غرداية وأدرار، من خلال تقديم مساعدات عبر طائرة عسكرية على متنها ما يقارب 15 طنا من المساعدات.

وأوضحت بن حبيلس أنها التقت بعائلات ومواطنين ومواطنات وحتى رضع من ضحايا التجارب النووية الفرنسية، مضيفة أن زيارتها سمحت بفتح الملف في جانبه الإنساني من منطلق أن الجانب السياسي هو على عاتق الحكومة، حيث استطردت في هذا الصدد، ”ليس لدينا حق النظر في المعاناة الإنسانية لهؤلاء الضحايا وقد راسلنا في هذا الشأن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر. كما سنراسل رئيس الصليب الأحمر الفرنسي لتحمل بعض المسؤولية، قصد التكفل على الأقل بالجانب الصحي مثل إجراء عمليات جراحية ثقيلة”.

كما أشارت المتحدثة إلى أنه خلال الفيضانات التي عرفتها ولاية أدرار، كان الهلال الأحمر الجزائري من الأوائل المتواجدين في الميدان، حيث سارت قافلة محمّلة بأكثر من 30 طنا من المساعدات، فضلا عن إرسال قافلة طبية تتكون من مختصين في أمراض الجلد والأمراض العقلية والسرطان وغيرها من الأمراض..

وأضافت أن العمل التضامني اليومي، يرتكز على استقبال العائلات التي تعيش في المناطق الداخلية قصد تسهيل تنقلها للعلاج في مستشفيات العاصمة، بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية أخرى، فضلا عن تأطير بعض العائلات على مستوى الشواطئ، إلى جانب الحماية المدنية عبر تقديم الإسعافات الأولية في حال حوادث الغرق مع السهر على أمن المواطنين.

وبعد أن تحدثت عن العمل التضامني تجاه اللاجئين السوريين والفلسطينيين والرعاية الخاصة للاجئين الصحراويين، أوضحت بن حبيلس أن العمل حاليا يرتكز على تحضير الدخول المدرسي وعيد الأضحى المبارك، من خلال توجيه مكاتب الهلال الأحمر عبر القطر الوطني لنداءات إلى ”ناس الخير” للتقرب من المحتاجين، لتستطرد قائلة ”ما يهمنا في طريقة عملنا هو أن نصل حيث لا يصل أحد.. وكيف نقدم المساعدات وندعم العمل الإنساني بين العائلات المعوزة والهلال الأحمر.. وهذه الطريقة تدخل في إطار مساهمة الهلال الأحمر الجزائري في الحفاظ على التلاحم الاجتماعي”.