جعلته من أعظم الشخصيات العالمية وقدوة للعلاقات بين الأمم.. ربيقة:
حنكة الأمير عبد القادر إرث يتجاوز الزمان والمكان
- 236
❊ إبراز تقدير الرئيس تبون لرموز الوطن وقادته الأفذاذ
❊ المخزن كان ولا يزال خائنا لرابطة الدم والجيرة والأمة
❊ الجامعات الأمريكية مهتمة بنقل قيم الأمير للأجيال الصاعدة
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس، أن قوة إيمان الأمير عبد القادر وسيرته الجهادية والنضالية والسياسية، وأثره الفكري والأدبي والصوفي، "يعد إرثا إنسانيا يتجاوز حدود الجزائر، مخترقا الأزمنة والعصور ليظل قدوة لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأمم، وبذلك من أعظم الشخصيات التاريخية في العالم أجمع".
أوضح ربيقة في افتتاح الملتقى الدولي حول شخصية الأمير عبد القادر، أمس، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس بالجزائر، بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني وشخصيات وطنية ومسؤولين في الدولة ومؤرّخين من خارج الوطن، أن قوة شخصية الأمير عبد القادر، "تتجلى في أبعاد متعدّدة كونه صاحب مجد أثيل، وعالما بشؤون دينه ومحيط ثقافة وتاريخ أمته، ومتبحرا في شؤون السياسة والديبلوماسية، وقائدا عظيما، عاش في تواضع الكبار، وتحلى بزهد الأبرار، فكان في حياته قبلة ونهجا، وظل في مماته ذكرا خالدا في مهج كل محبي الخير والعدل الذين جعلوا منه مثلا وعبرة في كل ما تتنزل به القيم".
وقال الوزير إن الأمير عبد القادر هو شامة على جبين تاريخ الإنسانية، بالنظر إلى مواقفه التاريخية وفضله في سنّ تشريعات أسّست لحقوق الإنسان بمفهومها الحديث وتفتحه الكبير على آراء الآخرين واحترامه لهم، فضلا عن قبوله محاورة من يخالفه في القناعات خلال الحرب والسلم، في زمن كانت قد غلبت فيه دلائل التطرّف وصفات التشدّد، وسيطر فيه التعصّب الديني والمذهبي في العالم أجمع.
المخزن خان الأمير عبد القادر وشكّل جيشا لمحاولة قتله
وأشار ربيقة إلى خيانة المخزن للأمير عبد القادر بقيادة السلطان عبد الرحمان بن هشام وحاشيته، الذين شكلوا جيشا جرارا لقتال الأمير عبد القادر، "إلا أنه هزمهم في أكثر من منزلة وموقعة تاريخية".
في هذا السياق أكد الوزير أن "هؤلاء كانوا ولازالوا خونة لرابطة الدم والجيرة والأمة" مشيرا إلى أن فترة مقاومة الأمير التي دامت 15 سنة ضد الاحتلال الفرنسي، تميزت بهزمه جنرالات فرنسا تباعا في كل المواقع والمعارك، "وهي الفترة التي نكث فيها المحتل كل العهود والاتفاقيات، واستمر في إبادة الشعب، حتى ضعفت الإمكانيات لدى جيوش الأمير لطول مدة الحرب والمقاومة وتعاظم قوة المحتل".
وقال ربيقة إن مسيرة الأمير يتجلى فيها تاريخ ناصع من البطولة والإخلاص والوفاء للأمة والوطن، كما تتجلى فيها سلوكاته التي ترفض الخنوع وتنتصر للحرية وتضحّي في سبيل القيم السامية، وتتسم بحسّه الحضاري مع أصفيائه وشركائه في العقيدة والتاريخ ومع أعدائه.
وفي حديثه عن شخصية الأمير التي وصلت إلى العالمية، قال الوزير إنه "ليس من باب الصدفة، أن تطلق اسمه الولايات المتحدة الأمريكية على إحدى مدنها، وهي مدينة "القادر" ويطلق اسمه على الكثير من عواصم العالم"، مشيرا إلى أن نضال الأمير "خلفية مباشرة لنضال شعبنا عبر المقاومات الوطنية والحركات السياسية والإصلاحية وصولا إلى ثورة أول نوفمبر 1954، التي كان قادتها وجنودها يلتمسون من مقاومته وجهاده وصدق مواقفه عبرا نازلوا بها العدو إلى أن حققوا حلمه في تحرير الجزائر واسترجاع سيادتها".
وأبرز الوزير اهتمام رئيس الجمهورية بهذه الشخصية من خلال إنجاز معلم كبير له بولاية وهران، معتبرا ذلك دلالة أخرى على تقديره لرموز الوطن وقادته الأفذاذ الذين رفعوا رايات العزة والمجد.
من جهته ذكر عميد جامعة البشير الابراهيمي ببرج بوعريريج ورئيس الملتقى الدولي، بوعزة بوضرساية أن الأمير عبد القادر كان يتمتع بحنكة سياسية ودبلوماسية وعسكرية فائقة جعلت صيته يتجاوز حدود الجزائر، مذكرا بمقولات المؤرّخين والفلاسفة الأجانب الذين أعجبوا بشخصيته والذين اعترفوا بأن العالم بحاجة إلى فكر وسياسة الأمير عبد القادر الجزائري. كما ذكر بوضرساية بعقيدة الأمير ونضاله من أجل الحرية ورفضه لكل أشكال المذلة والانبطاح، "وهي عقيدة ثابتة تتشبث بها الدولة الجزائرية إلى يومنا برفضها للانحناء والتطبيع ووقوفها إلى جانب القضايا العادلة".
أما عمدة مدينة "القادر" الأمريكية الذي حضر الملتقى جوش بوب فأبرز اهتمام الجامعات الأمريكية بتدريس تاريخ الأمير عبد القادر الذي انتهج سياسة السلم والعدل لإرساء قواعد متينة، وذلك من أجل تكوين جيل متشبع بقيم النزاهة والشجاعة والتسامح.