نسبة المشاركة لها دلالات استراتيجية للرئيس الجديد.. خبراء لـ"المساء":
رئيس قوي بشرعية شعبية
- 1016
❊ عنكوش: الشعب مازال متبنيا للرؤية المستقبلية للرئيس تبون
❊ عطية: الجزائريون صوتوا لصالح استقرار الجزائر
❊ بورزامة: نسبة المشاركة تضفي الشرعية والقوة على قرارات الرئيس الجديد
أجمع خبراء لـ"المساء" على أهمية نسبة المشاركة المسجلة في الانتخابات الرئاسية، كونها تعطي قوة ومصداقية للرئيس الجديد من أجل ممارسة مهامه بأريحية، مشيرين إلى أن تحقيق هذه النسبة لها دلالات استراتيجية أكثر منها حسابية، فضلا عن انها تعزز استقرار الجزائر مما يجعلها فاعلا اقليميا مهما على المستوى الدولي.
أكد البروفيسور نور الصباح عكنوش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في اتصال مع "المساء" أن نسبة المشاركة المسجلة في الرئاسيات، تعطي قوة ومصداقية وأريحية للرئيس الجديد من أجل العمل أكثر، بحكم أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة تحديات وصعوبات سواء على المستوى التنموي والبنيوي والجيواستراتيجي.
وأوضح عنكوش أن كل هذه التحديات تحتاج إلى رئيس قوي والذي يحتاج أيضا للعمل في إطار نظام سياسي قوي، مرتكز على سند شعبي وبيئة حاضنة له، واصفا هذه المشاركة بالإيجابية والقوية التي تعد أيضا رسالة للخارج تعبر عن رضا الشعب والسياسات التي تبناها رئيس الجمهورية وحكومته في عهدته الأولى رغم ما واجهته من صعوبات جراء جائحة كورونا والحرب في اوكرانيا، فضلا عن قضايا دولية أخرى.
وأضاف محدثنا أنه رغم ذلك، فإن الشعب مازال مقتنعا ومتبنيا للرؤية المستقبلية للرئيس تبون وأن المشاركة القوية تعد مؤشرا هاما لأي حاكم يريد العمل في جو هادئ ومستقر في ظل إجماع وطني حول برنامجه، مشيرا إلى أن الجزائر دولة نموذجية تعمل دون تبعية أو ديون.
وأفاد عنكوش أنه بهذه الشرعية سيتسنى للدولة العمل دون ضغوطات، ما سيجعلها وفية لسيادتها واستقلاليتها والتزاماتها الداخلية تجاه الشعب والقضايا العادلة، على غرار القضيتين الفلسطينية والصحراوية، مما يعزز من استقلالية القرار ومن سياسة الموقف الجزائري خاصة في المرحلة القادمة المتسمة بالكثير من التعقيد.
وعليه يرى البروفيسور أن الرئيس يحتاج إلى هذا الرقم ليس لدلالات حسابية أو كمية بل، لدلالات استراتيجية تسمح له بالعمل في توافق مع شعبه، مضيفا أن هذه المشاركة تعطي رسالة للراي العام بأننا نحتاج درسا في الديمقراطية، وتعزز من موقف الرئيس داخليا وخارجيا ومواصلة اصلاحاته الكبرى في مختلف القطاعات ومجابهة تحديات على مستوى الحدود والقضايا الاقليمية الحساسة.
من جهته، قال المحلل السياسي والاستراتيجي إدريس عطية في اتصال مع "المساء"، أن نسبة المشاركة في الانتخابات والتي قاربت 50 بالمائة هي نسبة معقولة ومتوقعة منذ البداية، وكانت ستكون بنسبة اكبر لولا بعض المؤشرات المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة في العديد من ولايات الوطن، فضلا عن وجود اطراف كانت تريد التأثير على الهيئة الناخبة على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فإن المجتمع الجزائري صوت لصالح استقرار الجزائر والاستمرارية بطريقة ايجابية تعكس فاعلية الوعاء الانتخابي وقدرة المواطنين الجزائريين على الانسجام مع تطورات المهمة على المستوى الاقليمي والدولي، بما فيها التأكيد على أهمية هذا الاستحقاق الانتخابي.
وتجسيد الشرعية السياسية القوية لصالح المترشح الفائز، مما يعطيه ورقة إضافية لممارسة الحكم وقيادة البلاد بطريقة تسمح له باستكمال الإصلاحات السياسية والعمل على تعميقها الى جانب مواصلة مشاريعه الاقتصادية التي تراهن دائما على تحقيق التنمية الشاملة في البلاد.
