الجزائر تحتفل ببداية شهر رمضان المبارك

رئيس الجمهورية يدعو المواطنين إلى المزيد من التضامن والانضباط

رئيس الجمهورية يدعو المواطنين إلى المزيد من التضامن والانضباط
السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني
  • 1225
م. خ م. خ

تحتفل الجزائر، على غرار أغلبية الدول الإسلامية، منذ أمس، ببداية شهر رمضان المعظم بعد ثبوت رؤية الهلال، وفق ما أعلنته اللجنة الوطنية للأهلة والمواقيت الشرعية المجتمعة مساء أول أمس بمقر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. وقد اغتنم رئيس الجمهورية  عبد المجيد تبون، هذه المناسبة لتوجيه رسالة إلى الشعب الجزائري، داعيا إياه إلى المزيد من التضامن والتآزر والتحلي بأعلى درجات الانضباط لمنع انتشار وباء كورونا.

وبما أن حلول رمضان هذا العام كان في ظروف استثنائية جراء تفشي الجائحة العالمية، حيث أغلقت دور العبادة ضمن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها مختلف دول العالم، فإن أداء هذه الشعيرة الدينية من شأنه أن يترجم صور أخرى من المعاني والقيم التي دعا إليها الدين الإسلامي الذي يحث على الحفاظ على الروح البشرية.

وكان نداء رئيس الجمهورية واضحا في هذا الصدد، عندما دعا المواطنين المخالفين لقواعد الوقاية، إلى الكف عن السلوك الخاطئ الذي يتسبب في تمديد الحجر الصحي بدل تقليصه، ويضر بغيرهم وبوطنهم. ومن ثم عدم إهدار الجهود التي نجحت في منع وتضييق مساحة انتشار الوباء .

وتماشيا مع ظروف إحياء هذه الشعيرة الدينية، أكد الرئيس تبون أنه أصدر تعليمات بمراجعة إجراءات الحجر الصحي "تماشيا مع تطور الوضع في الميدان" وأنه "كلما تحسنت المؤشرات هنا وهناك، اقتربنا من العودة إلى حياتنا العادية".

وعلى الرغم من إفرازات الوباء على الواقع العام للبلاد، إلا أنها أبانت عن صور أخرى لقيم التكافل التي لا يتردد الشعب الجزائري في إبدائها خلال فترات المحن، حيث اغتنم السيد تبون المناسبة للتنويه بالهبة الوطنية للتضامن والتكافل التي "يتميز بها شعبنا في المراحل الحاسمة من تاريخه"، لافتا إلى أن هذه الهبة "تمنحنا الفرصة لتحويل المعاناة إلى محفز لانطلاقة جديدة، بنفس جديد وتفكير جديد يحدث القطيعة مع الممارسات البالية التي عطلت تفجير القدرات الإبداعية الكامنة في الشباب، وانحرفت بها من مسار التعمير إلى مسار اليأس وفقدان الأمل في المستقبل".

من جهة أخرى، طمأن رئيس الجمهورية التلاميذ والطلبة وأولياءهم على مصير السنة الدراسية، مؤكدا بأن "كل الإجراءات التي سوف تتخذ قريبا للتكفل بهذا الانشغال المشروع لن تكون إلا في صالح المتمدرسين في جميع أطوار التعليم".

ورغم صعوبة التكيف مع الحجر الصحي بالنسبة للكثير من المواطنين الذين أجبروا على المكوث ببيوتهم كليا على غرار سكان ولاية البليدة، فضلا عن تأثر بعض المهن بسبب هذه الجائحة، إلا أن رئيس الجمهورية دعا الى المزيد من الصبر حتى يتم تجاوز هذه الازمة التي لا تمس الجزائر وحدها بل كل دول العالم بأسره.

وبما أن الوباء قد كانت له أيضا آثار جانبية على الوضع الاقتصادي للبلاد والكثير من دول العالم، فقد جدد الرئيس تبون مراهنته على خريجي الجامعات والمعاهد العليا لبناء "النموذج الاقتصادي الجديد الذي يوفر الثروة ويحصن استقلالنا الاقتصادي". وهو ما أسهب في عرض اجراءاته خلال اجتماعات مجلس الوزراء، من منطلق أنه لا خيار أمام البلاد سوى الاعتماد على آليات جديدة  تخلق الثروة وتضمن الانطلاقة الاقتصادية المرتكزة على أسس صلبة تقينا من التقلبات الظرفية لأسعار النفط في الأسواق العالمية.

على صعيد آخر، هنا رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني أفراد الجيش الوطني الشعبي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وذلك عبر صفحتيه في مواقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك وتويتر، مبرزا دورهم في الدفاع عن سلامة الوطن ووحدة ترابه وشعبه.

رئيس الجمهورية يتلقى مكالمة هاتفية من الرئيس التونسي 

فقد تلقى رئيس الجمهورية مكالمة هاتفية من نظيره التونسي السيد قيس سعيد، تبادل خلالها الرئيسان التهاني بحلول شهر رمضان المعظم، حسبما أورده بيان لرئاسة الجمهورية.

كما أضاف المصدر أن الرئيسين "تبادلا المعلومات حول تطور الوضع الصحي في البلدين، وظروف الجالية التونسية في الجزائر، والجالية الجزائرية في تونس".

