قال إن مشاريع طاقوية هامة ستستكمل في السنوات المقبلة.. طرطار لـ"المساء":

تعزيز تموقع الجزائر في السوق الدولية

تعزيز تموقع الجزائر في السوق الدولية
الخبير الطاقوي، أحمد طرطار
  • 951
حنان. ح حنان. ح

❊ تعزيز إنتاج الغاز وتجسيد برنامج الطاقات المتجددة أهم الأولويات

أكد الخبير الطاقوي، أحمد طرطار، أن مشاريع هامة تنتظر التجسيد في قطاع الطاقة خلال السنوات الخمس المقبلة، ستسمح للجزائر بتعزيز مكانتها ومضاعفة إمكانياتها الإنتاجية والتسويقية في مجال الطاقات الأحفورية والجديدة والمتجددة.
قال الخبير طرطار إن الاكتشافات الهامة التي حققتها الجزائر في السنوات الثلاث الاخيرة، سترفع احتياطاتها وإنتاجها من الغاز والنفط، وسيعطي ذلك دفعا لإنتاجها وصادراتها، التي ستمكنها من تعزيز دورها كممون فعال وموثوق للزبائن التقليديين من جهة، واقتحام أسواق أبعد من جهة ثانية.
وذكر الخبير في تصريح لـ"المساء"، بأن سوناطراك تمكنت من تحقيق 10 اكتشافات جديدة خلال النصف الأول من السنة الجارية، تضاف إلى 10 اكتشافات محققة في 2023 وكذلك 16 اكتشافا في 2022، وهو ما سيؤدي، كما أضاف، إلى تعاظم حجم الاحتياطي من النفط والغاز الذي يشكل بدوره "إمكانية جيدة لتوظيف هذه الاحتياطات في الرفع من القدرة الإنتاجية لسوناطراك وتنويع زبائنها في كل القارات وليس فقط بأوروبا على غرار الصين والهند".
ولفت في السياق إلى أن إنتاج الجزائر من الغاز بلغ أكثر من 130 مليار متر مكعب منها 100 مليار متر مكعب موجهة للاستهلاك والتصدير، وأن الهدف المتوخى هو الوصول إلى 150 مليار متر مكعب لزيادة تسويق الفائض نحو الخارج.
وهو ما تعمل على تحقيقه سوناطراك، وفقا لمحدثنا، التي ستواصل تنفيذ مخططها الاستراتيجي الذي خصصت له 40 مليار دولار ويمتد الى غاية 2027، يوجه جزء هام منه إلى نشاطات التنقيب والحفر والاستكشاف وكذا تعزيز قدرات الإنتاج في الحقول القديمة، باللجوء إلى استخدام أحدث التكنولوجيات في هذا المجال، من خلال الاستعانة بالتقنيات الثلاثية الابعاد وكذا الاقمار الصناعية.
وشدد طرطار على أن الاكتشافات تعد خطوة إيجابية لتعميق الاستثمارات في المحروقات، وستفتح الباب أمام إقامة شراكات هامة ومتنوعة مثلما حدث مع كبرى الشركات العالمية في السنوات الماضية.
كما ينتظر من خلال المخطط السابق الذكر، تعزيز قدرات الجزائر في مجال البيتروكيمياء عبر استكمال مشاريع هامة في هذا المجال بالجزائر وفي الخارج، مع توفير مواد أولية تحتاجها الصناعة الجزائرية ومازالت تستورد إلى غاية الآن.
وينتظر إضافة إلى ذلك، تعزيز القدرات الجزائرية في مجال التكرير باستكمال برنامج إنجاز عدة مصافي، مما سيمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الوقود وكذلك تصدير الفائض ووضع حد بصفة نهائية لاستيراد أي نوع من هذه المواد.
وفي الطاقات المتجددة، ينتظر، حسب المتحدث، أن تواصل سونلغاز مشاريع إنشاء المحطات الكهروضوئية، للوصول الى تجسيد البرنامج الوطني في الطاقات المتجددة الرامي إلى إنتاج 15 ألف ميغاواط من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية في آفاق 2035، حيث أشار الخبير إلى أن أولى الخطوات تم الشروع في تجسيدها عبر اطلاق مشروع 2000 ميغاواط وكذلك مشروع سولار 1000 ميغاواط، الذي يضاف الى 6 محطات كهروضوئية أخرى سيتم انجازها في منطقة غارا جبيلات لتزويد المشروع المنجمي الضخم بالطاقة.
بالموازاة، تحدث طرطار عن إطلاق المنصة الرقمية للبرنامج الوطني للتحكم في الطاقة مؤخرا، والذي سيسمح بتطوير استخدام الطاقات المتجددة ومحاولة إيجاد بدائل اكثر مردودية واكثر نظافة لتحقيق نشاطات خالية من الانبعاثات والتأثيرات السلبية للبيئة.
من جهة أخرى، يرتقب مثلما قال الخبير، التركيز على طاقة بديلة جد واعدة، وهي الهيدروجين الاخضر الذي ينتظر الشروع في إنتاجه وتسويقه مع مطلع 2025، حيث اعتبر أن الاستثمار في هذا المجال سيكون أولوية نظرا للطلب الكبير على هذه المادة في أوروبا، وهو ما يفتح للجزائر سوقا طاقوية جديدة بملايير الدولارات.
كما لفت إلى توقع الشروع في امدادات الخط المتعلق بتصدير الكهرباء نحو أوروبا خلال السنوات المقبلة، والذي سيتم استحداثه بين الجزائر وصقلية الايطالية، بالموازاة مع خط أنابيب الغاز الطبيعي والأمونيا والهيدروجين في آفاق 2029. دون نسيان مشروع خط أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر ونيجيريا عبر النيجر، والذي أعادت الجزائر بعثه وينتظر بداية تجسيده الميداني مستقبلا.