تحديات طاقوية جديدة ترفعها الجزائر.. مبتول لـ"المساء":

رؤية شاملة لمواصلة لعب الأدوار الأولى

رؤية شاملة لمواصلة لعب الأدوار الأولى
الخبير عبد الرحمان مبتول
  • 138
حنان. ح حنان. ح

أكد الخبير عبد الرحمان مبتول أن إحياء الجزائر لذكرى تأميم المحروقات يقود إلى الحديث عن أهم  التحديات الطاقوية المستقبلية، التي تسمح بالحفاظ على المكاسب المحقّقة بفضل القرار التاريخي للتأميم، من خلال رؤية شاملة ومتكاملة تتضمن العمل على محاور متعدّدة تسمح لها بمواصلة لعب الأدوار الأولى في هذا القطاع الاستراتيجي.

يتعلق المحور الأول حسبما صرح به مبتول لـ«المساء" عشية إحياء ذكرى تأميم المحروقات، بالاستثمارات الجديدة في الطاقات التقليدية التي تمكّن الجزائر من زيادة صادراتها، لاسيما عبر  الأنابيب التي تربطها بأوروبا ومنها أنبوب الغاز نيجيريا-أوروبا عبر الجزائر. ويخص المحور الثاني "تحسين كفاءة الطاقة"، من خلال العمل على التقليل من استهلاك قطاع السكن للطاقة، باللجوء إلى التقنيات الحديثة التي توفّر 40 إلى 50% من الاستهلاك، بالموازاة مع العمل على مكافحة ظاهرة تبذير الموارد الطاقوية.

ويعد تطوير الطاقات المتجدّدة محورا مهما، حسب الخبير، الذي أشار إلى أهمية الجمع بين الطاقة الحرارية والطاقة الكهروضوئية، بفضل انخفاض تكلفة إنتاجها عالميا بأكثر من 50%، حيث اعتبر أنه بتوفر أكثر من 3000 ساعة من أشعة الشمس سنويا، تمتلك الجزائر كل ما تحتاجه لتطوير استخدام الطاقة الشمسية، وهو ما يتطلب تحويل هذه النعمة الإلهية إلى طاقة كهربائية، عبر تشجيع الإنتاج المحلي للمعدات لإنتاج 30 إلى 40% من احتياجات الكهرباء من الطاقات المتجدّدة خلال السنوات المقبلة.

ويحمل محور تطوير الهيدروجين نفس القدر من الأهمية، حيث ذكر محدثنا باقتراح الجزائر، لاستثمار ما بين 20 و25 مليار دولار بحلول عام 2040 في الهيدروجين المتجدّد، مقسما إلى ثلاث مراحل رئيسية: بدء التشغيل من خلال المشاريع التجريبية (2023 إلى 2030)، والتوسع وإنشاء الأسواق (2030 إلى 2040) والتصنيع والقدرة التنافسية للسوق (2040 إلى 2050)، فبحلول عام 2040، تخطّط الجزائر لإنتاج وتصدير 30 إلى 40 تيراواط ساعة من الهيدروجين الغازي والسائل، بمزيج يتكون من الهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز، والهيدروجين الأخضر المنتج بالتحليل الكهربائي بفضل موارد البلاد الشمسية المهمة، بهدف تزويد أوروبا بـ10٪ من احتياجاتها من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040.