ويرى محدثنا أن هذه الانتخابات تجسد الاستقرار على كامل المستويات، فضلا عن تقوية الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية، علاوة على كونها ورقة اضافية تسمح للجزائر بان تكون فاعلا اقليميا مسؤولا من خلال إدارة العديد من الملفات والقضايا الدولية المطروحة بقوة في أجندة السياسة الخارجية مما سيسمح للرئيس تبون الدخول في عهدته الثانية بنفس جديد لتحقيق الكثير من التوازنات والتغيرات التي تكون لصالح المصلحة الوطنية.
أما المحلل السياسي مصطفى بورزامة، فقد أشار إلى أن نسبة المشاركة معتبرة جدا وتفوق تلك المسجلة في رئاسيات 2019، مما سيقوي مؤسسة الرئاسة وصلاحيات رئيس الجمهورية الذي سوف تكون قراراته ذات شرعية وقوة، باعتبارها جاءت من الصندوق ولكون الشعب الجزائري هب هبة واحدة من خلال الخروج بقوة إلى صناديق الاقتراع من أجل اعطاء شرعية اكثر وأقوى لهذا الاستحقاق.
للإشارة، بلغت نسبة المشاركة الأولية في الانتخابات الرئاسية عند غلق مكاتب الاقتراع على الساعة الثامنة من مساء يوم السبت، 48,03 بالمائة داخل الوطن و19,97 بالمائة بالنسبة للجالية الوطنية بالخارج.
شهدت احتراما للإجراءات التنظيمية والقانونية شكلا ومضمونا.. بوغرارة:
الانتخابات الرئاسية محطة هامة في المسار الديمقراطي للجزائر
قال أستاذ الاعلام والاتصال، عبد الحكيم بوغرارة، أمس، إن الجو الديمقراطي والهادئ الذي ساد الانتخابات الرئاسية أثبت أن هذه الاستحقاقات كانت محطة هامة في المسار الديمقراطي للجزائر.
لدى استضافته في برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى، أوضح بوغرارة أن الحدث الانتخابي شهد احتراما للإجراءات على مستوى الشكل والمضمون ما خلق جوا هادئا في التعامل مع مجرياتها. وأشار ذات المتحدث إلى أن نسب المشاركة في العملية الانتخابية التي أعلنت عليها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات هي حقيقية تخضع للتقييم والمعالجة وستكون محل النقاش في وسائل الإعلام، مضيفا أنها ستعطي شرعية للقرارات التي يتخذها الرئيس المنتخب والذي سيعمل في أريحية وظروف هادئة. وخلص بوغرارة إلى القول أن الأولويات بعد النتائج النهائية للانتخابات، ستظهر معالمها في تشكيل حكومة جديدة قادرة على قيادة مخطط عمل الرئيس وتنفيذ مخطط عمل الحكومة والتكفل بالانشغالات الاجتماعية.
ع. ح
الجزائر نجحت في تنظيم العرس السياسي.. بن قرينة:
نسبة المشاركة تعبر عن التفاف الشعب حول الرئيس تبون
هنأ رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، أمس، المترشح الحر عبد المجيد تبون قبيل ساعات من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
وأوضح بن قرينة خلال ندوة نشطها لتقييم الحملة الانتخابية لرئاسيات الـ7 سبتمبر 2024، أن فوز المترشح الحر تبون بعهدة رئاسية ثانية، جاء حسب تقارير مكاتب حركة البناء الولائية والبلدية.
وفي سياق تقييمه لسير مجريات الاقتراع، اعتبر رئيس حركة البناء، أن الجزائر نجحت في تنظيم هذا العرس السياسي في وقت كل الأعين عليها والتي عملت ساعية إلى تشويه الانتخابات الرئاسية.
وأكد في نفس الموضوع، أن الاستحقاقات عرفت نسبة مشاركة جيدة وهي مؤشر يبشر بالخير ويعبر عن التفاف الشعب حول رئيس الجمهورية بالرغم من الظروف التي مرت بها.
واعتبر المتحدث أن هذه الانتخابات 2024 هي أول انتخابات بعيدة عن المال الفاسد، والتوترات، مما أدى إلى إنجاح هذه الانتخابات.
ع. ح