أكد أن رئيس الجمهورية يملك رؤية استشرافية لتحقيق الأمن الغذائي.. حسن كريم:
تحقيق الاكتفاء الذاتي بفضل الزراعة الصحراوية

- 413

أكد رئيس المنظمة الوطنية للأمن الغذائي والخبير في الفلاحة والموارد المائية حسن كريم، أن الجزائر قادرة على تحقيق الأمن الغذائي في الزراعات الاستراتيجية بفضل الزراعة الصحراوية، باستخدام التقنيات الحديثة في السقي، ومنح مساحات تقدر بـ20 هكتارا من الأراضي الفلاحية للشباب خريجي معاهد الفلاحة لتكثيف الإنتاج، وإعادة إحياء الصناعة المحلية للعتاد الفلاحي، وكذا إقامة شراكة مع الأجانب لتطوير صناعة البذور محليا.
أوضح حسن كريم في تصريح لـ"المساء"، أمس، أن الاستراتيجية الفلاحية التي انتهجها رئيس الجمهورية للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح والشعير والذرى وبالتالي التوقف نهائيا عن الاستيراد، ستأتي بثمارها بفضل الزراعة الصحراوية، باعتبار أن الصحراء تتوفر على مخزون مائي كبير يقدر بـ60 ألف مليار متر مكعب من المياه يسمح بسقي المحاصيل.
وأضاف رئيس المنظمة الوطنية للأمن الغذائي أن هذا المخزون كاف لإنعاش الزراعة بالمنطقة إذا ما تمّ استخدامه بطريقة ذكية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة القمح اللين التي تعتمد على الاستيراد بنسبة 70%، وهو ما سيمكن – كما قال- من تحقيق موسمين للحصاد في السنة، وبالتالي مضاعفة الإنتاج.
وشدّد الخبير على أن إنجاح هذه الاستراتيجية يستدعي ترشيد تسيير الموارد المائية وحوكمة مائية، من خلال الاستعانة بكفاءات في الميدان من مختصين في الموارد المائية والسقي الفلاحي، واستخدام التكنولوجيات الحديثة من رشّ محوري وغيرها من التقنيات الحديثة التي لازالت غير مستعملة، مثل السقي بالتقطير للاقتصاد من استعمال المياه، موضحا أن هذه التقنيات تحتاج إلى تطوير دراسات في مجال الموارد المائية تمكن من إيجاد آليات لتجديد المياه الجوفية والاحتياجات المائية للمناطق الزراعية.
ويرى رئيس منظمة الأمن الغذائي أن تحقيق الاكتفاء الذاتي مرهون أيضا بالتكنولوجيا التي توصلت إليها آخر الابتكارات في مجال المكننة، مما يستدعي – كما قال- الترخيص باستيراد هذه الآلات العصرية التي تمكن من مضاعفة المردودية، والاهتمام بتشجيع صناعة محلية للعتاد الفلاحي كما كانت في السنوات الماضية، مذكرا بأن الجزائر كانت معروفة بصناعة هذه الآلات في الماضي وهي قادرة على إعادة بعثها من جديد.
وأشار الخبير إلى أن تطوير صناعة الحبوب محليا ضرورة لابد منها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة في مجال البقوليات التي لازلت تعتمد على البذور المستوردة، الأمر الذي يستدعي إقامة شراكات أجنبية مع الدول الصديقة مثل روسيا، وإيران، والصين لتطوير صناعة البذور محليا بالاستفادة من خبرتهم.