احتفالية اليوم العالمي لمحاربة التصحر
رهان على استدامة الأراضي واستحداث 60 مليون منصب شغل
- 3733
نظمت الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة التصحر، أمس، احتفالية خاصة بيومها العالمي المصادف لـ17 جوان من كل عام في مدينة أنقرة التركية، حيث شكلت المناسبة فرصة لتقييم الجهود الدولية في مجال محاربة هذه الظاهرة منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ عام 1994.
واختارت الأمانة العامة لاتفاقية محاربة التصحر هذه السنة شعار "لنبني مستقبلنا معا"، والذي حاولت من خلاله التأكيد على ضرورة تعزيز أهمية استدامة الأراضي التي تعرف تدهورا كبيرا، إما بسبب استغلالها غير العقلاني في الفلاحة والرعي أو بسبب بعض العوامل الطبيعية القسرية كالتغيرات المناخية وتمدد التصحر خاصة في إفريقيا.
وأشرف على حفل الافتتاح الذي جرى بقصر المؤتمرات "كونقريسيوم" بالعاصمة التركية وزير الفلاحة التركي بكير باديميرلي، الذي أبرز في كلمته الجهود التي تبذلها تركيا في محاربة تدهور أراضيها، مشيرا إلى أن نجاح الاستراتيجية التي اعتمدتها تركيا في محاربة التصحر وتدهور الأراضي دفعها إلى تبادل خبرتها مع الكثير من دول العالم، خاصة في إفريقيا التي تعتبر من أكثر القارات تعرضا لهذه الظاهرة "وهي الآن تسعى إلى تجسيد مشروع السور الأخضر الكبير بالشراكة مع تركيا".
من جهته قال المدير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الموريتاني، إبراهيم تياو، إن الحفاظ على الأراضي وضمان استدامتها هو رهان كبير تسعى هيئته بالشراكة مع حكومات دول العالم إلى تجسيده خلال العشر سنوات القادمة، باعتباره سيمكن ـ حسبه ـ من تحقيق مداخيل تقدر بـ150 مليار دولار كل عام، وتوفير الكثير من مناصب الشغل الخضراء، حيث يتوقع الخبراء خلق حوالي 60 مليون منصب خلال العشرين سنة القادمة.
وأضاف ابرهيم تياو، بأن "97 بالمائة من غذاء العالم مصدره الأرض، لكن العالم يخسر ما قيمته 1,3 مليار دولار كل يوم بسبب تدهور حالة الأراضي وتصحرها"، مبرزا بأن إصلاح ذلك سيساهم في تحقيق الأمن الغذائي، والقضاء على الهجرة القسرية والحد من النزاعات.
وتركز الأمانة العامة لمحاربة التصحر، جهودها في القارة الإفريقية من خلال إطلاق الكثير من المبادرات غلى غرار "مبادرة الثلاثة" التي أطلقت عام 2017 والتي تقودها السينغال والمغرب، وتعرف اليوم انخراط 12 دولة إفريقية بهدف إصلاح أكبر عدد ممكن من الأراضي، ومن ضمن هذه الدول بوركينافاسو التي تخطط لإصلاح 2 مليون هكتار وزيمبابوي 800 ألف هكتار مع توفير حوالي 400 ألف منصب شغل في كلا البلدين.
وتؤكد التقارير الأممية أن معدل البطالة والهجرة في إفريقيا هو الأعلى مقارنة بباقي دول العالم، وأن الاعتماد على الاقتصاد الأخضر هو الكفيل بتقليص هذه الأرقام خلال السنوات القادمة.
وكانت الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة التصحر، قد نظمت دورة تدريبية لفائدة الصحفيين من مختلف دول العالم وكانت "المساء" من بين المشاركين فيها، وهي الدورة التي أرادها المؤطرون لدعم الصحفيين بالمعلومات الخاصة بظاهرة التصحر وتدهور الأراضي في مختلف دول العالم وتمكينهم من التقنيات الجديدة المعمول بها في هذا المجال وإطلاعهم على الجهود المبذولة عالميا، فضلا عن التوسط بين الخبراء في المجال وصناع القرار من أجل إقناع حكومات دول العالم، بضرورة اتخاذ إجراءات ميدانية للحد من تفاقم الظاهرة.
وكشف التقرير الأخير الذي أصدرته منظمة "الفاو" الشهر المنصرم، أن تربة كوكب الأرض تتآكل بسرعة مذهلة ومخيفة، تعادل ملعب كرة قدم كل 5 ثواني.. "وإذا استمر الوضع على هذا الحال فإن الأرض ستفقد حوالي 90 بالمائة من تربتها الجيدة بحلول عام 2050.. مما يتطلب انتظار ألف سنة لاسترجاع من 2 إلى 3 سنتم من سطح التربة الجيد".
كما أشار التقرير إلى أن الرياح العاتية والأمطار الغزيرة والتقنيات الزراعية المختلفة وكذا التوسع العمراني هي كلها عوامل تزيد من تفاقم ظاهرة تآكل التربة.
وجاء هذا التقرير، ليؤكد على التحذيرات التي أطلقها خبراء التنوع البيولوجي في تقريرهم الأممي، حيث كشفوا بأن العالم مرشح لفقدان حوالي مليون نوع بيولوجي بسبب تدهور الأراضي.