،، ويتلقى مكالمة هاتفية من نظيره المصري

كما تلقى رئيس الجمهورية، مساء أول أمس، مكالمة هاتفية من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تبادلا خلالها التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وعبر الجانبان عن ارتياحهما لمستوى علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين الجزائر ومصر.


النص الكامل لرسالة رئيس الجمهورية

بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها المواطنات،

أيها المواطنون،

ها، قد هل شهر رمضان الفضيل، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفقنا الله لصيامه، وقيامه إيمانا واحتسابا، وتلاوة القرآن، حتى نلقى وجه ربنا وقد غفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر.

كم تمنيت أن نحتفل معا هذه السنة بتدشين جامع الجزائر الأعظم، بالمحمدية، ولكن شاءت إرادة الله أن نؤدي صلاة التراويح لأول مرة في بيوتنا، بعد تعليق صلاتي الجمعة والجماعة مؤقتا، وإنه لأمر صعب تقبله لكننا راضون بأمره تعالى وقضائه.

أعلم أنكم تعيشون ظروفا صعبة وخاصة أنتم، يا أهلنا في ولاية البليدة، ماكثين في بيوتكم، وأحيانا في شقق ضيقة، وأعلم أن منكم من ترك عمله مؤقتا، ومنكم من هو قلق على مصير دراسة أولاده، وفيكم المريض المزمن، وبينكم من أصبح يضيق باستمرار الحجر الصحي، لا نملك إلا أن نتحمل جميعا قيودا مفروضة علينا كما هي مفروضة على سكان العالم قاطبة في تصدينا الجماعي لانتشار وباء فتاك استعصى لحد الآن على العلم والعلماء.

وإني هنا، أنحني بخشوع أمام أرواح ضحايا هذا الوباء وأتضرع إلى العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأجدد تعازي الحارة إلى عائلاتهم وذويهم، متوسلا إليه جل جلاله أن يرزقهم الصبر والسلوان، وأن يعجل بشفاء المصابين.

وإذ أجدد لكم في هذه الليلة المباركة ندائي من أجل مزيد من التضامن والتآزر، والتحلي بأعلى درجات الانضباط، والصبر، واليقظة، فإني أحث مرة أخرى، المخالفين لقواعد الوقاية، على الكف عن السلوك الخاطئ الذي يتسبب في تمديد الحجر الصحي بدل تقليصه، ويضر بغيرهم وبوطنهم، سيما وأننا وفقنا والحمد لله حتى اليوم في منع بل وتضييق مساحة انتشار الوباء، وفي هذا الشأن أصدرت تعليمات بمراجعة إجراءات الحجر الصحي تماشيا مع تطور الوضع في الميدان، و كلما تحسنت المؤشرات هنا وهناك، اقتربنا من العودة إلى حياتنا العادية.

وهنا، وأمام القلق الذي ينتاب أبناءنا وبناتنا من التلاميذ والطلبة وأوليائهم على مصير السنة الدراسية، أود أن أطمئن الجميع بأن كل الإجراءات التي سوف تتخذ قريبا للتكفل بهذا الانشغال المشروع لن تكون إلا في صالح المتمدرسين في جميع أطوار التعليم.

إن الهبة الوطنية للتضامن والتكافل التي يتميز بها شعبنا في المراحل الحاسمة من تاريخه تمنحنا الفرصة لتحويل المعاناة إلى محفز لانطلاقة جديدة، بنفس جديد وتفكير جديد يحدث القطيعة مع الممارسات البالية التي عطلت تفجير القدرات الإبداعية الكامنة في الشباب، وانحرفت بها من مسار التعمير إلى مسار اليأس وفقدان الأمل في المستقبل.

أيتها المواطنات،

أيها المواطنون،

ليس هناك أدنى شك في أن هذه الثروة البشرية التي تتعزز سنويا بمئات الآلاف من خريجي الجامعات والمعاهد العليا، هي التي تعول عليها بلادنا في بِناء النموذج الاقتصادي الجديد الذي يوفر الثروة، ويخلق مناصب الشغل، ويحصن استقلالنا الاقتصادي بالتحرر من تقلبات أسعار المحروقات في الأسواق العالمية. ولذلك، نعتبر الهبة الوطنية التي تشهد تنافس المبادرات الخيرة وتعزز روح الانتماء الوطني مرآة عاكسة لحقيقتنا وآمالنا، وحافزا قويا على تدارك الوقت الثمين الذي ضاع من الأمة، لفتح آفاق واعدة، لرفعة الوطن وعزته.. إن الأوطان لا تبنى إلا بالأخلاق والعلم والعمل، "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم، ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم.

فاللهم احفظ الجزائر، من المحن والأوبئة، ودسائس الأعداء، وعجل بالفرج حتى تعود الطمأنينة إلى النفوس في وطن العطاء، والأمن الذي رسمت حدوده دماء الشهداء الزكية الطاهرة.

في الختام، أقدم لكم جميعا في الجزائر وفي ديار الغربة، تهاني الخالصة بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، سائلا المولى جل جلاله أن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية قاطبة، في ظروف أفضل متمنيا لكم موفور الصحة والهناء والعافية.

رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير

عاشت الجزائر، حرة، سيدة، أبية

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".